2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

البحث عن الحقيقة

يوسف الجغبير
جو 24 :

لعل البحث عن الحقيقة من أهم ما يتميز به الإنسان عن سائر المخلوقات ، إذ أنه يتميز في تكوينه العقلي والقلبي عن سائر المخلوقات ، فإنه يدرك أكثر غيره ، ويتأثر أكثر من غيره ، وإنه مكلف من الله أكثر من غيره ، لهذا يميز عن سائر المخلوقات بالبحث للوصول إلى الحقيقة.
ولكن يا ترى... ما هي الحقيقة ؟ وما مدى الحاجة إليها ؟

الحقيقة: هي الصدق في تعارضه مع الكذب ، والواقع في تعارضه مع الوهم.
وعكسها: الكذب أو الزيف أو الوهم .


وأما عن مدى الحاجة إليها - فإن السلوك البشري سواء كان دينياً أو دنيوياً فإنه لا يحقق مراده إلا إذا بني على الحقيقة.

في الواقع إن الوصول إلى الحقيقة ليس أمراً سهلً ، ذلك أنه لا يعود إلى جمع المعلومات فقط ، بل يتعدى إلى صدق هذه المعلومات من جانب وفهما وتوجيهها من جانب آخر ، ثم إن الحقيقة التي تبنى على التجربة العملية تكون أرسخ في الإثبات من غيرها.

وبما أن الحقائق في هذا الكون متعددة ، ومتعدد طرق الوصول إليها ، فإنني سؤجه مسار هذا الموضوع إلى الحقائق التي تخص بيئة المسلم تؤثر على سلوكه سلباً أو إيجاباً وتبنى عليها النزاعات أو الصداقات.

ابتداء يجب العلم أن لكل "وجود" "وجود" ضده .
فالحقيقة ضدها الزيف ، والصدق ضده الكذب ، والحق ضده الباطل ، والإسلام ضده الكفر ، والقيم السوية ضدها القيم الفاسدة ....وهكذا ، وأن كل ضد ينازع ضده لإثبات ذاته ، وهذا مفاده في إثبات بعض الحقائق والنزاعات ، وهذه النزاعات في أغلب الأحيان ناتجة عن مصالح مادية أو معنوية أو تقليد أعمى - مجرد سلوك-.


وهنا لابد أن نُشير أن الناس في تبني المواقف والنزاعات على قسمين : قسم يتبنى عن قصد ودراية ، وقسم مُقلد لغيره دون دراية .


فالقسم الأول - يتمثل بالأنظمة العالمية التي ترسم السياسات وفق إستراتيجية تحقق لها مصالحها ، أو من بعض الأحزاب أو الجماعات ، والقسم الثاني يتمثل من أصحاب الثقافات المتدنية أو الضعفاء من عامة الشعوب.


وهذا يعني أن أكثر النزاعات إنما هي صنيعة السياسات العالمية لتحقيق مكاسب وغايات ، لم تبنى على أية حقيقة - بمفهوم الحقيقة التي عرفناها أعلاه - ، ثم بعد ذلك تلتقمها الشعوب كما تلتقم الطعام وهي لا تدري إن كانت لمصلحتها أم لمصلحة غيرها .


فإذا فهم هذا جيداً ... فإنه يتعين على كل مسلم -يحترم عقله ويخشى على إسلامه-
أن يعيد النظر في الكثير من المواقف والنزاعات التي قد تكون بنية على غير الحقيقة ، ولا يرضى أن يُساق وراء نزاعات ليس له بها أدنا مصلحة ، وإنما بنية لمصالح غيره ، وقد تكون تتعارض مع دينه وخلقه.


لقد آن الأوان أن يُعرف من هو العدو وكيف يخطط ، ومن هو الصديق وإن كان ضعيف ، وعلى أي مفهوم تقوم الصداقة والعداوة ، وبعد ذلك تتحول هذه الشعوب إلى قادة تصنع المواقف وتقود البشرية. 

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير