jo24_banner
jo24_banner

قراءة تحليلية في نتائج مشاركة الأردن في الاختبار الدولي للرياضيات والعلوم (TIMSS) للعام 2015

د. محمد أبو غزلة
جو 24 :
* الملك والملكة في خطاباتهما يعتبرون نتائج هذه الاختبارات مؤشرات دالة على صلاح النظام التعليمي
* الاختبار يقيس أداء النظام التعليمي الأردني والمدارس الخاصة ومدارس الوكالة جزءا منه
* التشكيك بمصداقية الجهات الدولية أو المحلية المشرفة أو أداء الدول التي تقدمت علينا ...هي حجة المفلس
* إذا لم تكن التقييمات الدولية جزءاً لا يتجزأ من عملية التدريس والتعليم، وأحد المداخل المهمة لتطويره لا يمكن أن نتقدم
* التراجع في أداء الاختبار لدورة 2015 يعد الأعلى منذ المشاركة الأولى للأردن عام 1999
* لماذا الأخطاء في مؤسساتنا تعد تراكمية في حين الانجازات تكون بطولات فردية؟
* من يحاسب من أوصل نظامنا التعليمي إلى هذا الحال المتردي؟
* هل سيدق ناقوس الخطر في ضوء النتائج الكارثية لأداء الطلبة في الاختبار؟
* هل ستوقف الجعجعة بدون طحن ونشحذ الهمم لإنقاذ نظامنا التعليمي؟
* لماذا يستعين المسؤول في بلدي بالمستكتبين والمتقنعين للدفاع عن تراجع أداء أي منظومة عمل عام في الدولة؟
* ماذا فعلت الامارات والمشاركة للمرة الثانية في الاختبار لتحرز تقدماً ملموساً في التقييم ما جعلها من أكثر 15 دولة تقدماً في هذه الدورة قياساً بالدورة السابقة 2011 مرة ومتقدمة على الدول المشاركة من عام 1999 وتحتل المرتبة الأولى عربيا؟



تسعى النظم التعليمية التي تنشد الحياة والازدهار إلى المشاركة في التقييمات الدولية التي تعكس مؤشراتها حيوية وكفاءة هذه النظم وفاعليتها، وذلك لأن هذه الأدوات التقييمية تعمل على تحييد المتغيرات التي تعكس عدم مصداقية وموضوعية وشفافية نتائجها، والتي لا تظهرها التقييمات المحلية التي تتأثر بمتغيرات التدخلات التي يريدون منها أن تعكس وتحسن صورة القائمين على العملية التعليمية، للظهور بمظهر المنقذين لهذه العملية من أجل المحافظة على بقائهم في إدارة هذه النظم، كما حصل في الدراسة الوطنية( نافيكي) لقياس مهارات مشروع تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرقة عندما عرضت نتائجها في بداية عام 2015 وبحضور أعضاء من مجلس التربية والصحفيين، لأنها كانت تشير إلى تحسن المهارات، ووقتها نسب الفضل في التحسن إلى جهود القائمين على إدارة النظام التعليمي ولم يكن لهم إلا عام والمشروع طبق في مرحلته الأولى عام (2003) ومعلومات الدراسة جمعت بداية عام (2014)، والهدف منها خداع أصحاب القرار، أو يمكن اللجوء إلى التشكيك في مصداقية هذه الجهات الدولية التي كنا نفتخر بها عندما كنا في عام (2007) الأول عربيا في اختبار العلوم ، والثاني في الرياضيات، أو تحميل الجهات المحلية التي تشرف على تطبيق الاختبارات لعدم تسريبهم لأسئلة الاختبارات لتتحسن صورتهم ، كما يمكن اتهام الدول التي حصلت على المستويات المتقدمة بانها تعمل على تغشيش طلبتها للبعد عن تحميل المسؤولية والهروب والتبجح بأنها أخطاء السابقين الذي كان النظام التعليمي في عهدهم أحسن حالا، وبالحقيقة فهم لا يخدعون إلا أنفسهم؛ لأن الجعجعة التي تملأ المواقع الإلكترونية ووسائل التلفزة المختلفة سرعان ما تتكشف من خلال النتائج التي تظهرها الجهات والأدوات العالمية، التي طالما استخدمت في تقييم النظم التعليمية على مستوى العالم ، والسؤال المطروح هل تمت دعوة أعضاء مجلس التربية هذه المرة أو دعوة الصحفيين لحضور اعلان النتائج كما تم في اعلان نتائج الدراسة الوطنية التي أظهرت التحسن، بينما كشفت مصداقية الدراسة الدولية هذا التحسن، ولماذا لم يتم عقد مؤتمر صحفي لإعلان النتائج وليعرف الشعب والتربويون ماذا حل بنظامهم التعليمي الذي يشكل عصب الاقتصاد والحياة لهم.

