jo24_banner
jo24_banner

السلام عليك يا حبيبي يا رسول الله

بسام العريان
جو 24 : ستظل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هى الرصيد التاريخى الاول الذى تستمد منه الاجيال المتلاحقه زاد مسيرها وعناصر بقائها واصول امتدادها من ورثة النبوة وحملة مشاعل العقيدة..ومن يعمق النظر فى السيرة المحمدية محاولا ان يتتبع السر الذى وقع فى التاريخ القفر المجدب فأخصب به وانبتت الدنيا ازهار الانسانية الجميلة.
فالسنة النبوية المطهرة -وهى العطاء المتجدد والزاد الباقى الى يوم الدين والذى يتسابق المتسابقون ويتنافس المتنافسون الى الحديث عنها وكتابة الكتب والاسفار فى مواضيعها منذ بعث صلى الله عليه وسلم حتى تقوم الساعة وقد قال عز وجل (لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا )الاحزاب 21 .. وقالت السيدة عائشه رضوان الله عليها عندما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان خلقه القرأن)

مولد النور..
في يوم من أفضل أيام البشرية، كانت البشرية على موعد مع حدث عظيم، بعد الظلام الحالك الشديد الذي غطى سماء الحياة البشرية، حيث عم ظلام الكفر والشرك، والظلم والفساد، فمقتهم عربهم وعجمهم لما هم عليه من الكفر والشر والفساد إلا بقايا من أهل الكتاب.
- كان هذا الحدث له تأثيره في مسيرة البشرية وحياة البشر طوال أربعة عشر قرنًا من الزمان، وسيظل يشرق بنوره على الكون، ويرشد بهداه الحائرين، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
- كان ميلاد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون، وسخر كل ما فيه لخدمة الإنسان، وكأن هذا الكون كان يرتقب قدومه منذ أمد بعيد.
نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداً في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة، حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش، وقد لقبه قومه (بالأمين)، وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.
وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها ولا يحضر لها عيداً أو احتفالاً، وكان لا يأكل ما ذبح على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانوا ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراً لفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر مع شيوع ذلك في قومه، ولا يزنى ولا يسرق ولا يقتل، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء.
وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.
وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن، وربما لبس الصوف والكتان، ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها. وركب الخيل والبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة وعلى السرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزها ويصلحها) ويرقع ثوبه، وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً.
اتصف صلى الله عليه وسلم بصفات لم تجتمع لأحد قبله ولا بعده ، كيف لا وهو خير الناس وأكرمهم عند الله تعالى . فقد كان صلى الله عليه وسلم أفصح الناس ، وأعذبهم كلاماً وأسرعهم أداءً، وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويأسر الأرواح ، يشهد له بذلك كل من سمعه.
وكان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها:(ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه .
وثبت في (( الصحيحين )) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( بعثت بجوامع الكلام) وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً ليفهمه السامع ويعقله عنه ، ففي البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه :( كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى يفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم ثلاثاً).
وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكان إذا تكلم افتتح كلامه واختتمه بذكر الله، وأتى بكلام فَصْلٍ ليس بالهزل ، لازيادة فيه عن بيان المراد ولاتقصير ، ولا فحش فيه ولا تقريع ، أما ضحكه صلى الله عليه وسلم فكان تبسماً، وغاية ما يكون من ضحكه أن تبدو نواجذه، فكان يَضْحَك مما يُضْحك منه، ويتعجب مما يُتعجب منه.
وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه ، فلم يكن بكاؤه بشهيق ولا برفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، بل كانت عيناه تدمعان حتى تهملا، ويُسمع لصدره أزيز، وكان صلى الله عليه وسلم تارة يبكى رحمة للميت كما دمعت عيناه لموت ولده، وتارة يبكي خوفاً على أمته وشفقة عليها ، وتارة تفيض عيناه من خشية الله ، فقد بكى لما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه (سورة النساء ) وانتهى إلى قوله تعالى {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء:41].
وتارة كان يبكي اشتياقاً ومحبة وإجلالاً لعظمة خالقه سبحانه وتعالى.
وما ذكرناه وأتينا عليه من صفاته صلى الله عليه وسلم غيض من فيض لا يحصره مقال ولا كتاب، وفيما ألمحنا إليه عبرة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً

الأمة الاسلامية والسنة النبوية ..
الأمة الاسلامية مرت بجملة تحديات متحركة عبر سنوات طويلة اختلفت خلالها الاستجابات من مكان لأخر ومن فترة لغيرها فتنقلت الأمة الإسلامية من تحدي استحكام الاستعمار التقليدي إلى تحدي العولمة، ومن تحدي حركات المقاومة ضد الاستعمار إلى تحدي بناء الدولة الوطنية الحديثة إلى تحدي الصحوة الإسلامية إلى تحدي الدول المخترقة، ومن تحدي فقدان الخلافة إلى تحدي التنظيم الدولي الإسلامي ومن تحدي الاستشراف إلي تحدي التهميش ومن تحدي فكر الجهاد إلى تحدي فكر التجديد للإصلاح إلى تحدي المشروع الحضاري الإسلامي الجديد.
ان واقع الحال البائس الذي تعيشه الامة الان، هو مرض يتطلب العلاج ، والاسلام فيه حلول لكل مشاكل الامة ، لكن الاسلام اشبه ما يكون بصيدلية الادوية، وعندما يصاب انسان بمرض فلا يقال "الصيدلية هي العلاج اي الحل ،..بل يقال الدواء الفلاني هو العلاج اي الحل. ويكون هذا بناء على وصفة من طبيب واع ...
وصيدلية الاسلام ايضا فيها علاج لكل داء ،ولكن الذي يصف العلاج هو المفكر الفقيه اي الواعي على الحكم الشرعي وليس كل انسان قادر على تحديد العلاج. ..وبالتدقيق في الداء، اي واقع الامة السئ ،وبالبحث بالادلة الشرعية، نجد ان الاسلام يعتمد على القرآن والسنة واللذان هما الدواء، والحل موجود في صيدلية الاسلام ...وليس اي امر اخر.
فالاسلام بشكل عام، عبارة عن معالجات لكل المشاكل ...وفيه لكل داء دواء ،لكن ليس كل ما في صيدلية الاسلام يصلح لعلاج كل داء ،اي المشاكل ..لان لكل داء دواء اي لكل فكرة طريقتها في التنفيذ و العلاج ، ولهذا كان لابد من الوعي الكافي على المسالة.

الفكر الاسلامي من منهج النبوة ..
الفكر الإسلامي وتطور اتجاهاته .. هناك حالات مختلفة في وضع الأقوام والأعراق والملل داخل الأمة الواحدة التي توجد بها حالات تعيش فيها ملل غير مسلمة في بلدان غالبيتها مسلمون مثل نيجيريا والسودان ، وحالات لأقوام مسلمة ذات تمايزات وخصوصيات ثقافية أو لغوية أو عرقية مثل الأكراد والبربر وحالات بارزة للخلاف مثل السنة والشيعة, كما توجد بها نماذج لتجمعات إسلامية ذات ثقل ديمجرافي في بلاد انحسر عنها سلطان الإسلام مثل البلقان والهند والقوقاز ، ونماذج لتجمعات إسلامية أخرى ظهرت في بلاد غير مسلمة مثل الجالية المسلمة في أوربا وامريكا.
ان الحالة الفكرية للأمة الاسلامية من اتجاهات وتطورات وحوارات العقل المسلم والتحديات التي تواجهها مستقبلا تتمركز على منهج النبوة وهي محاولة لصياغة رؤية إسلامية تستجيب لتحدي حضارة عصر المعلومات بأوضاع العالم الإسلامي والعلاقة بين الفقه الإسلامي والتغيير القانوني الذي شهدته الدول المسلمة ، وقضية المرأة المسلمة ، وحقوق الإنسان في الإسلام ومستقبل الأمة بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية .

