الشهيد البطل الطيار معاذ
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : التحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بقافلة شهداء الأردن الطويلة، وحفر اسمه عميقاً في سجل الخلود، وسوف تبقى الأجيال تحتفظ باسم الشهيد في حناياها إلى أمد بعيد، وسيحتل مكانة مرموقة في نفوس الاردنيين و ضمائرهم ؛بسبب حجم الظلم والاجحاف الذي صاحب عملية الاعتداء البشعة التي نفذها هؤلاء القتلة بحقه وروحه وجسده، مما أحدث هزة عارمة في مشاعر الملايين الممتدة على الرقعة الأرضية، من عرب ومسلمين ومن كل شعوب العالم.
تنفيذ الجريمة على هذا النحو المريع الموغل بأقصى درجات التوحش والإجرام، يفتح الباب واسعاً على مجموعة من الحقائق المذهلة، وتضع عدداً من المؤشرات الحادة على جملة من الآثار المتوقعة على النمط من هذا السلوك الإجرامي الحاقد، الذي تجاوز كل ما عرفته البشرية من أعراف وقيم دينية وانسانية.
الجريمة المروعة بحق الشهيد معاذ أزالت كل حجب الغموض، وكشفت الأستار عن حقيقة هذه العصابات المجرمة المتجردة من المعاني الإنسانية والصفة الآدمية، فضلاً عن معاني الدين وقيم الإسلام، حيث يصدق فيهم قول الله عز وجل : « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ»، ويأتي السفل من خلال الانحدار الشنيع في القيم الذي ظهرت آثاره من خلال الاستمتاع وإظهار اللذة في التفنن في التعذيب والتمثيل في إبداع عملية الحرق لإنسان أعزل مجرد من الحول والقوة.
جاء الإسلام ليسهم إسهاماً كبيراً في نقل البشرية من أطوار الهمجية والتوحش نحو أطوار التحضر والسلوك الإنساني النبيل، وجاء ليضع قواعد للحرب والقتال بين شعوب الأرض، ومن أجل إرساء معايير محايدة للتعامل بين المقاتلين، فإذا كانت القسوة مبررة أثناء الاشتباك في المعركة، فهي ليست مبررة بحق الأسرى الذين استسلموا مقابل حياتهم، وأصبحوا مجردين من القوة والقدرة على الدفاع عن النفس، ولذلك جعل الله الإحسان إلى الأسير طريقاً للتقرب إلى الله عندما قال : « وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» فإطعام الأسير والإحسان إليه يمثل مظهراً من مظاهر القوة والمروءة والنبل والأخلاق العالية، ويعد طريقاً لتحقيق رضى الخالق الكريم.
وقد اعتمد فريق من العلماء قديماً وحديثاً على أن القرآن حدد التعامل مع الأسير بإحدى طريقتين : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا).
المجتمع الإسلامي هو مجتمع من بين عدة مجتمعات كثيرة تعيش على الأرض، ولابد من وجود تعامل مشترك بينه وبين بقية المجتمعات على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم، ولا بد من تبادل المصالح بطريقة تعبر عن الاحترام المتبادل، مما جعل الإسلام يعمد نحو إرساء قواعد العلاقت الدولية وأسسها من أجل التعارف والتعاون والتفاهم والتكامل فيما هو ضرورة وحاجة مشتركة بين الأمم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، ولذلك من أكثر درجات الجهل والانحطاط في الفهم إعلان التمرد على قواعد التفاهم الدولي وعدم الاعتراف بها، لأن الإقدام على هذا الفعل الإجرامي الشنيع يعني بالضرورة السماح لعدوك أن يفعل بك ما فعلته به، من حيث المنطق والمعاملة بالمثل.
نحن أمام وضع شاذ بل في غاية الشذوذ، والأكثر غرابة والأشد بشاعة، أن ينسب هذا الوضع إلى الإسلام، ومحاولة تأصيله بناءً على مقولات مجتزأة، لم تخضع لأي وسيلة من وسائل الإثبات كما خضعت لها أحاديث النبي المصطفى «صلى الله عليه وسلم» ، وتم التغافل عن القرآن والسنة وأقوال أئمة الفقه والعلم، فضلاً عن القاعدة القائلة: ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلّا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فليس معقولا أن يتم البحث عن قول شخص أو عالم في عصر من العصور لخرق قاعدة قرآنية محكمة، أو مبدأ شرعي كبير، أو أصل من أصول الشريعة ومقصد من مقاصدها العظيمة.