وقبل الولوج إلى النتائج فإنه من المفيد التعرف إلى هذا الاختبار الذي هو عبارة عن أداة اختبـارات عالميـة لتقييـم تحصيل الطلبة في العلوم والرياضيات، وتقييم فعالية تعليم هاتين المادتين في مدارس الدول المشاركة على مستوى العالم. تتم هذه الدراسة تحت إشراف الرابطة الدولية لتقييم التحصيل التربوي (International Association for The Evaluation of Educational Achievement (IEA)) ، ومقرها في أمستردام / هولندا، حيث تنفذ كل أربع سنوات للصفين الرابع والثامن الأساسيين. وقد عقدت الدورة الأولى عام 1995، والدورة الثانية عام 1999، والدورة الثالثة عام 2003، والدورة الرابعة عام 2007 ، والدورة الخامسة عام 2011، والدورة السادسة عقدت عام 2015، وظهرت نتائجها يوم الثلاثاء 22/ 11/ 2016، وقد شارك الأردن في هذه الاختبارات منذ الدورة الثانية عام 1999، كما احتلت الدول التالية المراكز العشرة الأولى في نتائج المستوى الدولي، وهي بالترتيب ( سنغافورا، كوريا الجنوبية، تايوان، هونغ كونغ، اليابان، روسيا، كازاخستان، كندا، ايرلندا، الولايات المتحدة الامريكية، المملكة المتحدة).

ويهدف هذا الاختبار إلى معرفة و مقارنة مستوى أداء تحصيل طلاب الصفين الثامن (الثاني المتوسط) والصف الرابع في العلوم والرياضيات بمستوى الأداء العالمي؛ بغرض تطوير مستوى التعليم للارتقاء به إلى مستوى الجودة العالمية، من خلال مقارنة نتائج تحصيل طلاب بلد ما بطلاب دول العالم المشاركة في هذا الاختبار، ويتكون الاختبار من عدد من أدوات الدراسة ( اختبار رياضيات، واختبار علوم، واستبانة الطالب ، واستبانة مدير المدرسة ، واستبانة معلم الرياضيات، و استبانة معلم العلوم )، ويشمل الاختبار للصفين الثامن والرابع في مادة الرياضيات على ( الجوانب المعرفية والتطبيقية وأساسيات المنطق الرياضي) حسب مستوى كل صف وبأوزان محددة لكل مجال، ويحتل الجانب التطبيقي والمعرفي الوزن الأكبر من العلامة، بينما يشمل اختبار العلوم للصف الثامن مهارات وأساسيات ( الأحياء ، والكمياء والفيزياء، وعلوم الأرض ) بينما يشمل اختبار الرابع الأساسي مهارات وأساسيات ( العلوم الحياتية وعلوم الفيزياء، وعلوم الأرض) وبأوزان محددة لكل مجال، ويحتل الجانب التطبيقي الوزن الأكبر من المادة العلمية، كما تقدم نتائج الاختبار مميزات عديدة للقائمين على تطوير نظمهم التعليمية، إذا توافرت لديهم الإرادة والعزيمة على تحسين جودة التعليم في بلدانهم، وإذا تخلوا عن الفردية والتهجير الداخلي والخارجي والإقصاء للكفاءات التربوية في بلدانهم من أجل بقائهم في السلطة.

