مبادرة البناء الوطني والفهم الواسع للإسلام
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : من أهم المواضيع التي أخذت حيزاً كبيراً ومميزاً من الحوارات التي تم إثارتها بمناسبة انطلاق المبادرة الأردنية للبناء التي أطلق عليها "وثيقة زمزم" موضوع الفهم الصحيح للإسلام ودوره المحرك في نهضة الشعوب العربية وثورتها العارمة على منظومة الفساد والاستبداد التي أحكمت قبضتها على بلدان العالم العربي ما يزيد على نصف قرن من الزمان.
المبادرة تطرح المفهوم الواسع للإسلام الذي يشكل الوعاء الحضاري الكبير الذي يتسع لكل النشاط الإنساني الموجّه نحو إعمار الأرض وحفظ توازن الكون بما يعود على كل الموجودات والعوالم بالخير والأمن والسلم والرفاه والعدل.
هذا المفهوم الواسع والكبير يقتضي ممن يبشر بالفكر الإسلامي أن يجعل منه هويّة ثقافية جامعة لكل مكونات الأمة، ولكل الشعوب العربية، بحيث يتسع لكل الأعراق والألوان، ويتسع للأكثرية والأقلية، وألا يشعر أحدٌ بالخوف ممن يقيم في بلدان العرب والمسلمين مهما كان دينه أو مذهبه أو فكره، وألا يشعر أحدٌ بالاغتراب أو فقدان الوزن أو انعدام الدور في الإسهام في بناء وطنه وخدمة دولته.
ومن هذا المنطلق فالمطلوب من الأحزاب والجماعات التي تبشر بالفكر الإسلامي أن تحمل الفكرة ولا تتكئ عليها، ولا يجوز الاستثمار فيها من أجل مكاسب فئوية أو حزبية أو شخصية، ولا يجوز لمن يؤمن بالمرجعية القيميّة الإسلامية للنشاط الثقافي والتشريعي والقانوني، أن يجعل منه مصدراً للخوف أو القلق للمجتمع، وينبغي أن يكون طرح المرجعية الثقافية والقيمية الإسلامية يبعث على الأمن والطمأنينة والسكينة، والشعور بالعدل والمساواة وحفظ الحقوق والحريات الشخصية والعامة.
الفكر الإسلامي يقوم على مجموعة من الركائز والمبادئ القاطعة التي تشكل الأولوية الأولى التي لا خلاف عليها بشكل بات وجمعي، أهمها:
المرتكز الأول: الحريّة، فالإسلام جاء ليحرر البشرية وينزع عنها القيود والأغلال، وتبدأ عملية التحرير بالعقل؛ إذ يجب أن يكون منطلقاً نحو التفكير الحر، والنظر الدائم والوصول إلى الحقائق والقدرة على استعمال المعلومات وتطوير الأدوات والوسائل وامتلاك القوة.
الحرية لا يسبقها أولوية، لأن الإنسان المقهور ليس قادراً على حمل فكرة، ولا بناء وطن ولا خدمة أمة، والإنسان المقهور ليس قادراً على الاستخلاف في الأرض أو إعمار الكون، ومن هنا نفهم قول عمر بن خطاب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
المرتكز الثاني: الكرامة الآدمية، فالإنسان مخلوق مكرّم، كرّمه الله عز وجل بالعقل والإرادة، وكرّمه بحمل الأمانة وأداء الرسالة المتمثلة في خلافة الأرض وإعمار الكون، لما يتمتع به من قدرات متميزة عن كل عوالم الكون، ولذلك كل التشريعات والأنظمة والسلطات يجب أن تهدف إلى حفظ كرامة الإنسان واحترام عقله وإطلاق إرادته وإعلاء شأنه، بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو عرقه أو لونه.
المرتكز الثالث: العدالة، فهذا الإسلام جاء من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل، وترسيخ العدل ونفي الظلم والتعسف، ومحاربة الإثم والعدوان، بين جميع الأفراد، ولقد حرّم الله الظلم على نفسه وعلى عباده، فلا يجوز إلحاق الظلم بإنسان ولا حيوان ولا نبات.
