هذا الوطن لنا جميعاً
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : دعونا جميعاً ننطلق من قاعدة مطلقة، لا يناقش عاقل في صحتها وسلامتها، فهذا الوطن لنا جميعاً، وهذا الأردن لكلّ أبنائه، لا مزاودة من طرف على طرف في عمق الانتماء وإخلاص الولاء، والحب لكلّ ذرة تراب فيه، ولا يملك أي فرد أو فئة أو حزب أو جماعة إخراج الآخرين من المشاركة في حماية هذا الوطن وإعلاء شأنه، والعمل على رفعته.
هذه القاعدة تقتضي أن يلتزم كلّ واحد منا بواجباته، تجاه وطنه وشعبه، وله الحق بامتلاك حقوقه والتمتع بها بحرية، وهذه القاعدة تقتضي أن يعبّر كل واحد منا عن رأيه، وأن يقول كلمة الحق وما يعتقد أنّه صواب، بمنتهى الأدب، وجمال الخلق، وسلامة الألفاظ والتعبيرات، دون إساءة، ودون عدوان، ودون تعسف، ودون تجريح، ودون كذبٍ أو طعنٍ في الأعراض.
إنّ الشعب الأردني يتمتع بقدر كبير من الوعي، وعلى درجة عالية من الثقافة والتعليم، ويعد نموذجاً في أصالة الخلق وجميل الأعراف والتقاليد العربية والإسلامية، وله باعٌ طويل ومركز متقدم في طرق التعبير عن الرأي وحرية التظاهر والتجمهر، ضمن حدود القانون، وبطرق سلمية حضارية راقية متميزة على مستوى المنطقة والإقليم، ولذلك يجب أن لا يسيء أحد إلى هذه الصورة الجميلة، كما ينبغي أن لا يسهم في تشويه اللوحة الأردنية الرائعة، التي تجذرت في أعماق ضمائر الأردنيين عبر سنوات.
من حق القوى السياسية المعارضة للوضع السياسي الحالي، أن يعبروا عن رأيهم، وأن ينتقدوا الأوضاع السياسية والاقتصادية والسياسات الحكومية والقرارات والإجراءات الرسمية، بطريقة سلمية هادئة يقرها القانون ويحميها، ومن حق الآخرين أيضاً من القوى السياسية التي تناصر الوضع السياسي وتعلن تأييدها للسياسات الحكومية والإجراءات الرسمية أن تعبر عن رأيها بحرية وضمن حدود القانون كذلك دون اعتداء على الطرف الأول ودون تهجم أو تجريح، ولها أن تنتقد وتفنّد وتحاور وتحاجج بعلمية وموضوعية وبطريقة حضارية كذلك، وليس لها أن تحتكر الولاء للوطن والانتماء للدولة، وتعمد إلى منع حرية التعبير المخالف بالقوّة الماديّة، فلماذا لا يدعون إلى حشد جماهيرهم في يومٍ آخر، أو في مكانٍ آخر، دون احتكاك، ودون صدام، ودون عنف ودون تحريض ودون إساءة أو تجريح، وجموع المواطنين تستطيع أن تميز بين الغث والسمين، ويترك لها الحكم.
هناك أخبار متداولة أنّه يجري تحشيد وتحريض وأنّ هناك نوايا لافتعال صدام بين فئات الشعب الواحد، وبين مكونات المجتمع الواحد، وهناك من يقول بأنّ بعض الأطراف وراء هذا التحشيد، وأنا أربأ بالعقلاء من أبناء هذا الوطن، سواءً كانوا في مواقع رسمية وحكومية، أو كانوا في المعارضة أن ينزلقوا هذا المنزلق الخطير وهذا المربع المظلم الذي سوف يترك جرحاً لا يبرأ، وندبة في قلب المجتمع الأردني، لها أثرها البليغ على مستقبل الأجيال.
مسيرة (10/5) ليست الأولى ولا الأخيرة، وسوف تنتهي كما انتهت قبلها كثيرٌ من المسيرات والاعتصامات، والحركة الإسلامية كما عهدناها دائماً راشدة منضبطة، حريصة على أمن هذا الوطن ومصلحة هذا الشعب، حتى لو خالفها الآخرون، واعترض على أدائها بعض الأطراف الاجتماعية والسياسية، فكلنا جميعاً في قاربٍ واحد، وسفينة واحدة شئنا أم أبينا.
لا بدّ من التوافق على مبادئ عامّة، وقواعد كبيرة وخطوط عريضة نحتكم إليها جميعاً، وتكوين مرجعية توافقية لكلّ الأطراف المختلفة والمتوافقة، ونخضع لمسطرة واحدة، من أجل الانطلاق في مسيرة الإصلاح التي تعيد السلطة الفعلية والسيادة الكاملة لهذا الشعب؛ من أجل تمكينه من اختيارالحكومات ومحاسبتها وعزلها، وتمكينه من محاربة الفساد، ومحاصرة العابثين بالمال العام، والذين بددوا مقدرات البلد.