ومن هذه المميزات:
- إعطاء جميع الدول فرصة لقياس التحصيل العلمي في مادتي الرياضيات والعلوم ومقارنته بالدول الأخرى المشاركة في الدراسة عالمياً أو عربياً .
- إمداد كل دولة مشاركة بمصادر ثرية لتحليل نتائج التحصيل في المادتين ، والتي ستسهم في عملية تطوير و تحسين تعليم وتعلم المادتين بصفة خاصة ، والنظام التعليمي بصفة عامة.
- إلى جانب الاختبارات التحصيلية ، تطلب هذه الدراسة من الطلبة و المعلمين ومديري المدارس استكمال استبيانات متعلقة بتعليم وتعلم المادتين. هذه البيانات الناتجة توفر صورة حية حول المتغيرات والصعوبات في تدريس المادتين، وتساعد في إظهار القضايا الجديدة المرتبطة بجهود التطوير في مجال المناهج وطرق التدريس وتدريب المعلم.
- مقارنة المستوى التحصيلي للعلوم و الرياضيات على مستوى التحصيل في الدول الأخرى.
- دراسة الفروق بين أنظمة التعليم الوطنية بغرض المساعدة في تحسين تعليم و تعلم العلوم والرياضيات على مستوى العالم.
- تعويد الطلبة على تطبيق جميع المفاهيم الرياضية والعلمية التي درسوها لتطوير أدائهم.
- تدريب المعلم على صياغة الأسئلة الموضوعية التي تتمحور حول المعلومة؛ بحيث يستخدم الطلبة المفاهيم و المهارات الخاصة بهذه المعلومة للوصول إلى الحل الصحيح.
- إكساب الطلبة المهارات الرياضية والعلمية التي تعتمد على أسلوب التفكير والتحليل والتحدي.
- إعادة النظر في مناهج العلوم والرياضيات بما يتوافق مع المناهج في الدول الأخرى.
- الاهتمام بتطوير طرق التقويم والتركيز على التقويم البنائي وقياس المهارات المكتسبة فكريًّا وعلميًّا، والتقليل من أسئلة التذكر و الحفظ.
- تنوع طرائق التدريس بما يساعد على تنمية مهارات التفكير العلمي لدى المتعلمين.
- دعم الدراسات التربوية المختلفة؛ بهدف مساعدة راسمي السياسة التربوية وطنيًّا على تطوير مهارات تدريس هذه المباحث، ومقارنة المستوى الوطني بالعالمي، وتطوير النظام التربوي والارتقاء بنوعية مخرجاته.
- معرفة مستوى تحصيل الطلبة ضمن المستوى العالمي.
- إجراء دراسات تتبعية للطلبة الذين اختبروا في الصف الرابع ثم اختبروا في الصف الثامن، ومقارنة نتائج الاختبارات للطلبة أنفسهم.
- تمكين الطلبة من المفاهيم والمهارات الأساسية في العلوم والرياضيات، والتي تنعكس على القرارات التي يتخذونها، وإبراز الجوانب التي يجب التركيز عليها في المناهج الدراسية أثناء ممارسة عملية التعليم.
- تزويد المعلمين بمعلومات عن جوانب القوة وجوانب الضعف في أداء الطلبة؛ لتساعدهم في تقويم طلبتهم ومتابعتهم وتحديد مسار تقدمهم.

والجدير بالذكر أن هناك أدوات اختبارية أخرى شارك الأردن بها مثل اختبار بيزا (PISA) ، البرنامج الدولي لتقييم الطلبة، وهو برنامج دولي لتقييم الطلبة وجهد تعاوني للأعضاء المشاركين من بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى عدد آخر من الدول المشاركة، وتجمع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD ) بين ثلاثة مجالات محددة وهي القراءة والرياضيات والعلوم، دون تركيز كبير على محتوى المنهج، بل على المعرفة والمهارات الأساسية التي يحتاجها البالغون في حياتهم، إضافة إلى التركيز على استيعاب المفاهيم والقدرة على العمل في أي مجال تحت مختلف الظروف؛ بهدف قياس مدى نجاح الطلاب الذين بلغ سنهم 15 سنة والذين هم على وشك استكمال تعليمهم الإلزامي والاستعداد لمواجهة تحديات مجتمعاتهم اليومية، إضافة إلى أن هناك اختبار (Pirls)/ الدراسة الدولية لقياس مدى تقدم القراءة في العالم، وهي دراسة دولية تشرف عليها الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي (iea) ومقرها في هولندا . وهي هيئة دولية مستقلة، وتقوم الدراسة على أساس المقارنة بين الدول المشاركة في تقييم قدرة طلاب الصف الرابع في مهارات القراءة بلغتهم الأم . وقد تم اختيار هذا المستوى الدراسي لأنه نقطة تحول مهمة في نمو الطفل كقارئ. ففي هذه المرحلة يكون الأطفال قد تعلموا كيف يقرؤون ليتعلموا. وهكذا قد يكون لقصور فهمهم للنصوص التحريرية في هذه المرحلة تأثير سلبي على أدائهم في معظم المواد الدراسية الأخرى.