وقد حصر الله الأهداف من مبعث الرسول محمد العربي –صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))، وحرف "إلا"؛ أداة استثناء وحصر في مدلول اللغة العربية، بمعنى أنه لا يجوز طرح الإسلام إلا بمنطق الرحمة لكل عوالم الكون، وقد عاب الله تعالى على من يحمل الإسلام بغلظة وفظاظة وقسوة وخشونة وبغض وكره وحقد وضغينة، وكِبَر وتعالٍ وسوء خلق.العرب اليوم
المبادرة تطرح المفهوم الواسع للإسلام الذي يشكل الوعاء الحضاري الكبير الذي يتسع لكل النشاط الإنساني الموجّه نحو إعمار الأرض وحفظ توازن الكون بما يعود على كل الموجودات والعوالم بالخير والأمن والسلم والرفاه والعدل.
هذا المفهوم الواسع والكبير يقتضي ممن يبشر بالفكر الإسلامي أن يجعل منه هويّة ثقافية جامعة لكل مكونات الأمة، ولكل الشعوب العربية، بحيث يتسع لكل الأعراق والألوان، ويتسع للأكثرية والأقلية، وألا يشعر أحدٌ بالخوف ممن يقيم في بلدان العرب والمسلمين مهما كان دينه أو مذهبه أو فكره، وألا يشعر أحدٌ بالاغتراب أو فقدان الوزن أو انعدام الدور في الإسهام في بناء وطنه وخدمة دولته.
ومن هذا المنطلق فالمطلوب من الأحزاب والجماعات التي تبشر بالفكر الإسلامي أن تحمل الفكرة ولا تتكئ عليها، ولا يجوز الاستثمار فيها من أجل مكاسب فئوية أو حزبية أو شخصية، ولا يجوز لمن يؤمن بالمرجعية القيميّة الإسلامية للنشاط الثقافي والتشريعي والقانوني، أن يجعل منه مصدراً للخوف أو القلق للمجتمع، وينبغي أن يكون طرح المرجعية الثقافية والقيمية الإسلامية يبعث على الأمن والطمأنينة والسكينة، والشعور بالعدل والمساواة وحفظ الحقوق والحريات الشخصية والعامة.
الفكر الإسلامي يقوم على مجموعة من الركائز والمبادئ القاطعة التي تشكل الأولوية الأولى التي لا خلاف عليها بشكل بات وجمعي، أهمها:
المرتكز الأول: الحريّة، فالإسلام جاء ليحرر البشرية وينزع عنها القيود والأغلال، وتبدأ عملية التحرير بالعقل؛ إذ يجب أن يكون منطلقاً نحو التفكير الحر، والنظر الدائم والوصول إلى الحقائق والقدرة على استعمال المعلومات وتطوير الأدوات والوسائل وامتلاك القوة.
الحرية لا يسبقها أولوية، لأن الإنسان المقهور ليس قادراً على حمل فكرة، ولا بناء وطن ولا خدمة أمة، والإنسان المقهور ليس قادراً على الاستخلاف في الأرض أو إعمار الكون، ومن هنا نفهم قول عمر بن خطاب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
المرتكز الثاني: الكرامة الآدمية، فالإنسان مخلوق مكرّم، كرّمه الله عز وجل بالعقل والإرادة، وكرّمه بحمل الأمانة وأداء الرسالة المتمثلة في خلافة الأرض وإعمار الكون، لما يتمتع به من قدرات متميزة عن كل عوالم الكون، ولذلك كل التشريعات والأنظمة والسلطات يجب أن تهدف إلى حفظ كرامة الإنسان واحترام عقله وإطلاق إرادته وإعلاء شأنه، بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو عرقه أو لونه.
المرتكز الثالث: العدالة، فهذا الإسلام جاء من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل، وترسيخ العدل ونفي الظلم والتعسف، ومحاربة الإثم والعدوان، بين جميع الأفراد، ولقد حرّم الله الظلم على نفسه وعلى عباده، فلا يجوز إلحاق الظلم بإنسان ولا حيوان ولا نبات.
وقد حصر الله الأهداف من مبعث الرسول محمد العربي –صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))، وحرف "إلا"؛ أداة استثناء وحصر في مدلول اللغة العربية، بمعنى أنه لا يجوز طرح الإسلام إلا بمنطق الرحمة لكل عوالم الكون، وقد عاب الله تعالى على من يحمل الإسلام بغلظة وفظاظة وقسوة وخشونة وبغض وكره وحقد وضغينة، وكِبَر وتعالٍ وسوء خلق.العرب اليوم