2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

سحب أفلام

طلال الخطاطبة
جو 24 :

يبدو ان الفن المقزز المتمثل بذاك الفلم المسيء لرسولنا الكير صلى الله عليه و سلم قد فتح شهية الآخرين لإنتاج افلام مشابهة، فقرأت أن هناك مُنتِجا فرنسيا سينتج فلما آخر بذيء عن العرب ككل. و لم لا ينتج هذا و أمثاله مثل هذه الأفلام إذا كان المعنيون بالأمر سيوفرون الدعاية المجانية لمثل هذه الأفلام، بما ان هناك الملايين ستثور ضد هذه الأفلام و تتناقله المحطات الفضائية، مما ينتج عنه المزيد من المشاهدات لترفع من قيمة الدعاية للفلم.


و لكن و مع أخذنا لحسن النية وصدق النوايا لمثل هذه التظاهرات إلا أنها و بصراحة قد ضلت الطريق كما تضل كل التظاهرات و الحراكات و الاحتجاجات ان بقيت مقولبة بقالب الانفعالات، و دون تخطيط أو قيادة واعية لتكون بالاتجاه السليم، و بغير هذا سيكون أثرها السلي أكثر من اثرها الإيجابي؛ فأي اثر ايجابي قدمت التظاهرات للوقوف بوجه هذا الفلم و منتجه؟ الا اذا اعتبرنا قتل السفير خدم القضية، أو قتل بعض المشاركين بالمظاهرات يصب بهذا الجانب.


دعني اذهب أبعد من مجرد فلم، فأعود بالذاكرة الى أحداث سبتمبر و ما نتج عنها من احتلال لدول و اسقاط لأنظمتها و تشريد شعوبها. و مثل مسألة الفلم فقد قيضت الظروف لهذه الأحداث من ادعى انه منفذها رغم ان كل الدلائل العقلية و الاستخبارية و التحليلية تشير انه الموضوع كله سحب افلام فقط و لا علاقة لأي طرف خارجي بالموضوع. فهل يمكننا القول ان إطلاق الفلم بهذا الوقت و قتل السفير هو مقدمة للدخول الأمريكي الى القارة الأفريقية؟ هل نستعد لمشاهدة الفرق الأمريكية لدخول البلدان المعنية بالأمر بحجة حماية السفارات كبداية لهذه القواعد؟


هناك مسألة أخرى مرتبطة بالمسيرات و المطالبات برأس منتج الفلم. فأمريكا تحتج بحرية التعبير طبعا و سحب الأفلام فيها هو انها تسمح بالتعبير هنا و تمنعه عندما يتعلق بالصهيونية. و من سحب الأفلام أيضا أننا نعارض قانون المطبوعات هنا و نريد حرية التعبير دون قيود و نعارض ان يكون حرية التعبير بأمريكا عندما يخصنا الأمر.


الموضوع كله سحب افلام في سحب افلام و يبقى رسولنا العظيم منزها عن كل تفاهة قدمها هذا الفلم و غيره لأن " فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ" سورة التحريم أية 4. و لننتبه مرة أخرى أن لا نقع بفخ الدعاية لمثل هذه الأعمال.
صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما كثيراً.


alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com

تابعو الأردن 24 على google news