وعالميًّا فقد شكل تركيز المنظمة الدولية (IEA) (International Association for The Evaluation of Educational Achievement على مادتي العلوم والرياضيات؛ لأهميتهما في تمكين الطلبة من المهارات الحياتية والعلمية التي تهم في صناعة المعرفة وفي رسم مستقبل بلادهم في اقتصاد المعرفة، الذي بات أهم الاقتصاديات في العالم من توليد المعرفة وتوظيفها واستثمارها.

وفي نظرة تحليلية أولية لنتائج الأردن في نتائج هذا الاختبار نتوقف عند أهم المحطات التقييمية على مستوى النتائج الأردنية والعربية والدولية، ولعل النتائج التي حققها الطلبة الأردنيين تشكل صدمة لأصحاب القرار والقائمين على النظام التعليمي، والتي ترجع بعض أسبابها إلى السياسات التعليمية الفردية، التي ابتعدت عن تطوير جوهر العملية التعليمية، وركزت على حلقة التقييم في مرحلة التعليم الثانوي متناسية عن قصد أو بدونه عناصر المنظومة التعليمية؛ من حيث تأهيل وتدريب المعلمين وأساليب تدريسهم، أو تمكين المتعلمين وتطوير المناهج والكتب المدرسية، ومحطات التقييم في المراحل المختلفة، وتطوير البيئة التعليمية والإدارات المدرسية، وتطوير أداء المشرفين التربويين، أو التركيز على مرحلة التأسيس التي تتقدم من خلالها أداءات النظام التعليمي.
أولاً: نتائج اختبار (Timss ) للرياضيات لطلبة الصف الثامن
تشير النتائج إلى مشاركة (34) دولة في اختبار (Timss ) للرياضيات لطلبة الصف الثامن، واحتلت سنغافورا الترتيب الأول، حيث سجلت ( 621) نقطة، وبفارق أعلى من الأردن ( 235) نقطة، فقد احتل الأردن المرتبة (31) بين هذه الدول، وكانت نتائجه ( 386) نقطة دون المستوى الدولي البالغ (500)؛ أي بفارق أقل ( 114) نقطة عن المستوى الدولي، وجاءت دولتا المغرب والسعودية بعده، بينما احتلت دولة الإمارات العربية المرتبة الأولى عربيًّا في النتائج وبمجموع نقاط ( 465) نقطة؛ أي أقل من المستوى الدولي ( 35 ) نقطة، تلتها البحرين ولبنان وقطر وعمان والكويت ومصر، وحسب التصنيف العالمي فقد تراجع الأردن عن النتائج التي تحققت عام 2011، بينما حافظت لبنان على مستواها وتحسنت مشاركة كل من البحرين والمغرب وعمان وقطر والإمارات عن مستوياتهم في أداء الاختبار في العام 2015 .

أما في اختبار الحساب للصف الرابع في اختبار (TIMSS Numeracy) والذي تشارك الأردن فيه لأول مرة، فقد شاركت في هذا الاختبار ( 44) دولة، حيث احتلت سنغافورا الترتيب الأول وبمجموع نقاط ( 618 )، وبفارق أعلى من الأردن (230) نقطة، بينما كان ترتيب الأردن (40) من بين الدول المشاركة وبمجموع ( 388) نقطة، وبفارق أقل من المستوى الدولي ( 122) نقطة، بينما جاءت السعودية والمغرب والكويت وجنوب افريقيا بعد الأردن، في حين احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيًّا لإمارة دبي، وبمجموع (511) نقطة؛ أي أعلى من المستوى الدولي بـِ (11) نقطة، تلها البحرين وقطر وعمان، والجدير بالذكر أن طلبة هذا الصف قد تلقوا تعليمهم في الصف الثالث على المناهج التي تم تطويرها في العام 2014 ، والتي يفترض فيها أنها راعت مهارات مثل هذا الاختبار إذا ما تم ضبط باقي المتغيرات، ورغم أن هذه هي المشاركة الأولى، إلا أن النتائج كانت متدنية، وهذا يؤكد عدم اهتمام السياسات التعليمية بمرحلة التأسيس، وأنها انصرفت إلى أمور أخرى لا تمتُّ إلى جوهر العملية التعليمية.

