رسائل لوضع خطط واجراءات تنفيذية تترجم الرؤية الملكية في الورقة النقاشية السابعة
د. محمد أبو غزلة
جو 24 :
-جلالة الملك السباق كعادته في طرح الرؤى الاستشرافية، وينير الطريق لتطوير قطاعي التعليم العام والتعليم العالي.
-الورقة النقاشية خارطة طريق للقائمين على قطاعات التعليم العام والتعليم العالي والتدريب المهني والتقني لوضع الخطط التنفيذية لترجمة الرؤية الاستشرافية.
-جلالته يحدد "رؤية ورسالة" لقطاع التعليم في الأردن؛ للوصول إلى الريادة والقيادة، وليغدو هذا القطاع أنموذجًا عربيًّا ودوليًّا وبيت خبرة لكل الدول المحيطة والصديقة.
الرؤية الملكية للأردن في قطاع التعليم:
أن يكون الأردن منارة للعلم والمعرفة.
الرسالة: تأهيل المتعلمين لأن يواجهوا تحديات الحياة، وأن يقيموا أعمالا ناجحة، وأن
يمارسوا حرفا قيمة، وأن ينشئوا أسرا متآلفة، وأن يبنوا مجتمعا متماسكا.
الإجراءات التنفيذية لتحقيق الرؤية والرسالة الملكية:
-توجيه المدارس والمعاهد والجامعات لتكون مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة، وأن تكون مختبرات تُكتشف فيها ميول الطلبة، وتُصقل فيها مواهبهم، وتُنمَّى قدراتهم، بحيث تزودهم بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ومواجهة ما فيها من تحديات، والمشاركة في رسم الوجه المشرق لأردن الغد.
ويفهم هنا أن الدعوة إلى إعادة النظر بالتخصصات الأكاديمية في الجامعات والتوسع في التخصصات المهنية التطبيقية والتقنية، واعادة النظر بأسس القبول تراعي القدرات والميول والاستعدادات لدى المتعلمين والتركيز على التعلم ذو المعني المرتبط باحتياجات المجتمع المحلي والعالمي ليتم ربط تعلمهم بالحياة، وتوفير البيئة المحفزة والمعززة للتعلم وفق الحاجات.
-وضع خطط لتنمية المعلمين وتدريبهم وتمكينهم من انتاج طلبة يعرفون كيف يتعلمون، وكيف يفكرون، وكيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول المبدعة لما يستجد من مشاكل ويعرض من عقبات، وذلك من خلال تمكينهم من مهارات التفكير بمستوياته المختلفة ومنها النقدية والتحليلية والابداعية وغيرها، إضافة إلى تمكينهم من مهارات حل المشكلات والمهارات الحياتية، وتوظيفهم لمهارات العلم.
-وضع خطة شمولية لتطوير عناصر المنظومة التعليمية كافة لضمان قدرتها على توسع مدارك الطلبة، وتعميق فكرهم، وإثارة فضولهم، وتقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى العالمية، ويفهم من هذا التوجيه أن تكون عملية التطوير شموليه لتشمل كافة المراحل التعليمية ومسارتها الأكاديمية والمهنية، وعناصر المنظومة التعليمية كافة من مناهج وكتب، و بيئة تعلم ومدرسين وطلبة وفنيين، وحوكمة ، وغيرها.
- ترسيخ إيمانهم القوي، وثقتهم الراسخة، واعتزازهم بهويتهم الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد، ومن هذا التوجيه يفهم أن الماضي العريق وما تركته الاباء والاجداد ودور الحضارة والهوية الاسلامية ، التي استطاعت أن تؤثر في العالم من خلال قيمها الاسلامية السمحة وتواصلها وتفاعلها الإنساني مع الاخرين يجب أن تكون مصدرا ملهما لنا في التعامل والتعايش ، والافتخار به
-بناء شراكات وطنية داخلية وشراكات خارجية لدعم تطوير التعليم ماديا وفنيا والبحث عن مصادر بديلة لضمان توفير تعلم نوعي ، وتوفير البيئة المناسبة المحفزة على التعلم، والملبية للحاجات، والمتوائمة مع متطلبات التنافسية المحلية والعربية والدولية.
