مؤسسة التدريب المهني والدور الوطني
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 :
استضافت المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» الاستاذ ماجد الحباشنة مدير عام مؤسسة التدريب المهني، واستطاع مدير المؤسسة أن يأسر الحاضرين بحديثه الجاد الذي يتسم بالعلمية والموضوعية، والذي ينم عن استيعاب جيد ونظرة واقعية تستند إلى الدراسات والأرقام والمعلومات من جهة، ومن جهة أخرى تستند إلى خبرة طويلة وواسعة، بالإضافة إلى صلابة الرجل ووضوحه الحاد المملوء بالثقة والانتماء الوطني.
من خلال سلسلة اللقاءات العديدة التي عقدت في مركز زمزم، تم التعرف على بعض الشخصيات القيادية من طراز رفيع ، ليسوا بالواجهة السياسية ولا يحظون بتسليط الأضواء، ولكنهم يقومون بدور وطني كبير على قدر من الأهمية والخطورة، مثل الدكتور حيدر الزبن على رأس مؤسسة المواصفات والمقاييس والدكتور هايل عبيدات على رأس مؤسسة الغذاء والدواء، وكذلك الاستاذ ماجد الحباشنة الذي يدير مؤسسة التدريب المهني التي تقوم بعبء وطني كبير له أثر ايجابي في سوق العمل، ويمس الاقتصاد الوطني بصورة عملية تستحق الاهتمام والتطوير وغيرهم كثير ممن يستحقون الاحترام والتقدير.
أشار مدير المؤسسة إلى مجموعة قضايا على قدر كبير من الأهمية لا يمكن التغافل عنها، حيث يقول الرجل أن الجامعات الحكومية تخرج ما يقارب (40) ألف خريج سنوياً، وتخرج الجامعات الخاصة ما يقارب (15) ألف خريج، بالإضافة إلى (10) آلاف خريج من كليات المجتمع، و(7) آلاف من التدريب المهني، وإذا أضفنا إليهم عدد الخريجين من الجامعات الأجنبية يصل العدد إلى (80) ألف يضاف إلى هذا العدد المتسربون من المدارس ولم يكملوا الثانوية وكذلك الراسبون في الثانوية العامة الذين تبلغ نسبتهم (56%) من المتقدمين، مما يعني أن هناك (120) ألف شخص يتدفقون سنوياً إلى سوق العمل، فإذا تمت المقارنة مع عدد الوظائف التي تتيحها الحكومة في كل سنة، وما يتيحه القطاع الخاص، يجعلنا نقف على حقيقة مذهلة حول الرقم الحقيقي للبطالة والمتعطلين عن العمل، حيث أن الرقم يتعرض لزيادة سنوية كبيرة من خلال الوقوف على الأرقام السابقة، علاوة على العدد المتتالي من خلال موجات اللجوء التي تتعرض لها الأردن، حيث أن عدد اللاجئين السوريين يقارب (1,8) مليون نسمة، سوف يزاحمون على فرص العمل المتاحة بكل تأكيد، مما يحتم على أصحاب القرار والمسؤولين عن التخطيط أن يدركوا جيداً حجم الخطر المستقبلي المتعلق بهذا المسار، والذي يحتاج إلى إعداد دقيق ومحكم من أجل الاستعداد للمستقبل، وربما كانت التوصية في هذا المجال إيجاد مرجعية واحدة، تشرف على عملية الدخول عبر الحدود بطريقة منظمة.
القضية الأخرى التي نالت قسطاً وافراً من النقاش تتعلق بالخلل والتشوه الحادث في العملية الأكاديمية، حيث أنها تشكل العامل الأكثر تأثيراً بالمخرجات التي تذهب إلى سوق العمل الوطني، ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى تعدد المرجعيات والجهات التي تمس هذه المعادلة، فهناك مجلس التربية ومجلس التعليم العالي ومجلس التدريب المهني، مما يقتضي البحث عن صيغة توحيدية لهذه المجالس، بحيث يتم تشكيل مجلس أعلى يبسط رقابته على المجالس الثلاثة، ويتم توحيد الرؤية والاستراتيجية، والعقل الإداري لهذه المسألة الحيوية، التي تشرف على مدخلات العملية الأكاديمية ومخرجاتها المتعلقة مع سوق العمل بطريقة علمية موضوعية، تقوم على الدراسات والإحصائيات الدقيقة.
الخطر الحقيقي في جيش البطالة والعاطلين عن العمل، وإذا كنا عاجزين عن تشغيلهم وحل مشكلتهم، فسيصبحون جزءاً من المشكلة العامة، وبيئة خصبة للوقوع في براثن التطرف أو القابلية للمشاغبة أو الانحراف، وكما قيل في الأثر المنسوب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : «خلقت الأيدي لتعمل، وإذا لما تجد في الطاعة عملاً، وجدت في المعصية أعمالاً».
في الختام كان اللقاء غنياً وممتعاً ومفيداً، ويمس القضايا الوطنية بعمق وجرأة.
الراي
استضافت المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» الاستاذ ماجد الحباشنة مدير عام مؤسسة التدريب المهني، واستطاع مدير المؤسسة أن يأسر الحاضرين بحديثه الجاد الذي يتسم بالعلمية والموضوعية، والذي ينم عن استيعاب جيد ونظرة واقعية تستند إلى الدراسات والأرقام والمعلومات من جهة، ومن جهة أخرى تستند إلى خبرة طويلة وواسعة، بالإضافة إلى صلابة الرجل ووضوحه الحاد المملوء بالثقة والانتماء الوطني.
من خلال سلسلة اللقاءات العديدة التي عقدت في مركز زمزم، تم التعرف على بعض الشخصيات القيادية من طراز رفيع ، ليسوا بالواجهة السياسية ولا يحظون بتسليط الأضواء، ولكنهم يقومون بدور وطني كبير على قدر من الأهمية والخطورة، مثل الدكتور حيدر الزبن على رأس مؤسسة المواصفات والمقاييس والدكتور هايل عبيدات على رأس مؤسسة الغذاء والدواء، وكذلك الاستاذ ماجد الحباشنة الذي يدير مؤسسة التدريب المهني التي تقوم بعبء وطني كبير له أثر ايجابي في سوق العمل، ويمس الاقتصاد الوطني بصورة عملية تستحق الاهتمام والتطوير وغيرهم كثير ممن يستحقون الاحترام والتقدير.
أشار مدير المؤسسة إلى مجموعة قضايا على قدر كبير من الأهمية لا يمكن التغافل عنها، حيث يقول الرجل أن الجامعات الحكومية تخرج ما يقارب (40) ألف خريج سنوياً، وتخرج الجامعات الخاصة ما يقارب (15) ألف خريج، بالإضافة إلى (10) آلاف خريج من كليات المجتمع، و(7) آلاف من التدريب المهني، وإذا أضفنا إليهم عدد الخريجين من الجامعات الأجنبية يصل العدد إلى (80) ألف يضاف إلى هذا العدد المتسربون من المدارس ولم يكملوا الثانوية وكذلك الراسبون في الثانوية العامة الذين تبلغ نسبتهم (56%) من المتقدمين، مما يعني أن هناك (120) ألف شخص يتدفقون سنوياً إلى سوق العمل، فإذا تمت المقارنة مع عدد الوظائف التي تتيحها الحكومة في كل سنة، وما يتيحه القطاع الخاص، يجعلنا نقف على حقيقة مذهلة حول الرقم الحقيقي للبطالة والمتعطلين عن العمل، حيث أن الرقم يتعرض لزيادة سنوية كبيرة من خلال الوقوف على الأرقام السابقة، علاوة على العدد المتتالي من خلال موجات اللجوء التي تتعرض لها الأردن، حيث أن عدد اللاجئين السوريين يقارب (1,8) مليون نسمة، سوف يزاحمون على فرص العمل المتاحة بكل تأكيد، مما يحتم على أصحاب القرار والمسؤولين عن التخطيط أن يدركوا جيداً حجم الخطر المستقبلي المتعلق بهذا المسار، والذي يحتاج إلى إعداد دقيق ومحكم من أجل الاستعداد للمستقبل، وربما كانت التوصية في هذا المجال إيجاد مرجعية واحدة، تشرف على عملية الدخول عبر الحدود بطريقة منظمة.
القضية الأخرى التي نالت قسطاً وافراً من النقاش تتعلق بالخلل والتشوه الحادث في العملية الأكاديمية، حيث أنها تشكل العامل الأكثر تأثيراً بالمخرجات التي تذهب إلى سوق العمل الوطني، ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى تعدد المرجعيات والجهات التي تمس هذه المعادلة، فهناك مجلس التربية ومجلس التعليم العالي ومجلس التدريب المهني، مما يقتضي البحث عن صيغة توحيدية لهذه المجالس، بحيث يتم تشكيل مجلس أعلى يبسط رقابته على المجالس الثلاثة، ويتم توحيد الرؤية والاستراتيجية، والعقل الإداري لهذه المسألة الحيوية، التي تشرف على مدخلات العملية الأكاديمية ومخرجاتها المتعلقة مع سوق العمل بطريقة علمية موضوعية، تقوم على الدراسات والإحصائيات الدقيقة.
الخطر الحقيقي في جيش البطالة والعاطلين عن العمل، وإذا كنا عاجزين عن تشغيلهم وحل مشكلتهم، فسيصبحون جزءاً من المشكلة العامة، وبيئة خصبة للوقوع في براثن التطرف أو القابلية للمشاغبة أو الانحراف، وكما قيل في الأثر المنسوب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : «خلقت الأيدي لتعمل، وإذا لما تجد في الطاعة عملاً، وجدت في المعصية أعمالاً».
في الختام كان اللقاء غنياً وممتعاً ومفيداً، ويمس القضايا الوطنية بعمق وجرأة.
الراي