ثمرات الثورات العربية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : الثورات العربية الناجزة في مصر وتونس، بدأت الشعوب تقطف بعض ثمراتها المهمّة بل في غاية الأهمية، تدركها الشعوب نفسها، حيث تتمثل الثمرة الأولى بأنّها أنجزت الخطوة الأولى الصحيحة على السكة الطويلة بامتلاكها القدرة الكاملة على اختيار الزعيم بإرادة حرّة، ولم يعد بالإمكان التراجع عن هذه الخطوة، ولن تستطيع قوة داخلية أو خارجية سلب الشعب هذا الحق، ولذلك بعد سنواتٍ معدودة محددة، سوف يعود الشعب مرةً أخرى لصناديق الاقتراع ليختار رئيسه الجديد.
هذه الثمرة لا تخص فئة معينة أو حزبا معينا، حتى لو كان الرئيس الفائز من هذه الفئة أو ذاك الحزب؛ لأنّ هذا الفوز سيكون على المحك، ويمثل مسؤولية كبيرة ومغامرة خطيرة في هذه الظروف الحرجة والبالغة في خطورتها وعدم استقرارها، والمخالفون والمعارضون اشتركوا في قطف هذه الثمرة؛ لأنّ معركتهم سوف تكون أسهل عندما تكون مع رئيسٍ منتخب محدد المدة، وليس مع رئيسٍ أبديٍ حتى الموت.
أمّا الثمرة الثانية فقد تجلّت بإطلاق يد القضاء في ملاحقة القطط السمان، الذين استغلوا الوظيفة العامة، واستثمروا من خلال مناصبهم الرفيعة من أركان النظام السابق، فقد قرر القضاء المصري محاكمة وزير الثقافة المصري الأسبق (فاروق حسني)، بتهمة الكسب غير المشروع، كما قرر القضاء مطالبته برد (18) مليون جنيه، عجز عن إثبات مصدرها، وكان فاروق حسني قد ظلّ بمنأى عن المحاسبة والمتابعة طوال فترة منصبه التي تزيد على عشرين عاماً في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
كما كشفت التحقيقات عن تورط الفريق أحمد شفيق الذي كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية مقابل الرئيس الفائز محمد مرسي، حيث تمّ الاعتراف على أنّ شفيق قام بتخصيص أراض حكومية لنجلي مبارك علاء وجمال، تقدر بمساحات تزيد على (40000)م مربع، من أراضي منطقة البحيرات المرة في محافظة الاسماعيلية.
أمّا الجريمة الكبرى التي تستعصي على الفهم فيما يتعلق بالهارب يوسف بطرس غالي، حيث تمّ توجيه التهمة إليه بسرقة (435) مليار جنيه من أموال المعاشات الخاصة بالمواطنين المصريين، وقد تسبب في ضياع (60 %) من أصولها من خلال المضاربات في البورصة، وقد تغاضى عن تحصيل مبالغ كبيرة للخزينة من رجل الأعمال أحمد عز الدين، وغيره من المتنفذين علاوةً على السطو على شواطئ بحيرة قارون والمحميات الطبيعية.
هذه المتابعات الجادة والحثيثة أظهرت رأس جبل الجليد، وسوف تكشف الأيام المقبلة عن عمق المأساة، وعن فداحة الخسارة الثقيلة التي ألحقتها النظم البائدة بخزينة الدولة وسوف تكشف عن جرائم كثيرة تتمثل بسرقة شعب وتقويض دولة.
إنّ ما يُجرى في مصر يفسر لنا مقدار الخوف والرعب الذي يتملك النخب الفاسدة التي استغلت المواقع العامّة، وسرقت المال العام، ونهبت مقدرات الشعوب، ولذلك فهي تقف ضد الإصلاح بكل ما أوتيت من قوة، وركبت موجة التشكيك بثورة الشعوب العربية وعملت على تمويل الحملات المضادة للثورات الشعبية."العرب اليوم"
هذه الثمرة لا تخص فئة معينة أو حزبا معينا، حتى لو كان الرئيس الفائز من هذه الفئة أو ذاك الحزب؛ لأنّ هذا الفوز سيكون على المحك، ويمثل مسؤولية كبيرة ومغامرة خطيرة في هذه الظروف الحرجة والبالغة في خطورتها وعدم استقرارها، والمخالفون والمعارضون اشتركوا في قطف هذه الثمرة؛ لأنّ معركتهم سوف تكون أسهل عندما تكون مع رئيسٍ منتخب محدد المدة، وليس مع رئيسٍ أبديٍ حتى الموت.
أمّا الثمرة الثانية فقد تجلّت بإطلاق يد القضاء في ملاحقة القطط السمان، الذين استغلوا الوظيفة العامة، واستثمروا من خلال مناصبهم الرفيعة من أركان النظام السابق، فقد قرر القضاء المصري محاكمة وزير الثقافة المصري الأسبق (فاروق حسني)، بتهمة الكسب غير المشروع، كما قرر القضاء مطالبته برد (18) مليون جنيه، عجز عن إثبات مصدرها، وكان فاروق حسني قد ظلّ بمنأى عن المحاسبة والمتابعة طوال فترة منصبه التي تزيد على عشرين عاماً في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
كما كشفت التحقيقات عن تورط الفريق أحمد شفيق الذي كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية مقابل الرئيس الفائز محمد مرسي، حيث تمّ الاعتراف على أنّ شفيق قام بتخصيص أراض حكومية لنجلي مبارك علاء وجمال، تقدر بمساحات تزيد على (40000)م مربع، من أراضي منطقة البحيرات المرة في محافظة الاسماعيلية.
أمّا الجريمة الكبرى التي تستعصي على الفهم فيما يتعلق بالهارب يوسف بطرس غالي، حيث تمّ توجيه التهمة إليه بسرقة (435) مليار جنيه من أموال المعاشات الخاصة بالمواطنين المصريين، وقد تسبب في ضياع (60 %) من أصولها من خلال المضاربات في البورصة، وقد تغاضى عن تحصيل مبالغ كبيرة للخزينة من رجل الأعمال أحمد عز الدين، وغيره من المتنفذين علاوةً على السطو على شواطئ بحيرة قارون والمحميات الطبيعية.
هذه المتابعات الجادة والحثيثة أظهرت رأس جبل الجليد، وسوف تكشف الأيام المقبلة عن عمق المأساة، وعن فداحة الخسارة الثقيلة التي ألحقتها النظم البائدة بخزينة الدولة وسوف تكشف عن جرائم كثيرة تتمثل بسرقة شعب وتقويض دولة.
إنّ ما يُجرى في مصر يفسر لنا مقدار الخوف والرعب الذي يتملك النخب الفاسدة التي استغلت المواقع العامّة، وسرقت المال العام، ونهبت مقدرات الشعوب، ولذلك فهي تقف ضد الإصلاح بكل ما أوتيت من قوة، وركبت موجة التشكيك بثورة الشعوب العربية وعملت على تمويل الحملات المضادة للثورات الشعبية."العرب اليوم"