حال الأمة ومكامن الخلل ..
مع نهاية عام وبداية عام ما هو حال أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها؟ ما هو حصاد هذا العام في تاريخ أمة الإسلام؟ أهذه أمة الإسلام التي أراد الله لها أن تكون الأمة الوسط؟ أن تكون خير أمة أخرجت للناس؟
إن حاضر المسلمين يتطلب منهم تأملاً ينفذ إلى جوهر مكامن الخلل والضعف والهوان والانكسار الذي هم فيه لمعرفة مدى تمثلهم في علاقاتهم وسلوكهم، وتعاملهم مع بعضهم البعض بقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وهي لا تتحقق إلّا بمضاعفة الجهود في مغالبة النفس للترفع عن الصغائر، مكبرة فيها روح التكامل والتضامن والتعاضد والإخاء والرحمة، وتعميق التماسك والتلاحم والاصطفاف على قاعدة تمتين روابط نهج التسامح والحوار، وتغليب المصالح العامة للمسلمين على ما عداها من المصالح الأنانية والذاتية سواء أكانت فردية أم فئوية أم قروية أم حزبية، وتحصين الشباب من أفكار التعصب والتطرف ليكونوا متسلحين بوعي إيماني صحيح بعيداً عن الغلو والتطرف والعنف والإرهاب، متمسكين بالسلام الذي هو الأصل في بناء الأرض ومن عليها والذي جُبل عليه الإنسان، ولأن العنف والإرهاب هما الظاهرة الشاذة التي تتنافى مع فطرة الإنسان، ومع العقيدة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيم وتقاليد المجتمع العربي المسلم الذي يرفض الغلو والتطرف والعنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، وهو ما يفرض تضافر كل الجهود لتحصين المجتمعات ككل من كل الشرور والأعمال الخارجة عن الدين والأخلاق، ونبذ ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء التي تشحن النفوس بها بعض الممارسات التي لا يثمر زرعها إلّا المزيد من الشحناء والتمزق، حتى لا يجد العرب والمسلمون في النتيجة بتغاضيهم الا الخلاف والشقاق وقد خسروا كل شيء: خسروا الإنسان وهو أغلى وأعز ما تملكه الأمة، وخسروا الوقت، وخسروا الإمكانات وكل ما لديهم من ثروات، وأتاحوا الفرصة للقوى المتربصة بالأمة العربية والإسلامية التي تعمل على تغذية الخلافات والتفرقة بين أقطار الأمة العربية، وتعمل على تشجيع كل ما يعيق عوامل قوتها وعزتها ويزيدها تخلّفاً، حتى تظل لقمة سائغة لقوى الهيمنة، بما يحقق لها أطماعها وأهدافها الاستعمارية الجديدة والسيطرة على ثروات ومقدرات العرب والمسلمين..


اللهم قد جفت في العيون الدموع .. وقلت الجيوش والدروع .. وتكالبت الأمم والجموع.. وشبابُ فلسطين وسوريا ومصر واليمن والرافدين و بورما و كشمير والشيشان وفى كل مكان يُحارب فيه الإسلام يتلوى بين العُرى والجُوع.. تبكى منابرهم .. وامتلأت بالموتى مقابرهم .. وقل حافظُهم وناصرهم .. ولم تُحفظ سرائرهم .. اللهم إنهم ذاقوا مُر العيش والخبز .. وشكوا إليك اللوع والعجز .. وأصبحوا لا يرون إلا لمزًا وغمزًا....
اللهم أزل عنهم الصعاب .. واصرف عنهم كيد الذئاب .. وكل منافقٍ وكذاب .... اللهم اجمع حولهم القلوب والرقاب .. بقوتك يا رب يا وهاب .... اللهم وارفع عنهم البؤس والرجز .. واجعل لواءهم في كل مكان رايةً ورمزا .. ورُد إليهم حقهم الذي أُخِذ... واحفظهم كـما حفظت القـلب بين الضلوع .. فسبحانك خيـر الحـافظين ..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير