مواجهة التطرف
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : من البديهيات التي لا تحتاج إلى كثير جدال أو مماحكة، أنّ التطرف ظاهرة غير منعزلة عن الأداءات السياسية، وبيئة الظلم الفاحش التي أوجدتها الأنظمة القمعية المتسلطة، التي تقبض على مقاليد الحكم والسلطة في كثير من البلدان التي تشهد نموّ ظاهرة التطرف الديني أو المذهبي أو الجهوي.
اللجوء إلى استخدام العنف في فرض الآراء السياسية أو المعتقدات الدينية أو المذاهب الفكرية هو وليد ثقافة رد الفعل التلقائي من الأطراف السياسية التي تملك السلطة والقوّة والتي تلجأ إلى التمسك بكرسي الحكم الذي وصلت إليه بالقوة والعنف وعبر طريق معوجَّة بعيدة عن الطريق الشرعي الصحيح القائم على شرعية الاختيار الشعبي.
كلّ القادمين إلى الحكم والسلطة عبر الانقلابات العسكرية والمجازر الدموية، حتى لو تلبست باسم الثورة أو الحزبية، ما هي إلاّ لون من ألوان الاغتصاب والجريمة السياسية التي امتهنت ترويع الخصوم وتخويف المنافسين عبر السجون والمعتقلات والتضييق في الرزق، واتّباع منهج إبعاد الآخر عن المشاركة في السلطة ومواقع القرار، ممّا يجعل الطرف الآخر أو الأطراف المنافسة التي وقعت تحت سياط الظلم وتعرضت للعسف والإبعاد والإقصاء أن تذهب إلى الأسلوب نفسه الذي يتعامل به أصحاب السلطة.
إنّ ظاهرة التطرف واستخدام العنف التي تحتاج إلى معالجة عالمية، ينبغي أن تسبقها دراسات ومراجعات عادلة، تقف على أسباب الظاهرة وعواملها وتستطيع الوصول إلى التشخيص الدقيق المفضي إلى العلاج الصحيح البعيد عن استخدام العنف مرةً أخرى، والذي لن يؤدي إلاّ إلى مزيد من الإحساس بالظلم ومزيد من الغضب ومزيد من ردة الفعل الأكثر عنفاً والأكثر حنقاً والأكثر تطرفاً.
ما زالت الدول الكبرى الغربية والشرقية تتعامل بأسلوب القوّة واستخدام المزيد من العنف عبر استراتيجية السحق التي تنال شرائح واسعة من المدنيين وتؤدي إلى مزيد من التدهور لبعض الدول ومزيد من التفكك لبعض الشعوب ومزيد من منسوب القتل والدماء الذي يغذّي ظاهرة التطرف ويؤدي إلى مزيد من الظواهر العنفية التي لا حدود لها.
تشجيع العالم للجزائر التي أقدمت على مذبحة مروّعة من أجل إنقاذ الرهائن التي أدت إلى فناء الرهائن جميعاً مع خاطفيهم ما هو إلى استغراق في المنهج الخاطئ الذي يشبع غرور المتغطرسين من الساسة والقادة العسكريين الأغبياء الذين لا يقيمون وزناً للإنسان خاصة إذا كان من عداد الشعوب الإسلامية ومن الشرقيين عموماً.
إنّ الدليل الأبرز على عقم هذا المنهج أنّ امريكا ومعها كل دول حلف الناتو، وتنخرط معها دول كثيرة في تحالف ضد ما يسمّى "بالإرهاب" قد سلخت (12) عاماً في قتالٍ شرس وطويل ضد طالبان في أفغانستان، وقد أسفرت هذه المعارك الطويلة عن قتل الملايين من الأفغان، وإنشاء جيل من الأيتام والمشردين والمعاقين، وإنشاء بيئة اجتماعية مشوّهة سوف تكون عبئاً على البشريّة، ومع ذلك سوف تنسحب أمريكا ودول حلف الناتو والدول الأخرى، وسوف تعود طالبان إلى الحكم مرة أخرى؛ لأنّها ما زالت هي القوة الأكثر بروزاً على الساحة الأفغانية.
