Halloween في مضاربنا
طلال الخطاطبة
جو 24 : تابعت كما تابع الكثيرون الجدل و الجدل المقابل حول الحدث الذي شغل الأردن يوم 31/10 وهو الهالوين أو كما اسماه المحتجون باحتفالات عبدة الشيطان. و في الحقيقة كنت استغرب هذه الضجة باعتباره مجرد يوم تنكر عالمي يقوم به الشباب بارتداء ازياء مختلفة و ربما غريبة الأشكال من باب التنكر و الاحتفال. اي انه مجرد يوم (للتهبل) العالمي. و لكن و لازدياد الضجة هذه السنة فقد قررت ان أبحث عن الحقيقة من أصحابها و هم الأمريكان انفسهم لنشرب من راس النبع كما يقال.
يتواجد معي بالعمل الكثير ممن يحملون الجنسية الأوروبية ومنهم الأمريكان. لهذا توجهت صباح السبت وهو أول يوم دوام بعد العيد و سألت عجوزاً عن هذا العيد فقالت انه عيد امريكي و هو عيد وثني و لا أحبه، و أضافت أنه بإمكاني أن ابحث عنه بالجوجل و هي تقصد حتى أتأكد من المعلومة. فضحكت و قلت لها خلي عنك الجوجل و لكن يبدوا انك لست أمريكية ( فانا لآ اميزهم بالمناسبة لأسباب شخصية) فقالت : نوووووووووووو أنا بريطانية من وليز. ضحكت مرة اخرى لأنني اكتشفت أن بأوروبا عندهم ايضا انجليز و فلاحين. و للتوضيح فإن الجوجل لا يعيقني طبعاً و لكني أردت أن أقرأ وجوه الزملاء عندما يجيبوني عن سؤالي.
توجهت إلى زميلتين أمريكيتين فقالتا أنه عيد أمريكي و هو عيد للضحك و التسلية. فقلت و ماذا يحدث في العيد في قاعة الاحتفال، فاستغربتا السؤال فأعدته جاداً، فأجابتا بالتفصيل. بالأصل هو عيد يلبس فيه الأولاد لباساً تنكريا مضحكاً، و يدوروا على ابواب الجيران طالبين الحلوى بطريقة مضحكة رافعين هتاف (Trick or Treat) أي أما أن تعطينا الحلوى أو نفعل لك شيئا كنوع من الفكاهة. ثم تطور الأمر ليلبسه الكبار. فتساءلت عن مدى قبوله أمريكيا، فقالتا : هو عيد ترفضه الأديان سواء كانت المسيحية أو غيرها، و لكنهما أضافتا للتوضيح: أن هؤلاء الدينين هم من الأصوليين و هذا يعني طبعا أن الأصولية ليست مرتبطة بالإسلام فقط. فتعجبت من إجابتهما. فقالت أحداهما إن تخوف الناس من العيد ليس لما يحدث بالعيد نفسه و لكن لما يحدث باليوم السابق للاحتفال حيث يطلقون عليها ليلة الشيطان. هنا طبعا حصلت على الإجابة التي ابحث عنها و هي علاقة هذا العيد بالشيطان أو عبادة الشيطان.
إذاً و الحديث عنا أردنيا فإن المحتجين لديهم الحق بما ابدوه من مخاوف و نحن المجتمع الديني إسلامياً و مسيحياً الذي ما زال يرفع شعار الحلال و الحرام. و نحن المجتمع المحافظ الذي ما زال يتحدث عن العيب و الخجل و العادات و التقاليد كمعادلة تعادل الحلال و الحرام في بعض الأحيان. فهل يجوز لمجتمع مثل هذا أن يفيق بين يوم و ليله و يسمع بهذا الاحتفال الخارج عن المألوف؟ لا أظن أن ذلك مقبول بمجتمع كمجتمعنا.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن الى متى يُسمح لهؤلاء بممارسة هذه الطقوس؟ نتحدث كثيرا عن مبدأ تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، فهل هؤلاء الشباب أحرار فيما يفعلون؟ و هل تجب لهم الحماية الأمنية حتى يمارسوا مثل هذه الطقوس؟ أظن أن على الجميع مراعاة خصوصية هذا المجتمع إلا إذا أردنا أن نعلن الدولة علمانية و بالتالي يفعل كل انسان ما يريد.
لا بد من التطرق الى مقال الأخ باتر وردم بعنوان " بعنوان شياطين في عمان" الذي أعلن فيه براءة هؤلاء الشباب من تهمة الشيطنة لأنهم برأيه ابرياء و لا يرون فيه إلا كما كنت اعتقد أنا سابقا أنه مجرد عيد (للتهبل). دعنا نتفق هنا على هذه الفكرة؛ و هي فكرة شيطنة الحدث أكثر من شيطنة المحتفلين ومن باب التماس العذر لهم؛ و لكن لا يجب إهمال ما حدث و التعامل معه من الآن فكرياً و حضارياً و توجيهياً حتى لا يتكرر هذا الأمر مجدداً.
و للأخوة المحتجين اقول بارك الله فيكم و أحيي غيرتكم على دينكم و مجتمعكم و لكن فلتوغلوا بالتعامل مع هذا الامر برفق، و لا نريد ان ينعكس الأمر و ينقلب السحر على الساحر و نصبح محل انتقاد. نحتج بكل الوسائل السلمية و نكتب عنه بكل الوسائل، و لكن ليس بحرق المقر او ايذاء المشاركين فهم أردنيون و منا و فينا.