-دراسة الأنظمة في الدول المتقدمة، والاستفادة من تجاربها التي أدت إلى تقدم التعليم فيها، وتكييفها وخاصة في مجال العلوم والرياضيات وغيرها.
-الاعتراف بالتحديات والصعوبات وإعلانها؛ والتعاون مع المؤسسات والجهات المعنية لإحداث التغيير المطلوب الذي أصبح هو الثابت الحقيقي في الحياة.
-تحديد احتياجات المتعلمين في ظل التطور المعرفي والتقني، والعمل على تلبيتها واحترام قدراتهم وميولهم، والاعتراف بقدرتهم على التعلم والإبداع وتغيير أدوات التقييم التقليدية.
-وضع خطة لدمج القوى الوطنية والجهات المعنية كافة في تحمل المسؤولية الوطنية في عمليات التطوير، والمشاركة الفاعلة في دعم الخطط وتحديد أدوارها ومسؤولياتها.
-وضع خطة نوعية لاختيار المعلمين واستقطابهم والمحافظة عليهم وتوفير كل السبل التي تمكنهم من إعداد أجيال الغد ؛ لأنهم الأساس في أي عملية تطوير، وهم الاساس في عملية التنمية وتوجيه الطاقات الطلبة واستثمارها .
-وضع الخطط التنفيذية لتوصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية باعتبارها المظلة والموجه لبناء الخطط التنفيذية في محاور التعليم العام والعالي وفي التدريب والتعليم المهني والتقني، وفي هذا التوجيه يفهم منه المحافظة على المؤسسية في عمليات التخطيط والتطوير.
-وضع تصور لاعتماد اللغة العربية ومصادر التراث العربي والإسلامي والعالمي الإنساني؛ لتكون مصدرا وموجها للتفاعل والتغيير والتطوير، ولتعمل عناصر للتواصل الإنساني على تعظيم القواسم المشتركة بين الناس، ونبذ التعصب والتطرف والغلو.
-التوجيه إلى المركز الوطني للمناهج لوضع خطة لتطوير المناهج والكتب المدرسية، واعادة النظر بالأطر العامة للمناهج والكتب المدرسية، وفتح المنافسة لتأليف الكتب المدرسية وإخراجها، والاستفادة من الخبراء والمختصين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدستورية، بحيث تضمن مشاركة مجتمعية واسعة في عملية التطوير، وإدماج مهارات التفكير فيها، وتوظيف مهارات العلم وليصبح محتوى المناهج والكتب المدرسية مرتبطة بالحياة.
-وضع خطة تنفيذية لتدريس اللغات العالمية او تفعيلها، لتمكين الطلبة من الاستفادة منها في الاطلاع على التجارب والممارسات الناجحة والتعلم منها، وتوظيفها ؛ لتبادل المعرفة وإنتاجها، إضافة إلى التركيز على توظيف مهارات لغة العصر التكنولوجية لتمكين المتعلم والمعلم من توليد المعرفة وانتاجها.
وعليه فإنَّ الرؤية الملكية الاستشرافية تدعو القائمين على قطاعات التعليم لوضع الخطط التنفيذية والبدء بإجراءات تنفيذية ملموسة، والعمل دون تردد أو تأخير، واستثمار كل الطاقات البشرية والموارد المتاحة وتوجيهها لتحقيق النهضة التعليمية التي يصبو اليها جلالة الملك عبدالله ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا حفظهما الله، كما أن مجتمعانا الأردني يتوق لهذه النهضة والتي تعد أساس التنمية في بلدنا الحبيب.
* الكاتب مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي سابقاً