من أفضل وسائل محاربة التطرف والعنف أن تعمد أمريكا وروسيا وكل الدول الكبرى إلى التخلّي عن الروح الاستعمارية البغيضة وأن تكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن تتخلى عن منطق الوصاية على الشعوب المستضعفة والفقيرة، ويجب أن تكف عن مساندة الأنظمة المستبدة والفاسدة، كما يجب أن تتخلّى عن ازدواجية المعايير، في التعامل مع قضايا العالم.العرب اليوم
اللجوء إلى استخدام العنف في فرض الآراء السياسية أو المعتقدات الدينية أو المذاهب الفكرية هو وليد ثقافة رد الفعل التلقائي من الأطراف السياسية التي تملك السلطة والقوّة والتي تلجأ إلى التمسك بكرسي الحكم الذي وصلت إليه بالقوة والعنف وعبر طريق معوجَّة بعيدة عن الطريق الشرعي الصحيح القائم على شرعية الاختيار الشعبي.
كلّ القادمين إلى الحكم والسلطة عبر الانقلابات العسكرية والمجازر الدموية، حتى لو تلبست باسم الثورة أو الحزبية، ما هي إلاّ لون من ألوان الاغتصاب والجريمة السياسية التي امتهنت ترويع الخصوم وتخويف المنافسين عبر السجون والمعتقلات والتضييق في الرزق، واتّباع منهج إبعاد الآخر عن المشاركة في السلطة ومواقع القرار، ممّا يجعل الطرف الآخر أو الأطراف المنافسة التي وقعت تحت سياط الظلم وتعرضت للعسف والإبعاد والإقصاء أن تذهب إلى الأسلوب نفسه الذي يتعامل به أصحاب السلطة.
إنّ ظاهرة التطرف واستخدام العنف التي تحتاج إلى معالجة عالمية، ينبغي أن تسبقها دراسات ومراجعات عادلة، تقف على أسباب الظاهرة وعواملها وتستطيع الوصول إلى التشخيص الدقيق المفضي إلى العلاج الصحيح البعيد عن استخدام العنف مرةً أخرى، والذي لن يؤدي إلاّ إلى مزيد من الإحساس بالظلم ومزيد من الغضب ومزيد من ردة الفعل الأكثر عنفاً والأكثر حنقاً والأكثر تطرفاً.
ما زالت الدول الكبرى الغربية والشرقية تتعامل بأسلوب القوّة واستخدام المزيد من العنف عبر استراتيجية السحق التي تنال شرائح واسعة من المدنيين وتؤدي إلى مزيد من التدهور لبعض الدول ومزيد من التفكك لبعض الشعوب ومزيد من منسوب القتل والدماء الذي يغذّي ظاهرة التطرف ويؤدي إلى مزيد من الظواهر العنفية التي لا حدود لها.
تشجيع العالم للجزائر التي أقدمت على مذبحة مروّعة من أجل إنقاذ الرهائن التي أدت إلى فناء الرهائن جميعاً مع خاطفيهم ما هو إلى استغراق في المنهج الخاطئ الذي يشبع غرور المتغطرسين من الساسة والقادة العسكريين الأغبياء الذين لا يقيمون وزناً للإنسان خاصة إذا كان من عداد الشعوب الإسلامية ومن الشرقيين عموماً.
إنّ الدليل الأبرز على عقم هذا المنهج أنّ امريكا ومعها كل دول حلف الناتو، وتنخرط معها دول كثيرة في تحالف ضد ما يسمّى "بالإرهاب" قد سلخت (12) عاماً في قتالٍ شرس وطويل ضد طالبان في أفغانستان، وقد أسفرت هذه المعارك الطويلة عن قتل الملايين من الأفغان، وإنشاء جيل من الأيتام والمشردين والمعاقين، وإنشاء بيئة اجتماعية مشوّهة سوف تكون عبئاً على البشريّة، ومع ذلك سوف تنسحب أمريكا ودول حلف الناتو والدول الأخرى، وسوف تعود طالبان إلى الحكم مرة أخرى؛ لأنّها ما زالت هي القوة الأكثر بروزاً على الساحة الأفغانية.
من أفضل وسائل محاربة التطرف والعنف أن تعمد أمريكا وروسيا وكل الدول الكبرى إلى التخلّي عن الروح الاستعمارية البغيضة وأن تكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأن تتخلى عن منطق الوصاية على الشعوب المستضعفة والفقيرة، ويجب أن تكف عن مساندة الأنظمة المستبدة والفاسدة، كما يجب أن تتخلّى عن ازدواجية المعايير، في التعامل مع قضايا العالم.العرب اليوم