زقزقة العصافير لا تصنع ربيعا وانين غزة لا يصنع سلاما
دم يسيل على الشفاه وابتسامة ترتسم ببراءة على محياهم ، دماء تنزف من الأذنين وعيون ذابلة يخطفها الموت، أصابع غضة تتشابك من قوة الانفجار ولحم بشري يتكور في زاوية على مشرحة في مستشفى الشفاء، نحيب وعويل يعلو ودموع تحبسها المقل، قلوب يعتصرها الألم وآهات تئن تحت وطأتها قلوب الأمهات، جثث لأطفال ازرقت أجسادهم الطرية فقد حولتها طائرات الاحتلال إلى ماضٍ كان هنا ذات يوم،، إنها جثث الأطفال الذين ارتقوا شهداء بعد القصف الجوي لمنزل آل الدلو في الشيخ رضوان بمدينة غزة.
غربان الموت تحلق في السماء طائرات الاستطلاع تَّعدُّ على السكان المدنيين أنفاسهم، دبابات الاحتلال تُلقي حممها الملتهبة فوق رؤوس الأبرياء، زوارق وبوارج الاحتلال من أحدث طراز تجوب البحر تَحْرمُ السمك من النوم وتبحث عن ثغرة لإنزال بحري فلا تجد ، وجثث الأبرياء من أبناء شعبنا الأعزل تتطاير رؤوس تتدحرج غدرا بصورايخ الاحتلال وألواح صفيح تختلط بلحم الشيوخ والنساء والأطفال ، جنود الاحتلال ينتعلون بساطيرهم مدججون بالسلاح لا ينسون حفاظاتهم، متأهبون يرتجفون بانتظار أوامر قادتهم ببدء عمليتهم البرية في قطاع غزة، وهناك في الأرض التي لنا أيضا تدوي صفارات الإنذار يتراكضون يبحثون مرعوبين بحثا عن ملاذ من رد لم يتوقعوه حتى في أسوء أحلامهم .
أطفال يقلبون كراريسهم يرسمون فراشة زاهية الألوان تحلق فوق الزهور تمتص رياحينها فتفاجئهم طائرات الاحتلال بغاراتها لتخطف أرواحهم وتغيب ابتسامتهم إلى الأبد فلم يتبقَ من طيفهم سوى أقلامهم وزجاجة حليب ودمية كانوا للتو يعبثون بشعرها ،
وفي العدوان أيضا فتية يلعبون في الشوارع يقفزون بمرح تحت أشعة الشمس وهي ترسل خيوطها الذهبية في لحظات هدوء تداهمهم غربان الموت فتغيب ابتساماتهم ويدق ناقوس الغياب الأبدي المر.
صورايخ تنهمر وقذائف تنفجر وبيوت تتهاوى تحت ضربات وحشية وغارات مجنونة وأشلاء ينتشلها المنقذون ورجال الدفاع المدني وكاميرات يحملها رجال صادقون يستهدفهم العدوان ينقلون للعام وقع المذبحة ساعة بساعة ، وفي زوايا الركام وحدها تكمن لعب أطفال وبعض من كتب تشير انه هنا كان يعيش الناس الطيبون بأمن وسلام.
شعب صامد يواجه مجزرة بشموخ هامته بعزيمة طلبة وإرادة لا تلين منزرع في أرضه يعشق ترابها يكتحل بزرقة سمائها، رجاله في الميدان متأهبون يردون عدوان الاحتلال بإمكاناتهم المتواضعة يُرْبكون قادة العدو يُزِيلُون القناع عن وجوههم فتظهر صورتهم الحقيقية كمجرمي حرب مكانهم فقط في محكمة جرائم الحرب الدولية.