محاولة إشعال المنطقة
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : يحاول النظام السوري الذي يخوض معركة حياة أو موت ضد شعبه الثائر على امتداد التراب السوري، أن يُصدّر أزمته إلى دول الجوار عبر خطة مكشوفة لمحاولة جر دول المنطقة إلى معركة إقليمية، ويحاول الامتداد بالحريق إلى أوسع رقعة جغرافية ممكنة، وذلك بهدف تخفيف ضغط الرأي العام العالمي، وتشتيت الأنظار عن المجازر المروعة التي ترتكب بحق المدنيين وعمّا يجري من قصف جوي ومدفعي ثقيل على الأحياء والقرى التي يجري هدمها بالكامل على رؤوس ساكنيها في سياق ملاحقة الثوار وإخماد الثورة الشعبية، هذا من جانب، ومن جانب آخر يأتي ذلك في سياق تهديد الدول المجاورة بالشرر المتطاير ومعاقبتها على موقفها السياسي المؤيد للشعب السوري وثورته المشروعة.
لقد تمّ نقل المعركة إلى لبنان، وما يجري في طرابلس وشمال لبنان هو نتيجة عملية لهذا المخطط الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع أزلام النظام ومؤيديه الذين تمّ زرعهم في لبنان طولاً وعرضاً عبر ثلاثة عقود من التدخل والسيطرة السورية على الساحة اللبنانية وإمدادهم بالسلاح والمال والدعم السياسي والإعلامي بطريقة واضحة ومكشوفة، وما جرى مؤخراً على يد (ميشيل سماحة) خير دليل على معالم المؤامرة السورية الجهنمية.
كما عمد النظام، بالتعاون مع أطراف إقليمية أخرى متحالفة معه ، على تحريك عناصر من حزب العمال الكردستاني المناوئ للدولة التركية من أجل القيام بعمليات تخريبية، وإثارة القلاقل وزعزعة الاستقرار والأمن في تركيا، في سياق واضح يحمل رسائل واضحة أنّ النظام إذ شعر بدنوّ الأجل قادر على إلحاق الأذى بالدول المجاورة التي لا تقره على سياسات القمع والمنهج الدموي في إخماد ثورة الشعب السوري، أو التي تفكر في تقديم المساعدة للشعب السوري المنكوب الذي يطالب بالحرية والكرامة والعيش الآدمي.
كما نقلت صحيفة أردنية خبراً مثيراً يفيد بإلقاء القبض على خلية سورية نائمة تتألف من (25) عنصراً في "مخيم الزعتري"، مدربين على أعمال التفجير والتخريب، دخلوا الأراضي الأردنية تحت ستار اللجوء، وتفيد المعلومات المنقولة أنّهم كانوا يخططون للقيام بأعمال تفجير تخريبية وإرهابية داخل الأردن في الوقت المناسب.
ما يجري في لبنان وتركيا والأردن من آثار لمعالم مخططات سورية تآمرية، يدل دلالة واضحة على خطورة هذا النظام ليس على الشعب السوري المقهور وحده، وإنّما على شعوب دول المنطقة كلها، ويدل دلالة أشد وضوحاً على أنّ النظام الذي يملك الاستعداد لقتل هذا العدد الكبير وتشريد الملايين من شعبه وتسوية قرى وأحياء بالأرض، لن يتوانى عن إلحاق الأذى بشعوب المنطقة ونقل الحريق إلى أوسع رقعة من أجل التشبث بالسلطة، ولذلك يجب الحذر من هذا النظام وأعوان النظام من الإقدام على أفعال اليائس وضربة (المقفي)!.
إنّ معركة الشعوب العربية وثورتها على أنظمة التسلط والفساد والبغي القادمة من رحم القهر والاستبداد والدم، معركة صعبة وشاقة وطويلة ومريرة، تفوق في قسوتها وشراستها معارك الاستقلال ضد دول الاستعمار وضد النفوذ الأجنبي والاحتلال القسري، وذلك باختصار شديد أنّ هذه الأنظمة المستبدة القمعية استطاعت خداع شعوبها ولعبت تمثيلية الصمود والتصدي، ورفعت شعار نصرة المقاومة مع أنّ الحقيقة الماثلة للعيان أنّها مكنت "للعدوّ"، واعترفت بشرعية اغتصابه للأرض، ثمّ أقدمت على تحطيم بنية الإنسان العربي، وحرست الفرقة والتخلف، وبذرت بذور الطائفية والمذهبية المقيتة، وطاردت الأحرار وقهرت الشعوب، وأعاقت مسيرة التنمية الحقيقية، وعملت على نشر الظلام الدامس على ربوع الوطن، وبددت أموال الشعوب على المداحين وشعراء القبيلة الذين يقلبون الحق باطلاً، والباطل حقا، من أجل تشويه الإصلاح ووقف عجلة التغيير الحتمي القادم.
