jo24_banner
jo24_banner

أنا ابن الحركة الإسلاميّة

د. رحيّل الغرايبة
جو 24 :
أنا ابن الحركة الإسلاميّة، كنت وما زلت، أقول هذا لجميع المحبين والمتسائلين في آن واحد، وأود أن أؤكد لهم أني أشعر بالفخر العميق بانتمائي لفكر الإمام المصلح حسن البنا، والشهيد العملاق سيد قطب، وما أنا إلاّ ثمرة من ثمرات جهدهم الدؤوب هم ومن سار على دربهم خلال عقود من الزمن، وأمتلئ بالعزة عندما أقرأ سيرة أولئك القادة المعاصرين الذين علقوا على أعواد المشانق في مصر عام 1954، وعام 1966، وفي بلاد أخرى كثيرة، وفي مقدمتهم القائد المؤسس الذي قضي برصاص الاغتيال عام 1947م، وما لانت لهم قناة، ولا خمدت لهم عزيمة في السجون والمعتقلات، من أجل إحياء مشروع الأمة الحضاري العربي الإسلامي الكبير، الذي سينقذ البشرية كلها بإذن الله.
أشعر بانتمائي العميق لهذه الجماعة لأنها علمتني أن أنتمي للإسلام العظيم، الذي أعطى الأمة هويتها الجامعة، ورسالتها الفكرية السامية ومشروعها الحضاري الكبير، الذي يرسي معالم العدالة، والتمسك بالحق، وإعلاء شأن الفضيلة، ويبشر بالرحمة والتسامح والصفح الجميل، ويحض على التواضع وحسن التعامل، وبر الوالدين، وحسن الجوار، والرفق بالحيوان، ويجعل النظافة من الإيمان ويرفع شأن العلم والعلماء ويقدس الحرية والكرامة الآدمية، ويدعو إلى التعاون بين جميع أمم الأرض عافية خير البشرية جمعاء.
علمني فكر الجماعة أن حب الأوطان من الإيمان، وأن الأردن والشام كلها أرض مقدسة أفديها بالروح والدم، لا يتعارض ذلك ولا يتناقض مع ديني وإيماني، ولا يتعارض مع إسلامي وعروبتي، فأنا أردني عربي إسلامي إنساني النزعة والمذهب، وحب الوطن ليس تعصباً ولا يمثل نزعة إقليمية، وحب الأهل والعشيرة والقوم من متطلبات الفطرة ولا يتعارض مع الانتماء العقدي والديني بأي وجه من الوجوه.
جماعة "الإخوان المسلمين" فكرة قبل أن تكون تنظيماً أو حزباً، والتنظيم والحزب في خدمة الفكرة، وأداة من أدوات نشرها، وليست الفكرة في خدمة التنظيم والحزب، كما أن الفكرة باقية والأدوات والأشخاص تتغير وتتبدل وتزول، والفكرة ثابتة، والأدوات والأشكال تتطور وتتغير مع تغير الزمان والمكان، والانتماء للفكرة يدعو إلى خدمة الوطن وخدمة الأمة والشعب والمواطن، ولا يحتاج ذلك إلى تشريع وأنظمة وأوامر، والتعاون مع أهل الخير لا يحتاج إلى إذن من أحد، والمبادرة من أجل البناء والإعمار واجب شرعي ووطني وأخلاقي.
عمق الانتماء للفكرة يقتضي الجرأة في النقد والنصيحة، لكل مخطئ، كائناً من كان، ويقتضي الصدع بالحق والجهر به، سواء كان داخل الحركة أو خارجها، فالحق قديم، والحق أحق بالاتباع ويجب الرجوع إليه، ولو طال عليه الأمد، وكثر حوله الركام والزيف، وقول الحق لا يمثل خطورة على جهة أو طرف سوى الفاسدين الذين يخافون كشف فسادهم.
فكر الجماعة الذي يمثل الإسلام بعالميته ورحابته وسعة أفقه وامتداده اللامتناهي، يدعو جميع أعضائها للانطلاق في المجتمع، ومخالطة الناس والبحث عن الأمناء والمخلصين وكل صاحب يد نظيفة من أجل المشاركة في تقديم الخدمة، ومن أجل التعاون معهم على حفظ هذا الوطن ومقدراته، والسعي لردم الفجوة بين مكونات المجتمع وبناء الجسور بين النخب السياسية والفكرية والثقافية، والبحث عن سبل التواصل مع الجمهور بلا حواجز أو جدران أو عوائق.
أقول ذلك لجمع غفير من الأصدقاء والمعارف الذين يكتبون ويتساءلون وذهبت بهم الظنون مذهباً بعيداً، وبعضهم أطلق من الأوصاف والنعوت ما لاحظّ له من الواقع ولا سند له من القول ولا من الفعل، وتسرعوا وتعجلوا في إطلاق الأحكام الجائرة والتهم الجاهزة، وأود أن أبعث الطمأنينة في نفوسهم، بأني أنفر من الشقاق وأهرب من مربع الخلاف إلى أداء واجبي بقدر استطاعتي في خدمة أهلي ووطني وإسلامي العظيم، بما زودتني به الحركة الإسلامية من خبرة وتجربة أعتز بها أيّما اعتزاز، ووجودي في جبهة العمل الإسلامي يحتم عليّ المبادرة والتفكير الدائم في البحث عن نقاط الالتقاء مع أهل الخير داخل الحركة الإسلامية وخارجها، ومن هم خارج إطار الحركة الإسلامية أكثر عدداً وأعظم طاقة وقدرة، تبحث عن أطر واسعة تستوعبها وتوجهها، وتجعل منها قوّة خيّرة فاعلة ومؤثرة.
(العرب اليوم )
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير