المهمة الأولى للأحزاب والتجمعات السياسيّة
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : ينبغي أن ندرك أنّ المجتمعات كلها تختزن طاقاتها وكفاءاتها وقدراتها، والفرق بين مجتمع وآخر يتمثل في القدرة على تفعيل الطاقات التي يختزنها وتوظيف الكفاءات التي يمتلكها وتنمية ما لديه من قدرات وتأهيلها بطرق فعالة ومنتجة ومتطورة، وهذه وظيفة القيادة الناجحة من حكومات ومؤسسات وأحزاب وجماعات وهيئات وشخصيات وكل من هو في درجات المسؤولية.
الأحزاب السياسية والتجمعات المدنية تتحمل المسؤولية الأكبر في إدراك هذه الأوليّة والانخراط في هذه المهمة بشكل حقيقي وبثقل واضح من أجل استنهاض المجتمع وزيادة فاعليته من خلال إتقان عملية البحث عن العقليات المبدعة والشخصيات القيادية التي تتقن إدارة دفّة التغيير وتفعيل عملية الاصلاح وتجميع الطاقات، لزيادة منسوب الفاعلية الجمعيّة المجتمعيّة، على طريق السير الحثيث نحو التمكين المجتمعي المطلوب ومواصلة عملية التغيير المستمرة نحو الإصلاح.
عندما تتحول الأحزاب إلى أشكال وقوالب وصور، ويصبح الحزب عبارة عن زعيم يلتف حوله مجموعة من الاتباع الذين ينتظرون أوامره، وتصبح التكتلات السياسية عبارة عن كتل اجتماعية معطلّة تنتظر ما يصدر اليها من قرارات وإشارات تكون المهمة عندئذ مقلوبة تماماً، فبدلاً من تفعيل الطاقات واستثمار الكفاءات تصبح النتيجة تعطيل للطاقات وقتل الإبداعات، وتفريغ المجتمع من القيادات الفاعلة المنتجة وإبطال دورها في المجتمع!!
من أكثر الأمراض التي أصابت معظم الأحزاب والتجمعات السياسية في العالم العربي أنها أصبحت صورة مشوهة عن الأنظمة الحاكمة والدول الفاشلة، فالحزب حزب الرجل الواحد، ويملك الزعيم السلطة القاهرة على أتباعه، بالطريقة التي يملكها زعيم الدولة، بل أشد صرامة وأكثر التزاماً بمبدأ السمع والطاعة، وتحولت الأحزاب السياسية إلى جيوش مصغّرة، قادة وجنود، وما على الجنود إلاّ المكوث في البيوت والثكنات، ينتظرون الأمر القادم من الجهات العليا كل أسبوع أو أسبوعين أو شهر بالتجمع لسماع التوجيهات الفوقية ونسيت دورها الأصيل.
لقد تحولت الأحزاب من أفكار فاعلة نشطة ينبغي أن تنتشر في المجتمع من أجل زيادة مساحة الوعي، وزيادة القدرة الفردية لكل شخص على التفكير والعمل وزيادة فاعلية في المجتمع في عملية الإصلاح الشامل وزيادة منسوب الخير، وإتقان الوظيفة الاجتماعية إلى أطر ضيقة وقوالب جافة فولاذية منعزلة، وشلل وطوائف، تعمل لمصلحة ذاتها، وتتنافس في تحصيل المكاسب الذاتية والفئوية، ولذلك نجدها تتناقص ويتضاءل أثرها في المجتمع، وابتعدت كثيراً عن الغايات التي أنشئت من أجلها، ونسيت أنها روح تسري في الأمة، وأنها وجدت من أجل أن تعمل على إحياء الأمة وتمكين المجتمع.
نحن جميعاً بحاجة إلى مراجعة، ووقفة تقويميّة علمية منهجية، نعود من خلالها إلى الفكرة الجوهرية وإلى منهجية الإحياء والفاعلية في الأمة والعودة إلى الغايات الكبيرة والسقوف العالية التي ترى أن الأوطان أكبر من الأحزاب و من الجماعات و من العائلات و من الأشخاص، وأن المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة، وينبغي أن نعلم يقيناً أن الأحزاب والتجمعات عبارة عن أدوات لخدمة الفكرة وليست الفكرة لخدمة الأحزاب، كما أنها أدوات لخدمة الوطن، وليس الوطن في خدمة الأحزاب والأشخاص وشعارنا جميعاً: "نموت ويحيا الوطن"، وهذا الشعار ليس من باب المزاودة، وليس من باب المجاملة والمراوغة، وإنما هي حقيقة منبثقة من رحم العقيدة ويعضدها النص والعقل.العرب اليوم
الأحزاب السياسية والتجمعات المدنية تتحمل المسؤولية الأكبر في إدراك هذه الأوليّة والانخراط في هذه المهمة بشكل حقيقي وبثقل واضح من أجل استنهاض المجتمع وزيادة فاعليته من خلال إتقان عملية البحث عن العقليات المبدعة والشخصيات القيادية التي تتقن إدارة دفّة التغيير وتفعيل عملية الاصلاح وتجميع الطاقات، لزيادة منسوب الفاعلية الجمعيّة المجتمعيّة، على طريق السير الحثيث نحو التمكين المجتمعي المطلوب ومواصلة عملية التغيير المستمرة نحو الإصلاح.
عندما تتحول الأحزاب إلى أشكال وقوالب وصور، ويصبح الحزب عبارة عن زعيم يلتف حوله مجموعة من الاتباع الذين ينتظرون أوامره، وتصبح التكتلات السياسية عبارة عن كتل اجتماعية معطلّة تنتظر ما يصدر اليها من قرارات وإشارات تكون المهمة عندئذ مقلوبة تماماً، فبدلاً من تفعيل الطاقات واستثمار الكفاءات تصبح النتيجة تعطيل للطاقات وقتل الإبداعات، وتفريغ المجتمع من القيادات الفاعلة المنتجة وإبطال دورها في المجتمع!!
من أكثر الأمراض التي أصابت معظم الأحزاب والتجمعات السياسية في العالم العربي أنها أصبحت صورة مشوهة عن الأنظمة الحاكمة والدول الفاشلة، فالحزب حزب الرجل الواحد، ويملك الزعيم السلطة القاهرة على أتباعه، بالطريقة التي يملكها زعيم الدولة، بل أشد صرامة وأكثر التزاماً بمبدأ السمع والطاعة، وتحولت الأحزاب السياسية إلى جيوش مصغّرة، قادة وجنود، وما على الجنود إلاّ المكوث في البيوت والثكنات، ينتظرون الأمر القادم من الجهات العليا كل أسبوع أو أسبوعين أو شهر بالتجمع لسماع التوجيهات الفوقية ونسيت دورها الأصيل.
لقد تحولت الأحزاب من أفكار فاعلة نشطة ينبغي أن تنتشر في المجتمع من أجل زيادة مساحة الوعي، وزيادة القدرة الفردية لكل شخص على التفكير والعمل وزيادة فاعلية في المجتمع في عملية الإصلاح الشامل وزيادة منسوب الخير، وإتقان الوظيفة الاجتماعية إلى أطر ضيقة وقوالب جافة فولاذية منعزلة، وشلل وطوائف، تعمل لمصلحة ذاتها، وتتنافس في تحصيل المكاسب الذاتية والفئوية، ولذلك نجدها تتناقص ويتضاءل أثرها في المجتمع، وابتعدت كثيراً عن الغايات التي أنشئت من أجلها، ونسيت أنها روح تسري في الأمة، وأنها وجدت من أجل أن تعمل على إحياء الأمة وتمكين المجتمع.
نحن جميعاً بحاجة إلى مراجعة، ووقفة تقويميّة علمية منهجية، نعود من خلالها إلى الفكرة الجوهرية وإلى منهجية الإحياء والفاعلية في الأمة والعودة إلى الغايات الكبيرة والسقوف العالية التي ترى أن الأوطان أكبر من الأحزاب و من الجماعات و من العائلات و من الأشخاص، وأن المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة، وينبغي أن نعلم يقيناً أن الأحزاب والتجمعات عبارة عن أدوات لخدمة الفكرة وليست الفكرة لخدمة الأحزاب، كما أنها أدوات لخدمة الوطن، وليس الوطن في خدمة الأحزاب والأشخاص وشعارنا جميعاً: "نموت ويحيا الوطن"، وهذا الشعار ليس من باب المزاودة، وليس من باب المجاملة والمراوغة، وإنما هي حقيقة منبثقة من رحم العقيدة ويعضدها النص والعقل.العرب اليوم