حتى لا تتطاير الأحذية
ما يرشح من معلومات حول قانون الانتخابات و كما جاء على لسان النائبين مفلح الرحيمي و يحيى السعود على التلفزيون الأردني ببرنامج الرأي الثالث يؤكد على العودة الى الصوت الواحد مع رقعة تجميلية ألا و هي نواب الوطن.
هذا القانون هو نفسه الذي يعلن عنه النواب أنهم دفنوا فيه قانون الصوت الواحد. طبعا لم نكن نتوقع أنهم سيجيئون بقانون الصوت الواحد المُجمّل الذي كان دولة الرئيس فايز الطروانه من المعجبين أو المبشرين به كما جاء بأول تصريح له عن هذا القانون حيث قال أن قانون الصوت الواحد لم يدفن.
لا أدري اذا كان الوضع بالأردن معقد الى هذه الدرجة من التعقيد بحيث يصعب الوصول الى قانون توافقي يرضي الجميع. لقد اعتبر الجميع من كل الأطياف أن قانون الانتخاب هو عمدة الإصلاح فتحاورت الأطراف بلجنة الحوار باستثناء من كشف الله عنهم الحجاب بالعلم بالمستقبل الذين لا يشاركون بأي حوار جماعي، و لكنهم لا يمانعون باستشارات و لقاءات جانبية. خلص المتحاورون إلى قانون توافقي؛ أحالوه الى الحكومة بزمن دولة معروف البخيت التي أحالته بدورها (بعد تعديل) الى حكومة دولة عون الخصاونة لتنتج لنا قانونا غير مفهوم لنسبة كبيرة من المواطنين و منهم العبد الفقير الى الله تعالى، خاصة بما يخص المقاعد التعويضية، و عندما أحيل الى مجلس النواب أدرج بأدراجهم و لم يُعطي صفة الاستعجال لأن قانون الرواتب و الجوازات الدبلوماسية أهم من مستقبل الوطن. و لم يخرج إلا بعد الإشارات الملكية الواضحة جداً جداً فخرج و الحمد لله.
من الواضح أن النقاش بين أصحاب السعادة النواب و خلافاتهم تدور حول كيفية رجوعهم الى المجلس الكريم، رغم أن الحجة الظاهرة هي كما قال النائبان هي المحافظة على مكتسبات الناس و هي برأيهم الدوائر و ممثليها؛ و أشارا الى الصوت الواحد عندما تحدث عن الوزن الصوتي للفرد بكل أنحاء الوطن. فإذا هو "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي"، أين دفن الصوت الواحد؟ أين التمثيل الحزبي ؟ هل الانجاز فقط بالخروج من الدوائر الوهمية؟ عدنا الى المربع الواحد. و بالمناسبة أنا لا أرى ان الوزن الصوتي واحد لشخص له نائب واحد ينتخب بصوت كلواء الكورة مثلا و شخص له اربع نواب يختار منهم واحداً، فهذا صوته 100% و ذاك له 25% من الوزن، فأين التساوي بالوزن الصوتي؟.
برأيي أن هناك إجراء سريع يحل كل هذه المشاكل ان أردنا التمسك بقانون الصوت الواحد لأنه كِتبة كتبها الله علينا، و هذا الحل هو تقسيم المملكة كلها الى دوائر و يكون لكل دائرة نائب و احد فقط و صوت واحد؛ هنا يتساوى اسماعيل مع الحج اسماعيل. فالكل له صوت و له نائب فقط. يمكن إضافة الكوتات لها طبعا بالطريقة التي يرونها مناسبة.
نحن الأغلبية الصامتة نريد أن نخرج بالوطن من عنق الزجاجة، و سيخرج بإذن الله بانتخاب مجلس يخدمنا أعضاؤه بالغيرة على البلد و ثرواته و بتواضعهم و ليس بالبوكسات و الصفعات كلما ذهب احدهم ليتسوق من مول؛ نريد مجلساً ينتفض نوابه غضبا يحجبون ثقتهم عن الوزير لأنه خرج عن البيان الوزاري و ليس لأنه لم يعين لهم قريباً، نريد مجلسا يتحاور نوابه بالتي هي أحسن و لا يتحاوروا بالأحذية. بصراحة نريد تجديدا و لا تريد استنساخا و لا توريثا للنيابة.
دعونا نحلم بغدٍ أفضل؛ ألا يحق لنا ذلك!!