أما أنتم أيها المحتفلون يا حبذا لو قلدتم أمريكا علمياً و صناعياً عندها سنشد على عضدكم و نبارك جهودكم؛ أما عن الرقص فلا أظن أن الهالوين سينقلنا الى مصاف الدول المتحضرة أو يساعد في تقليل عجز الموازنة؛ (الناس بايش و انتو بايش)
خلاصة القول أن احتفال الهالوين احتفال شيطاني مرفوض حتى عند أصحابه باستثناء القليل منهم، فهل نتوقف عن استيراد البضاعة الكاسدة عند أصحابها لنسوقها عندنا!
الله يهدي الجميع.
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com
يتواجد معي بالعمل الكثير ممن يحملون الجنسية الأوروبية ومنهم الأمريكان. لهذا توجهت صباح السبت وهو أول يوم دوام بعد العيد و سألت عجوزاً عن هذا العيد فقالت انه عيد امريكي و هو عيد وثني و لا أحبه، و أضافت أنه بإمكاني أن ابحث عنه بالجوجل و هي تقصد حتى أتأكد من المعلومة. فضحكت و قلت لها خلي عنك الجوجل و لكن يبدوا انك لست أمريكية ( فانا لآ اميزهم بالمناسبة لأسباب شخصية) فقالت : نوووووووووووو أنا بريطانية من وليز. ضحكت مرة اخرى لأنني اكتشفت أن بأوروبا عندهم ايضا انجليز و فلاحين. و للتوضيح فإن الجوجل لا يعيقني طبعاً و لكني أردت أن أقرأ وجوه الزملاء عندما يجيبوني عن سؤالي.
توجهت إلى زميلتين أمريكيتين فقالتا أنه عيد أمريكي و هو عيد للضحك و التسلية. فقلت و ماذا يحدث في العيد في قاعة الاحتفال، فاستغربتا السؤال فأعدته جاداً، فأجابتا بالتفصيل. بالأصل هو عيد يلبس فيه الأولاد لباساً تنكريا مضحكاً، و يدوروا على ابواب الجيران طالبين الحلوى بطريقة مضحكة رافعين هتاف (Trick or Treat) أي أما أن تعطينا الحلوى أو نفعل لك شيئا كنوع من الفكاهة. ثم تطور الأمر ليلبسه الكبار. فتساءلت عن مدى قبوله أمريكيا، فقالتا : هو عيد ترفضه الأديان سواء كانت المسيحية أو غيرها، و لكنهما أضافتا للتوضيح: أن هؤلاء الدينين هم من الأصوليين و هذا يعني طبعا أن الأصولية ليست مرتبطة بالإسلام فقط. فتعجبت من إجابتهما. فقالت أحداهما إن تخوف الناس من العيد ليس لما يحدث بالعيد نفسه و لكن لما يحدث باليوم السابق للاحتفال حيث يطلقون عليها ليلة الشيطان. هنا طبعا حصلت على الإجابة التي ابحث عنها و هي علاقة هذا العيد بالشيطان أو عبادة الشيطان.
إذاً و الحديث عنا أردنيا فإن المحتجين لديهم الحق بما ابدوه من مخاوف و نحن المجتمع الديني إسلامياً و مسيحياً الذي ما زال يرفع شعار الحلال و الحرام. و نحن المجتمع المحافظ الذي ما زال يتحدث عن العيب و الخجل و العادات و التقاليد كمعادلة تعادل الحلال و الحرام في بعض الأحيان. فهل يجوز لمجتمع مثل هذا أن يفيق بين يوم و ليله و يسمع بهذا الاحتفال الخارج عن المألوف؟ لا أظن أن ذلك مقبول بمجتمع كمجتمعنا.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن الى متى يُسمح لهؤلاء بممارسة هذه الطقوس؟ نتحدث كثيرا عن مبدأ تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، فهل هؤلاء الشباب أحرار فيما يفعلون؟ و هل تجب لهم الحماية الأمنية حتى يمارسوا مثل هذه الطقوس؟ أظن أن على الجميع مراعاة خصوصية هذا المجتمع إلا إذا أردنا أن نعلن الدولة علمانية و بالتالي يفعل كل انسان ما يريد.
لا بد من التطرق الى مقال الأخ باتر وردم بعنوان " بعنوان شياطين في عمان" الذي أعلن فيه براءة هؤلاء الشباب من تهمة الشيطنة لأنهم برأيه ابرياء و لا يرون فيه إلا كما كنت اعتقد أنا سابقا أنه مجرد عيد (للتهبل). دعنا نتفق هنا على هذه الفكرة؛ و هي فكرة شيطنة الحدث أكثر من شيطنة المحتفلين ومن باب التماس العذر لهم؛ و لكن لا يجب إهمال ما حدث و التعامل معه من الآن فكرياً و حضارياً و توجيهياً حتى لا يتكرر هذا الأمر مجدداً.
و للأخوة المحتجين اقول بارك الله فيكم و أحيي غيرتكم على دينكم و مجتمعكم و لكن فلتوغلوا بالتعامل مع هذا الامر برفق، و لا نريد ان ينعكس الأمر و ينقلب السحر على الساحر و نصبح محل انتقاد. نحتج بكل الوسائل السلمية و نكتب عنه بكل الوسائل، و لكن ليس بحرق المقر او ايذاء المشاركين فهم أردنيون و منا و فينا.
أما أنتم أيها المحتفلون يا حبذا لو قلدتم أمريكا علمياً و صناعياً عندها سنشد على عضدكم و نبارك جهودكم؛ أما عن الرقص فلا أظن أن الهالوين سينقلنا الى مصاف الدول المتحضرة أو يساعد في تقليل عجز الموازنة؛ (الناس بايش و انتو بايش)
خلاصة القول أن احتفال الهالوين احتفال شيطاني مرفوض حتى عند أصحابه باستثناء القليل منهم، فهل نتوقف عن استيراد البضاعة الكاسدة عند أصحابها لنسوقها عندنا!
الله يهدي الجميع.
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com