jo24_banner
jo24_banner

انقلاب تركيا ، هل كان مسرحية؟!

د. معين الشريف
جو 24 :
ليلة ساخنة قضاها العالم و حكامه في متابعة تطورات الوضع التركي ، المتابع لردود فعل دول العالم يجد ان أغلبيتها كانت بين متحفظ مثل الموقف الامريكي الذي ورد على لسان وزير الخارجيه جون كيري حيث دعا الى ان يحل السلام في تركيا ، حقيقة أني أتوقع مثل هكذا تصريح من الام تريزا او بابا الفاتيكان او شيخ الأزهر ، اما ان يصدر مثل هذا التصريح عن وزير خارجية أقوى دولة في العالم فهذا يدل على احد تفسيرين : إما ان الولايات المتحدة متواطئة مع الانقلابين او انها رأت ان لا تتخذ موقف واضح لحين وضوح الرؤيا و معرفة لمن الغلبه ، و هذان الخياران لا اخلاقيان و لا يتوافقان مع السياسه الامريكية المعلنة في دعم الديموقراطيه و الحريات .

على الجانب الاخر فإن الدول الاوروبيه لم تتخذ موقفا رسميا من محاولة الانقلاب في بدايته وتركت المجال للاتحاد الاوروبي الذي أعلن انه يدعم المؤسسات الدستورية في تركيا وهذا تعبير عائم أيضاً، و أكاد اجزم ان هذا الانقلاب لو حدث في بلد أوروبي صغير لخرج الرئيس الفرنسي هولاند ببجامته من غرفة النوم ليدين الانقلاب و يدعم الشرعيه.

مع ظهور بوادر فشل الانقلاب بدأت التصريحات الدولية تأخذ طابع الوضوح وأولاها كان تصريح الرئيس الامريكي الذي أعلن وقوفه مع الديموقراطيه في تركيا و ادانته لمحاولة الانقلاب الفاشلة و تلاه بعد ذلك دول الاتحاد الاوروبي و بعض دول المنطقة.

كان واضحاً ان غالبية حكومات الشرق الأوسط كانت و من خلال مؤسساتها الاعلاميه مؤيده للانقلاب و بانتظار سيطرة الانقلابيين على السلطه في تركيا لتبدأ باحتفالاتها و لكن الانقلاب فشل و بدأوا بترويج سيناريو سخيف عن ان كل ما جرى هو مسرحيه ، هل حقاً كان الانقلاب مسرحيه ؟

الحقيقة ان ما افشل الانقلاب ليس الحشود الشعبية التي خرجت للشوارع في مواجهة الجنود والدبابات ولا مكالمة اردوغان من خلال جهاز الايفون فقط، هناك الكثير من الأتراك الذين كانوا على راس عملهم في المطارات والمطافىء والدفاع المدني والمؤسسات الاعلاميه والشرطه ممن رفضوا التعاون مع الانقلابيين، خصوصاً انه كان هناك موجة ثانيه من الانقلاب باستخدام الطائرات الحربيه حيث قام موظفو المطارات و رجال المطافىء بإفشالها من خلال إغلاق مدارج المطارات.

لا اعتقد ان زعيماً واحداً في العالم يستطيع ان يجازف بحكمه بمثل هذه المسرحيه او ان يعدها بمثل هذا الاتقان، من الممكن ان اصدق مسرحية تعرض اردوغان لمحاولة اغتيال اما انقلاب بتلك الطريقه التي شاهدناها فهذا صعب التصديق.

يبدو أن البعض ممن انزعج لفشل الانقلاب بدأ يروج لهذه الفكره ، و هو لا يريد ان يصدق بان هناك شعوباً في المنطقة بدأت تعي أهمية الديموقراطيه و انعكاسها على رخاء الشعوب و ان حكم العسكر سيذهب باي بلد الى الفشل و الفوضى.
 
تابعو الأردن 24 على google news