ليس هناك أشد ضرراً على الإسلام من الجهل، وتسويغ هذا الجهل بأمور شرعية منسوبة إلى الدين، فالعبء يقع على العلماء والفقهاء والعقلاء والحكماء من أجل الاستنفار العام لحماية العقول والأجيال، وحماية الشعوب من طوفان التخلف الذي يقوده مجرمون نشأوا في أقبية السجون المظلمة وحملوا نفسيات منحرفة مريضة، أغراها وهج السلاح، وامتلاك القوة المؤقتة، وغرور السلطة القاتل.
الدستور
تنفيذ الجريمة على هذا النحو المريع الموغل بأقصى درجات التوحش والإجرام، يفتح الباب واسعاً على مجموعة من الحقائق المذهلة، وتضع عدداً من المؤشرات الحادة على جملة من الآثار المتوقعة على النمط من هذا السلوك الإجرامي الحاقد، الذي تجاوز كل ما عرفته البشرية من أعراف وقيم دينية وانسانية.
الجريمة المروعة بحق الشهيد معاذ أزالت كل حجب الغموض، وكشفت الأستار عن حقيقة هذه العصابات المجرمة المتجردة من المعاني الإنسانية والصفة الآدمية، فضلاً عن معاني الدين وقيم الإسلام، حيث يصدق فيهم قول الله عز وجل : « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ»، ويأتي السفل من خلال الانحدار الشنيع في القيم الذي ظهرت آثاره من خلال الاستمتاع وإظهار اللذة في التفنن في التعذيب والتمثيل في إبداع عملية الحرق لإنسان أعزل مجرد من الحول والقوة.
جاء الإسلام ليسهم إسهاماً كبيراً في نقل البشرية من أطوار الهمجية والتوحش نحو أطوار التحضر والسلوك الإنساني النبيل، وجاء ليضع قواعد للحرب والقتال بين شعوب الأرض، ومن أجل إرساء معايير محايدة للتعامل بين المقاتلين، فإذا كانت القسوة مبررة أثناء الاشتباك في المعركة، فهي ليست مبررة بحق الأسرى الذين استسلموا مقابل حياتهم، وأصبحوا مجردين من القوة والقدرة على الدفاع عن النفس، ولذلك جعل الله الإحسان إلى الأسير طريقاً للتقرب إلى الله عندما قال : « وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» فإطعام الأسير والإحسان إليه يمثل مظهراً من مظاهر القوة والمروءة والنبل والأخلاق العالية، ويعد طريقاً لتحقيق رضى الخالق الكريم.
وقد اعتمد فريق من العلماء قديماً وحديثاً على أن القرآن حدد التعامل مع الأسير بإحدى طريقتين : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا).
المجتمع الإسلامي هو مجتمع من بين عدة مجتمعات كثيرة تعيش على الأرض، ولابد من وجود تعامل مشترك بينه وبين بقية المجتمعات على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم، ولا بد من تبادل المصالح بطريقة تعبر عن الاحترام المتبادل، مما جعل الإسلام يعمد نحو إرساء قواعد العلاقت الدولية وأسسها من أجل التعارف والتعاون والتفاهم والتكامل فيما هو ضرورة وحاجة مشتركة بين الأمم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، ولذلك من أكثر درجات الجهل والانحطاط في الفهم إعلان التمرد على قواعد التفاهم الدولي وعدم الاعتراف بها، لأن الإقدام على هذا الفعل الإجرامي الشنيع يعني بالضرورة السماح لعدوك أن يفعل بك ما فعلته به، من حيث المنطق والمعاملة بالمثل.
نحن أمام وضع شاذ بل في غاية الشذوذ، والأكثر غرابة والأشد بشاعة، أن ينسب هذا الوضع إلى الإسلام، ومحاولة تأصيله بناءً على مقولات مجتزأة، لم تخضع لأي وسيلة من وسائل الإثبات كما خضعت لها أحاديث النبي المصطفى «صلى الله عليه وسلم» ، وتم التغافل عن القرآن والسنة وأقوال أئمة الفقه والعلم، فضلاً عن القاعدة القائلة: ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلّا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فليس معقولا أن يتم البحث عن قول شخص أو عالم في عصر من العصور لخرق قاعدة قرآنية محكمة، أو مبدأ شرعي كبير، أو أصل من أصول الشريعة ومقصد من مقاصدها العظيمة.
ليس هناك أشد ضرراً على الإسلام من الجهل، وتسويغ هذا الجهل بأمور شرعية منسوبة إلى الدين، فالعبء يقع على العلماء والفقهاء والعقلاء والحكماء من أجل الاستنفار العام لحماية العقول والأجيال، وحماية الشعوب من طوفان التخلف الذي يقوده مجرمون نشأوا في أقبية السجون المظلمة وحملوا نفسيات منحرفة مريضة، أغراها وهج السلاح، وامتلاك القوة المؤقتة، وغرور السلطة القاتل.
الدستور