ولن يتمّ ذلك، ولن نخرج من هذه الدوامة، إلاّ بايجاد هذه المسطرة التي نخضع لها جميعاً بكلّ طواعية، وبكلّ مسؤولية وبمنتهى الجديّة.
rohileghrb@yahoo.com
(العرب اليوم)
هذه القاعدة تقتضي أن يلتزم كلّ واحد منا بواجباته، تجاه وطنه وشعبه، وله الحق بامتلاك حقوقه والتمتع بها بحرية، وهذه القاعدة تقتضي أن يعبّر كل واحد منا عن رأيه، وأن يقول كلمة الحق وما يعتقد أنّه صواب، بمنتهى الأدب، وجمال الخلق، وسلامة الألفاظ والتعبيرات، دون إساءة، ودون عدوان، ودون تعسف، ودون تجريح، ودون كذبٍ أو طعنٍ في الأعراض.
إنّ الشعب الأردني يتمتع بقدر كبير من الوعي، وعلى درجة عالية من الثقافة والتعليم، ويعد نموذجاً في أصالة الخلق وجميل الأعراف والتقاليد العربية والإسلامية، وله باعٌ طويل ومركز متقدم في طرق التعبير عن الرأي وحرية التظاهر والتجمهر، ضمن حدود القانون، وبطرق سلمية حضارية راقية متميزة على مستوى المنطقة والإقليم، ولذلك يجب أن لا يسيء أحد إلى هذه الصورة الجميلة، كما ينبغي أن لا يسهم في تشويه اللوحة الأردنية الرائعة، التي تجذرت في أعماق ضمائر الأردنيين عبر سنوات.
من حق القوى السياسية المعارضة للوضع السياسي الحالي، أن يعبروا عن رأيهم، وأن ينتقدوا الأوضاع السياسية والاقتصادية والسياسات الحكومية والقرارات والإجراءات الرسمية، بطريقة سلمية هادئة يقرها القانون ويحميها، ومن حق الآخرين أيضاً من القوى السياسية التي تناصر الوضع السياسي وتعلن تأييدها للسياسات الحكومية والإجراءات الرسمية أن تعبر عن رأيها بحرية وضمن حدود القانون كذلك دون اعتداء على الطرف الأول ودون تهجم أو تجريح، ولها أن تنتقد وتفنّد وتحاور وتحاجج بعلمية وموضوعية وبطريقة حضارية كذلك، وليس لها أن تحتكر الولاء للوطن والانتماء للدولة، وتعمد إلى منع حرية التعبير المخالف بالقوّة الماديّة، فلماذا لا يدعون إلى حشد جماهيرهم في يومٍ آخر، أو في مكانٍ آخر، دون احتكاك، ودون صدام، ودون عنف ودون تحريض ودون إساءة أو تجريح، وجموع المواطنين تستطيع أن تميز بين الغث والسمين، ويترك لها الحكم.
هناك أخبار متداولة أنّه يجري تحشيد وتحريض وأنّ هناك نوايا لافتعال صدام بين فئات الشعب الواحد، وبين مكونات المجتمع الواحد، وهناك من يقول بأنّ بعض الأطراف وراء هذا التحشيد، وأنا أربأ بالعقلاء من أبناء هذا الوطن، سواءً كانوا في مواقع رسمية وحكومية، أو كانوا في المعارضة أن ينزلقوا هذا المنزلق الخطير وهذا المربع المظلم الذي سوف يترك جرحاً لا يبرأ، وندبة في قلب المجتمع الأردني، لها أثرها البليغ على مستقبل الأجيال.
مسيرة (10/5) ليست الأولى ولا الأخيرة، وسوف تنتهي كما انتهت قبلها كثيرٌ من المسيرات والاعتصامات، والحركة الإسلامية كما عهدناها دائماً راشدة منضبطة، حريصة على أمن هذا الوطن ومصلحة هذا الشعب، حتى لو خالفها الآخرون، واعترض على أدائها بعض الأطراف الاجتماعية والسياسية، فكلنا جميعاً في قاربٍ واحد، وسفينة واحدة شئنا أم أبينا.
لا بدّ من التوافق على مبادئ عامّة، وقواعد كبيرة وخطوط عريضة نحتكم إليها جميعاً، وتكوين مرجعية توافقية لكلّ الأطراف المختلفة والمتوافقة، ونخضع لمسطرة واحدة، من أجل الانطلاق في مسيرة الإصلاح التي تعيد السلطة الفعلية والسيادة الكاملة لهذا الشعب؛ من أجل تمكينه من اختيارالحكومات ومحاسبتها وعزلها، وتمكينه من محاربة الفساد، ومحاصرة العابثين بالمال العام، والذين بددوا مقدرات البلد.
ولن يتمّ ذلك، ولن نخرج من هذه الدوامة، إلاّ بايجاد هذه المسطرة التي نخضع لها جميعاً بكلّ طواعية، وبكلّ مسؤولية وبمنتهى الجديّة.
rohileghrb@yahoo.com
(العرب اليوم)