وبنظرة تحليلية لمشاركة الأردن في هذا الاختبار منذ العام ( 1999 ) حتى العام ( 2015)، فإنه يُلاحَظ حجم التراجع الكبير في هذا العام تحديدًا، وتشير النتائج في الشكل أدناه إلا أن النتائج في العام (1999) كانت ( 428)، وفي العام (2003) كانت ( 424)؛ أي انخفضت بمعدل (4) نقاط ، بينما ارتفعت في العام ( 2007) لتصل إلى (427)، وكان الأردن الثاني عربيًّا بعد لبنان، وكان التراجع هذا العام عن عام (2007) بمعدل ( 41 ) نقطة، ثم عادت وانخفضت في العام ( 2011) لتصل إلى ( 406 ) نقطة، ولتنخفض بشكل كبير جدًّا في العام ( 2015) لتصل إلى (386) نقطة؛ أي بمعدل ( 30) نقطة عن العام (2011)، ونظرًا لأن المشاركة في اختبار الصف الرابع الأساسي تتم للمرة الأولى فلا يوجد تتبع لنتائج هذا الاختبار .

ويشير الشكل رقم (3) إلى أنه وحسب التصنيف الدولي فإن الأردن من الدول الأربع التي تراجعت في عام 2015 مع كل من ( الصين، ، تايبيه، والمملكة العربية السعودية)، كما يشير الشكل إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لدى (26) دولة من الدول المشاركة بين نتائج الذكور والإناث في التحصيل والبالغ عددها (39) دولة، ويشير الشكل إلى أن هناك (7) دول كانت نتائج الإناث أعلى منها عند الذكور، وبفارق (17) نقطة ، بينما كانت عند الذكور في (6) دول نتائجهم أعلى منها عند الإناث وبقارق (9) نقاط بين الدورتين في عام 2011، و2015.

كما يشير الشكل حسب متغير الجندر من حيث المشاركة وتوفر المعلومات والتحصيل، إلى أن هناك (25) دول كانت معلوماتها عن مشاركة الطالبات متوفرة من أصل (34) دولة مشاركة ، وبالتالي فإن الفجوة لم تتغير ، كما يبين الشكل أن (17) دولة كانت نتائج الإناث أعلى منها عند الطلبة الذكور في الدورتين الأخيرتين مقارنة مع دولتين(2) كانت للذكور .

ويشير الشكل رقم (4) إلى أن الطلبة الذكور المشاركين في اختبار الحساب، كانت نتائجهم أعلى منها عند الإناث وبفارق (9) نقاط ، بينما كانت نتائج الإناث كانت أعلى منها في (8) دول وبفارق (18) نقطة ، وبالإجمال لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نتائج الطلبة الذكور والإناث في الـ(23) دولة مشاركة في أخر دورتين ، أما في متغير الجندر هناك تفوق للطلبة الذكور في (11) دولة مقارنة مع ( دولتين(2) للإناث ، بينما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في (16) دولة بيمن الذكور والإناث في أخر دورتين 2011- 2015.

الشكل(1) نتائج مشاركة الأردن من العام 1999 حتى العام 2015 في اختبار (TIMSS) الرياضيات للصف الثامن ونتائج اختبار الحساب للصف الرابع في المشاركة الأولى
 


الشكل (2) يبين توزيع الدول المشاركة في الاختبار
 

شكل (3) يبين ترتيب الدول والتنصيف العالمي لها وحسب الذكور والاناث وحسب الجندر للصف الثامن الأساسي
 



الشكل (4) يبين ترتيب الدول، والتنصيف العالمي لها حسب الذكور والإناث وحسب الجندر
 

 
ثانيًا: نتائج اختبار (Timss ) للعلوم لطلبة الصف الثامن
تشير النتائج إلى مشاركة (39) دولة في اختبار (TIMSS ) للعلوم لطلبة الصف الثامن، وقد احتلت سنغافورا الترتيب الأول وسجلت ( 597) نقطة، وبفارق أعلى من الأردن (171) نقطة، واحتل الأردن المرتبة (33) بين هذه الدول، وكانت نتائجه ( 426) نقطة دون المستوى الدولي البالغ (500)؛ أي بفارق أقل (74) نقطة، ويليه في الترتيب دول لبنان والسعودية والمغرب ومصر، ويعد الأردن من الدول الأربعة الأكثر تراجعًا على مستولى العالم بالنسبة للدول المشاركة على المستوى الدولي، حسب التصنيف العالمي للاختبار، وهذه الدول هي ( بتسوانا، إيران، الأردن ، السعودية)، بينما احتلت دولة الإمارات العربية المرتبة المرتبة الأولى عربيًّا في النتائج وبمجموع نقاط ( 477) نقطة؛ أي أقل من المستوى الدولي (33) نقطة دون المتوسط الدولي، تلتها البحرين وقطر وعمان، وحسب التصنيف العالمي فقد تراجع الأردن عن النتائج التي تحققت عام 2011، أما اختبار العلوم للصف الرابع في اختبار (TIMSS ) فلم يشارك الأردن فيه.

وبنظرة تحلية لمشاركة الأردن في هذا الاختبار منذ العام ( 1999 ) حتى العام ( 2015) يلاحظ حجم التراجع الكبير في هذا العام تحديدًا، وتشير النتائج في الشكل أدناه إلا أن النتائج في العام (1999) كانت ( 450)، وفي العام (2003) كانت ( 475)؛ أي ارتفعت بمعدل (25) نقطة ، بينما ارتفعت في العام (2007) لتصل إلى (482)، وكان الأول عربيًّا، وكان التراجع هذا العام عن العام ( 2007) بمعدل (56) نقطة، ثم عادت وانخفضت في العام ( 2011) لتصل إلى ( 449 ) نقطة، ولتنخفض بشكل كبير جدًّا في العام ( 2015)، لتصل إلى (426) نقطة؛ أي بمعدل ( 23) نقطة عن العام (2011)، وهذا أيضًا يستدعي دقَّ ناقوس الخطر وشحذ الهمم وإعادة النظر في كل عناصر المنظومة التعليمية، بدءًا بإدارة النظام حتى مخرجاته؛ ليسترد النظام عافيته حتى لا نبقى تحت وطأة الجعجعة بدون طحن، فالأشكال التالية توضح حجم التراجع.


ويشير الشكل رقم (7) إلى أنه وحسب التصنيف الدولي فإن الأردن من الدول الأربع التي تراجعت في عام 2015 مع كل من ( بوتسونا، ، وإيران، والمملكة العربية السعودية)، كما يشير الشكل إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لدى نصف الدول المشاركة بين نتائج الذكور والإناث في التحصيل، مع وجود (4) دول كانت نتائج الإناث أعلى منها عند الذكور، وبفارق (28) نقطة ، بينما كانت عند الذكور في (5) دول نتائجهم أعلى منها عند الإناث، ولكن في الإجمال لا توجد فروق ذات دلالة عند (20) دولة بين نتائج الذكور والإناث في التحصيل.

كما يشير الشكل حسب متغير الجندر من حيث المشاركة وتوفر المعلومات والتحصيل، إلى أن هناك (8) دول كانت نتائج الطلبة الذكور أعلى منها عند الإناث في عام 2011، بينما كانت في عام 2015 نتائج الطلبة الذكور في (5) دول أعلى منها عند الإناث من بين (12) دولة مشاركة بالإناث، وبالإجمال لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نتائج الطلبة الذكور والإناث يعزي لمتغير الجندر من ضمن الدول الـ(34) المشاركة في عام 2011 وعددها (14) دولة ، أو لدى الدول الـ (17) المشاركة عام 2015.

الشكل(5) نتائج مشاركة الأردن من العام 1999 حتى العام 2015 في اختبار (TIMSS) العلوم للصف الثامن

 
 
