jo24_banner
jo24_banner

الصبر ولعبة تقطيع الوقت

م. أشرف عمايرة
جو 24 :

ما زالت الدولة تتعثر في خطواتها الاصلاحية عندما تتجه نحو تنفيذ ما تقوله، فمحصلة مخرجات العملية السياسية لم تنقل البلاد من المربع الأول. الملفات الاساسية ما زالت عالقة: الفساد وقضاياه الكبرى .. الازمة الاقتصادية الخانقة وضعف الثقة بين المواطن والدولة .. وحالة الاستعصاء في فرز نخب سياسية قادرة على اعادة بناء هذه الثقة مستمرة، والعملية الانتخابية افرزت مجلسا نيابيا تشير استطلاعات الرأي ان الشارع ينظر إليه بسلبية عالية، ولا يمكن الركون إليه شعبيا لخلق حالة فارقة. خاصة في ظل كتل نيابية هشة يحتمل عقدها ان ينفرط امام اول منعطف مصلحي بين الاعضاء.

في الزاوية الاخرى، ينشغل الاخوان المسلمون بمعالجة آثار "جدلين" على صفوفهم: مبادرة "زمزم" وجس نبض غير رسمي لامكانية قبول الحركة لتشكيل الحكومة، هذان الجدلان فرضا آثارهما على الحراك في الشارع، فيما تتعاظم هواجس القوى الفاعلة في الشارع من ثنائية النظام والاخوان، تتحرك هي الاخرى نحو عناوين جامعة كالدولة المدنية والمواطنة في محاولة لقطع مسافات في خلق توافق مجتمعي عريض. مرت الاسابيع الثلاث الماضية هادئة ومترقبة.

اختار مركز صنع القرار التعامل مع الحال الراهن وفقا لمنهجية تقطيع الوقت وتدوير الازمة والنخب مفضلا عدم المغامرة بزج لاعبين جدد والاكتفاء بخيارات "الصندوق" ذاته! كل ذلك يتم والعيون تنتظر ما قد تتنجه الظروف الاقليمية من انعكاسات في الشأن الداخلي.

في حين تتكرس قناعة عامة ان وصفات "الدولة" الاصلاحية غير قابلة للتطبيق في ظل وجود كثير من اللاعبين الحاليين في مطبخ القرار السياسي. تذهب قراءة البعض للمشهد إلى غياب الارادة الاصلاحية في المكون العميق للدولة. هذا المكون يعمل على انتاج مشهد بعناوين اصلاحية وتفاصيل معاكسة تكرس الواقع وتحافظ على قواعد اللعبة على ما كانت عليه دائما.

امام جمود المشهد على الجميع الكف عن امتهان "المراوحة" والتقاط اللحظة والعمل على تشكيل حكومة انقاذ وطني تضع خارطة طريق زمنية لاصلاح "توافقي" . لعبة تقطيع الوقت والرهان على الصبر الذي يتسم به الاردنيون إفلاس سياسي ومغامرة خطرة تعظم الاحتقان. السأم ملمح بارز على الوجوه .

تابعو الأردن 24 على google news