عجلون والإقليم السياحي البائس
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : مناطق عجلون والكورة وجرش تعد أجمل مناطق الأردن لما تمتاز به من خضرة دائمة وجو لطيف، بالإضافة إلى ما تحويه من كنوز أثرية عريقة ونباتات طبية، وطبيعة خلابة، ومعدلات أمطار عالية، ولكنها تعيش في هذه الأيام مرحلة بائسة من تاريخها لما تعانيه من الإهمال والنسيان وقلة العناية وفتور الاهتمام وضحالة التخطيط.
استبشر الناس خيراً عندما تم إعلانها إقليماً سياحيَّاً، ومنطقة تنموية، وتم تشكيل هيئة أو لجنة مختصة منذ ما يزيد على ستة أعوام، ولكن لم يحدث أي خطوة عملية حتى هذه اللحظة، ولم يلمس المواطنون أي سمة من سمات التقدم على هذا الصعيد أو على أي صعيد آخر، وعندما تدخل مدينة عجلون تصاب بالذهول والكآبة وضيق الصدر من غبار النسيان، وتصاب بالصدمة من ضيق مدخل المدينة، وضيق شوارعها، وقلة ساحاتها، فالمدينة ليست مؤهلة لاستقبال السياح، لأنها تغص بعدد قليل من سيارات سكانها، فضلاً عن سيارات الزوار والسياح من خارجها ولا تجد فيها شيئاً جاذباً ولا تلمس تطويراً أو تحديثاً أو تقدماً في أي مجال.
الطرق مليئة بالحفر، والأرصفة مدمرة، ولا تكاد تقع عيناك على شيء محدث فيها، ويحاول المرء بكل جهده أن يتحاشى المرور من خلالها، حتى ينجو من هذا الجو البائس الذي يثير في النفس كل مشاعر الحزن والأسى.
كان من المؤمل بعد إعلانها إقليماً سياحياً تنموياً، أن يتم وضع خطة للبدء بتحسين البنية التحتية للمدينة اولاً والمنطقة برمتها، ولذلك لا بد من الشروع بفتح طريق واسع من محافظة جرش إلى محافظة عجلون ثم إلى اربد والكورة، يمثل الحد الأدنى من مواصفات الطرق العادية الموصلة إلى بقية محافظات المملكة، لأن الطريق الموجودة الآن عمرها نصف قرن من الزمان بمسرب واحد تشكل مصيدة للحوادث والقتل للمواطنين، وبعد ذلك لا بد من الشروع بتوسيع مداخل المدينة بطريقة تؤهلها لهذا الوصف، ولا بد من شق طرق أخرى التفافية تنقل الزوار والسياح إلى الغابات والأحراش بغرض التنزه بطريقة آمنة، نجعل من السياحة فيها أمراً ممتعاً، وليس ضرباً من ضروب المشاكسة والمناكفة مع أصحاب البيكبات والشاحنات الصغيرة، التي تتراكض على نقل الركاب في غياب وسائط النقل الشرعية، وتجعل من الرحلة إليها أمراً شاقاً ومرعباً.
مناطق عجلون السياحية تحتاج إلى التفكير بانشاء مؤسسات خدمية ومشاريع سياحية جاذبة، وتحتاج إلى جهد حكومي ملموس في جذب الاستثمارات وضخ الأموال في المنطقة التي ما زالت تعيش في أواسط القرن الماضي، ومتأخرة عن بقية محافظات المملكة (50) سنة على الأقل.
غابات عجلون وجرش والكورة بحاجة إلى حماية وصيانة ومراقبة، وبحاجة إلى جهود صارمة لوقف الاعتداءات المتكررة، ووقف المجازر المروعة التي يقترفها لصوص الأخشاب وتجار الحطب، الذين يفتقرون إلى الانتماء الوطني ويفتقرون إلى الحد الأدنى من تقدير المسؤولية تجاه المصلحة العامة في ظل تراخي الرقابة الحكومية الصارمة على هذا المجال الحيوي الهام.
غابات عجلون والكورة هي رئة الأردن كلها، وتشكل مخزوناً استراتيجياً وطنياً للدولة والأجيال، لا يجوز التهاون إزاء من يقترف هذه الجريمة المروعة بحق الوطن، ولا يجوز أن تبقى هذه المحافظات محلاً للاهمال والنسيان الحكومي على مدار السنوات السابقة وتعاقب الحكومات المختلفة.