الشكل (6) يبين توزيع الدول المشاركة في الاختبار TIMSS ) ( العلوم للصف الثامن
 



الشكل (7) يبين ترتيب الدول، والتنصيف العالمي لها حسب الذكور والإناث وحسب الجندر


 
وفي ضوء التحليل الأولي لنتائج هذا الاختبار، ورغم كل المبادرات الملكية التي أطلقت لتطوير التعليم، والتي لم تَـلْقَ الفهم والتطبيق الصحيحَيْن لها في الميدان التربوي، فإن المسؤولية تتعاظم على جميع المستويات (مؤسسات وأفراد) في التركيز على التغيير الإيجابي في كل عناصر النظام التعليمي في الأردن، بدءًا كما أسلفنا بإدارة النظام ومرورًا بآخر محطة وهي التقييم، بحيث يُـصار إلى تشكيل هيئة وطنية تُعنى بالإشراف المباشر على النظام التعليمي وخططه التي توضع من قبل المختصين التربويين، وألا يترك النظام بأيدي غير المختصين في مجال التربية والتعليم، وهنا لا بد من إعادة النظر والمراجعة الحقيقية من قبل لجنة من المحايدين الذين يمكن للهيئة اختيارهم بعيدًا عن هيمنة المسؤولين في الوزارة؛ ليخرجوا بخطة تطويرية للنظام التعليمي، تتناول عناصر المنظومة التعليمية كافة، وتكون هذه الخطة بمثابة خطة إنقاذ وطني للنظام التعليمي ممَّا أصابه من وَهْن خلال السنوات الأخيرة، وما النتائج الكارثية لمشاركة الأردن في الاختبار الدولي الأخير إلا دليل على ذلك الوَهْن والتخبُّـط والعشوائية التي سيطرت على المنظومة التعليمية كاملةً، وعلى الهيئة أن نضع لها رؤية استشرافية تتسق ورؤية جلالة الملك وجلالة الملكة في تطوير التعليم ، وأن تعيد النظر في تنفيذ المبادرات الملكية التي تشكل الأساس في تطوير المنظومة التعليمية التي فشل القائمون على النظام التعليمي من فهمها أو وضع الخطط الإجرائية لتنفيذها، وتنفيذ توصيات استراتيجية تنمية الموارد البشرية التي تعد المظلة لتطوير منظومة الموارد البشرية ،وعليها أيضا (أي الهيئة) أن تسترشد بالنظم التعليمية العالمية والعربية المتقدمة وآلياتها؛ من حيث التركيز على إعداد الطلاب للـعمل المستقبلي والاندماج في المجتمع، وتحفيزهم على تطوير قدراتهم وتحقيق أفضل النتائج العملية، وكذلك تطوير المناهج الدراسية لتركز على تنمية الإبداع والابتكار والاختراع وتطبيقاته العملية، والانتقال إلى التعليم القائم على مستوى متقدم من التفكير والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي وتنمية المهارات العقلية والعملية لدى الطلبة في ما تعلموه، إضافة إلى تفعيل توظيف التكنولوجيا التفاعلية في الغرف الصفية ومواقف التعلم المختلفة، وتفعيل مواد الرياضة والفنون عموما وغيرها وعليه لا بد أن تكون التقييمات الدولية تعد جزءاً لا يتجزأ من عملية التدريس والتعليم، وأحد المداخل المهمة لتطويره.

كما يمكن الاستفادة من تجربة بعض الدول العالمية والعربية في موضوع استقلال المؤسسة التعليمية لضمان نجاحها، والبدء بتجريبها على عينة من المدارس أو الإدارات، ناهيك عن المحافظة على مكانة المعلم والإعداد والتدريب الذي يجب أن يحصل عليه المعلم، وزيادة المخصصات المالية لتدريب المعلمين، بما يمكنهم من حرية تنظيم العملية الدراسية بما يناسب طلبتهم، وتطبيق ما تعلموه أو تدربوا عليه.

وفي مجال التقييم فيمكن إنشاء محطات تقييمية لكل مرحلة تعليمية أو في نهاية كل مـستوى دراسي، بحيث يتقدَّم الطلبة إلى اختبارات نظرية واختبارات عملية من واقع الحياة، من أجل اختبارهم عمليًّا على مهارات الحياة، وإنشاء نظم المساءلة التعليمية الحقيقية، إضافة إلى تطوير بيئات التعلم لتصبح بيئات جاذبة ومحفزة على التعلم.

وفي ضوء المراجعة الحقيقية للنظام التعليمي ووضعه على سلم الأولويات الحكومية كما يوجه جلالة الملك دائمًا، وتخصيص الموارد المالية اللازمة لتفعيل عناصره، ومحاسبة المُتغوِّلين على الكفاءات العاملة في التعليم في المستويات الإدارية كافة، وإسناد مهمة النظام التعليمي لمختصين من الكفاءات الأردنية التي ساهمت في تطوير النظام وحققت نتائج إيجابية افتخرنا بها على مستوى العالم، ونظر إليها القاصي والداني نظرة احترام، فإن الحديث على نتائج المشاركات الدولية حينها سيكون مختلفًا.



* الكاتب مدير التخطيط والبحث التربوي سابقًا في وزارة التربية والتعليم
تابعو الأردن 24 على google news