الاسلام يجرّم قتل السفراء
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : الإقدام على قتل السفراء ورجال البعثات الدبلوماسية، والرسل الذين يقومون بحمل الرسائل وتنفيذ مهمات بين الدول، جريمة بشعة بكل المقاييس الفقهية وعند جميع المذاهب الفقهية الاسلامية بلا استثناء، والذين يقدمون على قتل السفراء والدبلوماسيين لا يفقهون الإسلام ولا يمتون إلى الفهم الحقيقي لمقاصد الاسلام ومبادئه بأدنى صلة.
التعرض للسفراء أمر مرفوض، سواء كان هؤلاء السفراء ينتمون إلى دولة عدوّة، أو صديقة أو محايدة، ومهما كان معتقد الدولة الديني ومذهبها الفقهي، وسواء كانت كافرة أم مؤمنة، فهذا أمر مبدئي في الفقه الإسلامي لا يقبل التأويل أو التحريف حتى لو كان السفير ينتمي إلى دولة تخوض حرباً ضد المسلمين.
القتال وهو نوع من أنواع الجهاد المشروع لدى المسلمين، شرع من أجل رد العدوان، والدفاع عن الأنفس والأعراض والأموال والأرض والمقدسات، ولكنه لا يكون مشروعاً إلاّ ضد المقاتلين والمحاربين من الأعداء وكل من يساندهم ويدعمهم، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان وكبار السن الذين لا يستطيعون القتال وليس لهم دور حربي في المعركة، كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التعرض للفلاحين والمزارعين وعمال الأرض، ورجال الدين الذين فرغوا أنفسهم للعبادة في الجوامع، وكل الأصناف الذين لا علاقة لهم بالقتال والمعارك.
أما فيما يتعلق بالسفراء، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه عندما جاءه رسولا "مسيلمة الكذاب" الذي ادّعى النبوة وأرسل إلى النبي محمد يطلب منه تقاسم النبوّة، وتقاسم الأرض، قال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم: "لولا أن الرسل، لا تقتل لقتلتكما"، فهذا القول وغيره من الآثار الصحيحة التي وردت عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وما ورد عن الخلفاء من بعده في ارساء أعراف القتال من خلال الوصايا المكتوبة لقادة الجيوش الإسلامية، التي وثقتها كتب الأحاديث النبوية، وكتب التاريخ والسير، وتؤيدها آيات القرآن الكريم، ومبادئ الاسلام الثابتة، ذات الدلالة القاطعة التي لا تحتمل خلافاً، انما هي تمثل القواعد العريضة لإنشاء علم العلاقات الدولية في الإسلام، ووضعت آداب الحرب وأحكام القتال وأحكام السلم والمعاهدات الدولية وأحكام الأسرى وكل ما يتعلق بهذا الشأن على نحو تفصيلي دقيق، لمن أراد الرجوع اليه.
ارساء عرف حماية السفراء وعدم التعرض لهم، ليس دليل ضعف، ولا تهاونا، وليس من باب التملق لطرف، بل هذا هو الاسلام وهذا هو الفقه الحقيقي الذي لا يجوز اخفاؤه وإن اعلاء كلمة الله والجهاد من أجل نصرة الاسلام والجهاد من أجل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يتم إلاّ بما أمر به الله وأمر به رسوله ولا يكون صحيحاً إلاّ بالكيفية المشروعة التي وردت في القرآن الكريم، أو في سنة المصطفى الصحيحة الثابتة، وإن الفتاوى بجواز قتل السفراء من بعض المسلمين أكثر ايذاءً للرسول والإسلام والمسلمين من اساءة المستهزئين من الاعداء.
rohileghrb@yahoo.com
(العرب اليوم)
التعرض للسفراء أمر مرفوض، سواء كان هؤلاء السفراء ينتمون إلى دولة عدوّة، أو صديقة أو محايدة، ومهما كان معتقد الدولة الديني ومذهبها الفقهي، وسواء كانت كافرة أم مؤمنة، فهذا أمر مبدئي في الفقه الإسلامي لا يقبل التأويل أو التحريف حتى لو كان السفير ينتمي إلى دولة تخوض حرباً ضد المسلمين.
القتال وهو نوع من أنواع الجهاد المشروع لدى المسلمين، شرع من أجل رد العدوان، والدفاع عن الأنفس والأعراض والأموال والأرض والمقدسات، ولكنه لا يكون مشروعاً إلاّ ضد المقاتلين والمحاربين من الأعداء وكل من يساندهم ويدعمهم، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان وكبار السن الذين لا يستطيعون القتال وليس لهم دور حربي في المعركة، كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التعرض للفلاحين والمزارعين وعمال الأرض، ورجال الدين الذين فرغوا أنفسهم للعبادة في الجوامع، وكل الأصناف الذين لا علاقة لهم بالقتال والمعارك.
أما فيما يتعلق بالسفراء، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه عندما جاءه رسولا "مسيلمة الكذاب" الذي ادّعى النبوة وأرسل إلى النبي محمد يطلب منه تقاسم النبوّة، وتقاسم الأرض، قال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم: "لولا أن الرسل، لا تقتل لقتلتكما"، فهذا القول وغيره من الآثار الصحيحة التي وردت عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وما ورد عن الخلفاء من بعده في ارساء أعراف القتال من خلال الوصايا المكتوبة لقادة الجيوش الإسلامية، التي وثقتها كتب الأحاديث النبوية، وكتب التاريخ والسير، وتؤيدها آيات القرآن الكريم، ومبادئ الاسلام الثابتة، ذات الدلالة القاطعة التي لا تحتمل خلافاً، انما هي تمثل القواعد العريضة لإنشاء علم العلاقات الدولية في الإسلام، ووضعت آداب الحرب وأحكام القتال وأحكام السلم والمعاهدات الدولية وأحكام الأسرى وكل ما يتعلق بهذا الشأن على نحو تفصيلي دقيق، لمن أراد الرجوع اليه.
ارساء عرف حماية السفراء وعدم التعرض لهم، ليس دليل ضعف، ولا تهاونا، وليس من باب التملق لطرف، بل هذا هو الاسلام وهذا هو الفقه الحقيقي الذي لا يجوز اخفاؤه وإن اعلاء كلمة الله والجهاد من أجل نصرة الاسلام والجهاد من أجل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يتم إلاّ بما أمر به الله وأمر به رسوله ولا يكون صحيحاً إلاّ بالكيفية المشروعة التي وردت في القرآن الكريم، أو في سنة المصطفى الصحيحة الثابتة، وإن الفتاوى بجواز قتل السفراء من بعض المسلمين أكثر ايذاءً للرسول والإسلام والمسلمين من اساءة المستهزئين من الاعداء.
rohileghrb@yahoo.com
(العرب اليوم)