ولكن النصر دائماً حليف الشعوب، والمصير القاتم هو مصير الطواغيت مهما طال الزمن ومهما عظمت التضحيات."العرب اليوم"
rohileghrb@yahoo.com
لقد تمّ نقل المعركة إلى لبنان، وما يجري في طرابلس وشمال لبنان هو نتيجة عملية لهذا المخطط الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع أزلام النظام ومؤيديه الذين تمّ زرعهم في لبنان طولاً وعرضاً عبر ثلاثة عقود من التدخل والسيطرة السورية على الساحة اللبنانية وإمدادهم بالسلاح والمال والدعم السياسي والإعلامي بطريقة واضحة ومكشوفة، وما جرى مؤخراً على يد (ميشيل سماحة) خير دليل على معالم المؤامرة السورية الجهنمية.
كما عمد النظام، بالتعاون مع أطراف إقليمية أخرى متحالفة معه ، على تحريك عناصر من حزب العمال الكردستاني المناوئ للدولة التركية من أجل القيام بعمليات تخريبية، وإثارة القلاقل وزعزعة الاستقرار والأمن في تركيا، في سياق واضح يحمل رسائل واضحة أنّ النظام إذ شعر بدنوّ الأجل قادر على إلحاق الأذى بالدول المجاورة التي لا تقره على سياسات القمع والمنهج الدموي في إخماد ثورة الشعب السوري، أو التي تفكر في تقديم المساعدة للشعب السوري المنكوب الذي يطالب بالحرية والكرامة والعيش الآدمي.
كما نقلت صحيفة أردنية خبراً مثيراً يفيد بإلقاء القبض على خلية سورية نائمة تتألف من (25) عنصراً في "مخيم الزعتري"، مدربين على أعمال التفجير والتخريب، دخلوا الأراضي الأردنية تحت ستار اللجوء، وتفيد المعلومات المنقولة أنّهم كانوا يخططون للقيام بأعمال تفجير تخريبية وإرهابية داخل الأردن في الوقت المناسب.
ما يجري في لبنان وتركيا والأردن من آثار لمعالم مخططات سورية تآمرية، يدل دلالة واضحة على خطورة هذا النظام ليس على الشعب السوري المقهور وحده، وإنّما على شعوب دول المنطقة كلها، ويدل دلالة أشد وضوحاً على أنّ النظام الذي يملك الاستعداد لقتل هذا العدد الكبير وتشريد الملايين من شعبه وتسوية قرى وأحياء بالأرض، لن يتوانى عن إلحاق الأذى بشعوب المنطقة ونقل الحريق إلى أوسع رقعة من أجل التشبث بالسلطة، ولذلك يجب الحذر من هذا النظام وأعوان النظام من الإقدام على أفعال اليائس وضربة (المقفي)!.
إنّ معركة الشعوب العربية وثورتها على أنظمة التسلط والفساد والبغي القادمة من رحم القهر والاستبداد والدم، معركة صعبة وشاقة وطويلة ومريرة، تفوق في قسوتها وشراستها معارك الاستقلال ضد دول الاستعمار وضد النفوذ الأجنبي والاحتلال القسري، وذلك باختصار شديد أنّ هذه الأنظمة المستبدة القمعية استطاعت خداع شعوبها ولعبت تمثيلية الصمود والتصدي، ورفعت شعار نصرة المقاومة مع أنّ الحقيقة الماثلة للعيان أنّها مكنت "للعدوّ"، واعترفت بشرعية اغتصابه للأرض، ثمّ أقدمت على تحطيم بنية الإنسان العربي، وحرست الفرقة والتخلف، وبذرت بذور الطائفية والمذهبية المقيتة، وطاردت الأحرار وقهرت الشعوب، وأعاقت مسيرة التنمية الحقيقية، وعملت على نشر الظلام الدامس على ربوع الوطن، وبددت أموال الشعوب على المداحين وشعراء القبيلة الذين يقلبون الحق باطلاً، والباطل حقا، من أجل تشويه الإصلاح ووقف عجلة التغيير الحتمي القادم.
ولكن النصر دائماً حليف الشعوب، والمصير القاتم هو مصير الطواغيت مهما طال الزمن ومهما عظمت التضحيات."العرب اليوم"
rohileghrb@yahoo.com