مرسي و شفيق و الاستفتاء على التغيير
لا أدري من سيفوز رئيسا لمصر و أتمنى له التوفيق، إلا أن محمد مرسي و أحمد شفيق ليسا مجرد اسمين لشخصين يتنافسون على السلطة، و إنما أصبحا استفتاء شعبياً على التغيير الجديد. هذا التنافس يظهر أن هناك بالعالم العربي ( فما يحدث بمصر ليس بعيدا عن باقي العالم العربي) تخوفا من التغيير الجديد لما رأوه أمام أعينهم مما حدث بالدول التي سبق ربيعهم ربيع مصر أو بالتي توشك أن تلحق. فما حدث مع هذه الدول جعل زعماء الدول الأخرى يصرون على التغيير غير الثوري حتى لو سقط في سبيل ذلك الآلاف من القتلى كما حدث باليمن و كما يحدث بسوريا. لهذا جاء هذا التوازن بالأصوات، فلم تكن النتائج حاسمة فعمدوا الى جولة الإعادة.
كشأن كل الانتخابات ستُكال التهم بالتزوير و التجييش … الى آخر قائمة الاتهامات عندما لا يفوز فريق معين، إلا أن الانتخابات كما تشير كل المؤشرات انتخابات شفافة و نزيهة بنسبة مقبولة فلا يعقل ان تكون الانتخابات نزيهة كليا. و إذا افترضنا جدلا بأن سبب فوز أو تقدم محمد مرسي هو هذه النسبة العريضة الجماهيرية للإخوان، إلا أن النتائج أظهرت أن الاتجاه الآخر هو أيضا معادلة صعبة أمام الإخوان إذا ما فازوا. فما الذي دفع بآخر رئيس وزراء لمصر لأن يتقدم الصفوف لدرجة أصبح من خلالها قاب قوسين أو أدنى من قصر الرئاسة.
لا شك أن هناك ما اصطلح على تسميتهم بالفلول أن هذه (الفلول) ليست فلولا كما أشيع بل هم أعداد بالملايين و هم أعضاء الحزب الوطني القديم فهل تعتبر هذه الملايين فلولاً؛ و هؤلاء هم من دفع بأحمد شفيق الى المقدمة.
كذلك و رغم فتاوى القرضاوي الكثيرة و الموجهة إلا أن الكثيرين بدأوا يشعرون بالخوف من الحكم الجديد و خاصة بعد تسليط الضوء على أداء القادمين الجدد بمجلس الشعب المجالات التي يخوضوا فيها بالمجلس.
و هناك طبعا الذين لا يتفقون بالأصل مع توجه الإخوان المسلمين من حيث المبدأ فمنحوا اصواتهم لأحمد شفيق.
باعتقادي ان سبب تقدم كلُ منهم هو عدد الأعضاء المؤيدين لكل مهم سواء جماعة الإخوان المسلمين أو الحزب الوطني؛ لكن بانتخابات الإعادة ستعلب قوى أخرى دورا مهما و هذه هي باقي الفئات التي انتخبت الآخرين و هم سيكونوا بيضة القبان التي ستعدل كفة أحد المرشحين، فلمن سيمنحون صوتهم ليكون سيادة الرئيس القادم لمصر؟
نهتم بمصر و نتابع أخبارها ليس تدخلاً بشؤونها، إنما لأن ما يحدث بمصر يسلط الضوء على باقي الأوضاع بالمنطقة كلها، و إلى أن تظهر النتائج نتمنى التوفيق للجميع لما فيه مصلحة الجميع.
Alkhatatbeh@hotmail.com
Alkhatatbah.maktoobblog.com