النظام السوري والرَّمق الأخير
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : النظام السوري يوشك على السقوط ، بعد مرور ما يقرب من سنتين من الرعب والقتل الأَسود، والتدمير البشع للذات الذي قل نظيره عبر التاريخ القديم والحديث، وسيكون سقوطاً مدوياً بقدر ما بذل من جَهد واستماتة فظيعة للتمسك بكرسي الزعامة، وبقدر ما استحق ذلك من دماء وأشلاء ومعاناة يشيب لها الولدان.
لقد أعلنت روسيا ولأول مرة منذ اشتعال الثورة الشعبية السورية، بأن النظام السوري ما عاد قادراً على السيطرة على الوضع في سورية، وأصبح سقوطه محتملاً، ما يستدعي الاستعداد لترحيل الرعايا الروس، والاستعداد للتحول السياسي بالتعامل مع الوضع الجديد المتوقع في سورية، والبحث عن التفاهم مع الأطراف المختلفة، هذا ما تم التصريح به على لسان مصدر روسي رسمي.
لقد أخطأت روسيا خطأً تاريخياً فاحشاً، سوف يؤدي بشكل حتمي لإنهاء الوجود الروسي في المنطقة كلها، وسوف يمتلئ الشعب السوري ومعظم الشعوب العربية غيظاً وخنقاً على الموقف الروسي الذي انحاز إلى جانب النظام ضد ثورة شعب يريد الحرية والكرامة وحق تقرير المصير، ولقد ضيعت روسيا فرصة ثمينة بالتحالف مع الشعب السوري، وبقية الشعوب العربية الطامحة نحو الديمقراطية ضد القوى الاستعمارية الغربية.
خطأ روسيا لا يقل فداحة عن خطأ إيران في حساباتها الاستراتيجية ،التي تتناقض مع مبادئ الثورة الإيرانية بالوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة والمقهورة ضد الطغاة والمستكبرين المستبدين ، وحرسوا وجودهم بقوة الأجهزة القمعية وفلسفة القتل والتعذيب والإرهاب الممنهج.
سقوط النظام السوري بهذه الطريقة القسرية الدموية العنيفة، سوف يكون بشعاً ومرعباً ، وربما نحن مقدمون على صفحة من الانتقام الدموي البشع، أسهم في تكريسها النظام نفسه كما أسهم فيها الروس والإيرانيون بشكل قوي وحاسم، الذين يشتركون في تحمل مسؤولية كل قطرة دم وكل روح تم ازهاقها على الأرض السورية.
سقوط النظام سوف يؤدي إلى سقوط منهج حكم وفلسفة إدارة استمرت نصف قرن من الزمان، وسوف يسقط معه منظرون وفلاسفة كثيرون، بذلوا جهوداً مضنية من أجل التستر على عورات النظام المستبد ، وتغطية شمس الحقيقة بغرابيل مهترئة وخادعة لم تقو على الصمود أمام وعي الأجيال والجماهير.
الفلسطينيون في سورية الذين أطلوا على المشهد بأنفسهم وأبصروا بعيونهم، "وذاقوا بعض ما ذاق الشعب السوري"، شهودا على ما تم تقديمه لقضيتهم ومستقبلهم من النظام، وليسوا بحاجة إلى ان يخبرهم آخرون من خارج سورية ومن داخلها ومن كتبة النظام بالتاريخ الحقيقي.
المسألة ليست بحاجة إلى مزيد من الجدال، ومزيد من تبادل التهم والشتائم، وذلك عندما يقول أطفال وأيتام سورية كلمتهم، وعندما يقومون بسرد فصول الرواية، كما عاشوها لحظة بلحظة من دون تلقين أو تزوير، وبعيداً عن فصاحة البلغاء وأرقام السحرة، لأن الحقيقة فوق الفصاحة، وفوق كل بلاغة .
العرب اليوم
لقد أعلنت روسيا ولأول مرة منذ اشتعال الثورة الشعبية السورية، بأن النظام السوري ما عاد قادراً على السيطرة على الوضع في سورية، وأصبح سقوطه محتملاً، ما يستدعي الاستعداد لترحيل الرعايا الروس، والاستعداد للتحول السياسي بالتعامل مع الوضع الجديد المتوقع في سورية، والبحث عن التفاهم مع الأطراف المختلفة، هذا ما تم التصريح به على لسان مصدر روسي رسمي.
لقد أخطأت روسيا خطأً تاريخياً فاحشاً، سوف يؤدي بشكل حتمي لإنهاء الوجود الروسي في المنطقة كلها، وسوف يمتلئ الشعب السوري ومعظم الشعوب العربية غيظاً وخنقاً على الموقف الروسي الذي انحاز إلى جانب النظام ضد ثورة شعب يريد الحرية والكرامة وحق تقرير المصير، ولقد ضيعت روسيا فرصة ثمينة بالتحالف مع الشعب السوري، وبقية الشعوب العربية الطامحة نحو الديمقراطية ضد القوى الاستعمارية الغربية.
خطأ روسيا لا يقل فداحة عن خطأ إيران في حساباتها الاستراتيجية ،التي تتناقض مع مبادئ الثورة الإيرانية بالوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة والمقهورة ضد الطغاة والمستكبرين المستبدين ، وحرسوا وجودهم بقوة الأجهزة القمعية وفلسفة القتل والتعذيب والإرهاب الممنهج.
سقوط النظام السوري بهذه الطريقة القسرية الدموية العنيفة، سوف يكون بشعاً ومرعباً ، وربما نحن مقدمون على صفحة من الانتقام الدموي البشع، أسهم في تكريسها النظام نفسه كما أسهم فيها الروس والإيرانيون بشكل قوي وحاسم، الذين يشتركون في تحمل مسؤولية كل قطرة دم وكل روح تم ازهاقها على الأرض السورية.
سقوط النظام سوف يؤدي إلى سقوط منهج حكم وفلسفة إدارة استمرت نصف قرن من الزمان، وسوف يسقط معه منظرون وفلاسفة كثيرون، بذلوا جهوداً مضنية من أجل التستر على عورات النظام المستبد ، وتغطية شمس الحقيقة بغرابيل مهترئة وخادعة لم تقو على الصمود أمام وعي الأجيال والجماهير.
الفلسطينيون في سورية الذين أطلوا على المشهد بأنفسهم وأبصروا بعيونهم، "وذاقوا بعض ما ذاق الشعب السوري"، شهودا على ما تم تقديمه لقضيتهم ومستقبلهم من النظام، وليسوا بحاجة إلى ان يخبرهم آخرون من خارج سورية ومن داخلها ومن كتبة النظام بالتاريخ الحقيقي.
المسألة ليست بحاجة إلى مزيد من الجدال، ومزيد من تبادل التهم والشتائم، وذلك عندما يقول أطفال وأيتام سورية كلمتهم، وعندما يقومون بسرد فصول الرواية، كما عاشوها لحظة بلحظة من دون تلقين أو تزوير، وبعيداً عن فصاحة البلغاء وأرقام السحرة، لأن الحقيقة فوق الفصاحة، وفوق كل بلاغة .
العرب اليوم