ليس هناك عذر مقبول ولا تبرير سائغ للعجز المتراكم في عدم القدرة على النهوض بهذا الإقليم السياحي البائس، الذي يمكن أن يشكل مورداً عظيماً للدولة ولأهل المنطقة فيما لو وجد العناية والنظرة الصحيحة والتخطيط السليم للاستثمار فيها بطريقة صحيحة.
استبشر الناس خيراً عندما تم إعلانها إقليماً سياحيَّاً، ومنطقة تنموية، وتم تشكيل هيئة أو لجنة مختصة منذ ما يزيد على ستة أعوام، ولكن لم يحدث أي خطوة عملية حتى هذه اللحظة، ولم يلمس المواطنون أي سمة من سمات التقدم على هذا الصعيد أو على أي صعيد آخر، وعندما تدخل مدينة عجلون تصاب بالذهول والكآبة وضيق الصدر من غبار النسيان، وتصاب بالصدمة من ضيق مدخل المدينة، وضيق شوارعها، وقلة ساحاتها، فالمدينة ليست مؤهلة لاستقبال السياح، لأنها تغص بعدد قليل من سيارات سكانها، فضلاً عن سيارات الزوار والسياح من خارجها ولا تجد فيها شيئاً جاذباً ولا تلمس تطويراً أو تحديثاً أو تقدماً في أي مجال.
الطرق مليئة بالحفر، والأرصفة مدمرة، ولا تكاد تقع عيناك على شيء محدث فيها، ويحاول المرء بكل جهده أن يتحاشى المرور من خلالها، حتى ينجو من هذا الجو البائس الذي يثير في النفس كل مشاعر الحزن والأسى.
كان من المؤمل بعد إعلانها إقليماً سياحياً تنموياً، أن يتم وضع خطة للبدء بتحسين البنية التحتية للمدينة اولاً والمنطقة برمتها، ولذلك لا بد من الشروع بفتح طريق واسع من محافظة جرش إلى محافظة عجلون ثم إلى اربد والكورة، يمثل الحد الأدنى من مواصفات الطرق العادية الموصلة إلى بقية محافظات المملكة، لأن الطريق الموجودة الآن عمرها نصف قرن من الزمان بمسرب واحد تشكل مصيدة للحوادث والقتل للمواطنين، وبعد ذلك لا بد من الشروع بتوسيع مداخل المدينة بطريقة تؤهلها لهذا الوصف، ولا بد من شق طرق أخرى التفافية تنقل الزوار والسياح إلى الغابات والأحراش بغرض التنزه بطريقة آمنة، نجعل من السياحة فيها أمراً ممتعاً، وليس ضرباً من ضروب المشاكسة والمناكفة مع أصحاب البيكبات والشاحنات الصغيرة، التي تتراكض على نقل الركاب في غياب وسائط النقل الشرعية، وتجعل من الرحلة إليها أمراً شاقاً ومرعباً.
مناطق عجلون السياحية تحتاج إلى التفكير بانشاء مؤسسات خدمية ومشاريع سياحية جاذبة، وتحتاج إلى جهد حكومي ملموس في جذب الاستثمارات وضخ الأموال في المنطقة التي ما زالت تعيش في أواسط القرن الماضي، ومتأخرة عن بقية محافظات المملكة (50) سنة على الأقل.
غابات عجلون وجرش والكورة بحاجة إلى حماية وصيانة ومراقبة، وبحاجة إلى جهود صارمة لوقف الاعتداءات المتكررة، ووقف المجازر المروعة التي يقترفها لصوص الأخشاب وتجار الحطب، الذين يفتقرون إلى الانتماء الوطني ويفتقرون إلى الحد الأدنى من تقدير المسؤولية تجاه المصلحة العامة في ظل تراخي الرقابة الحكومية الصارمة على هذا المجال الحيوي الهام.
غابات عجلون والكورة هي رئة الأردن كلها، وتشكل مخزوناً استراتيجياً وطنياً للدولة والأجيال، لا يجوز التهاون إزاء من يقترف هذه الجريمة المروعة بحق الوطن، ولا يجوز أن تبقى هذه المحافظات محلاً للاهمال والنسيان الحكومي على مدار السنوات السابقة وتعاقب الحكومات المختلفة.
ليس هناك عذر مقبول ولا تبرير سائغ للعجز المتراكم في عدم القدرة على النهوض بهذا الإقليم السياحي البائس، الذي يمكن أن يشكل مورداً عظيماً للدولة ولأهل المنطقة فيما لو وجد العناية والنظرة الصحيحة والتخطيط السليم للاستثمار فيها بطريقة صحيحة.