تحية إلى الدكتور عقروق في فلوريدا
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : أجد نفسي مديناً لهذه الشخصية العربية التي تعيش حياة الاغتراب عن الوطن، ولكن الوطن يعيش في قلبه وعقله ووجدانه، من خلال تتبع الأخبار والمقالات في الجرائد والصحف العربية، ثم يتفاعل معها بملء جوانحه، ومنذ أن واظبت على الكتابة في صحيفة "العرب اليوم"، لم أجده يوماً إلاّ وقد كتب تعليقاً رزيناً عميقاً، يتسم بالجدية والعلمية والهدوء، والمنهجية الحضارية الراقية، وأصبحت على انتظار دائم لتعليقاته الدؤوبة، وأعيد قراءتها مرة ومرة.
الدكتور عقروق يتمتع بحسن عروبي عميق، إضافة إلى انتماء أصيل للمشروع الحضاري الاسلامي الكبير،رغم أنه صرّح بأنه مسيحي عربي أرثوذكسي، ولكنه على درجة واسعة من الاطلاع والفهم لمضامين الاسلام العميقة، ومبادئه الواسعة وقواعده الراسخة التي تخاطب العقل الانساني وتكرّم الجنس البشري، ويشعر بالفخر بأن الرسول محمد عربي، ولغة القرآن عربية، وجاء الاسلام على قدر مع العروبة ليعبّر عن هذا التوافق الفطري، ويرفع من شأن الأمة العربية ويجعلهم أمة رسالة وقيم ومضمون حضاري يتسم بأرفع درجات الكمال والرقي البشري.
تحية إلى كل الذين ينتمون إلى أمتهم هذا الانتماء الحضاري العريق، الذي يقف على المعاني والمضامين، ولا يقف على الأشكال والمظاهر التي تفيض تعصباً مذموماً وتمييزاً عرقيّاً عنصرياً مرفوضاً، وتحية أكبر إلى المتمسكين بعروبيتهم ومشروعهم الحضاري القيمي العظيم في قلب الغربة وخلف البحار، وفي أعماق عواصم الحضارة الغربية المادية الحديثة التي أبهرت كثيراً من أبناء العروبة والإسلام وأدت بهم إلى الانسلاخ عن أمتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم!!
ما أوّد الاشارة اليه باهتمام هو ذلك المنهج العلمي في قراءة النصوص بانفتاح ودون خلفيات سابقة وانطباعات غير علمية، تحجب المعنى المراد بقصد أو دون قصد، وهنا أود أن أعبّر عن حزني العميق وألمي المبرح من القراءة المنقوصة، ومن المنهجية البائسة التي يسلكها بعض من ينتسب إلى الحراك السياسي أو ممن يحاولون الظهور بلون الثورة الغاضبة، فيجيد الشتم وإطلاق الالفاظ البذيئة وتوزيع الاتهامات، ولا يجيد القراءة ولا الفهم، ولا يجيد الكلام ولا الكتابة، والأدهى من ذلك أنه يلبّس كلامه ثوب النصيحة أو رسالة المحبة، وفي الوقت نفسه يسلك مسلكاً فجاً على غاية من القبح والرداءة، ويجد بعض الصحف التي تهلل وترحب وتنشر..!!
أصبحت أكثر قناعة بذلك الرأي القائل أن أزمتنا الحقيقية الأولى هي أزمة قيم وأخلاق وسلوك، قبل أن تكون أزمة سياسية أو اقتصادية، وأن كل المجتمعات التي سلكت سبيل النهوض، ابتدأت من مربع القيم والتربية والتعليم والتهذيب، واكتساب قدرات التفكير، واستخدام العقل بطريقة صحيحة واكتساب المنهج العلمي كأسلوب حياة وتعامل مع عناصر الوجود ولذلك لا بد من الاتفاق على إعادة بناء الانسان، بناءً صحيحاً على الصعيد العقلي والوجداني والروحي والبدني، ويجب الالتفات بشكل فوري إلى الأجيال الجديدة، حتى لا تستمر في السير في صحراء التيه والضياع والذهاب إلى المجهول!
من المهم جداً أن نختصر الوقت والجهد، ونعمد إلى إيجاد المناهج التربوية والعلمية القادرة على استيعاب هذه المعاني، وهذا يحتاج إلى توافق يصل إلى مرتبة الإجماع الوطني، المسبوق بحوار شعبي رسمي واسع وممنهج، بعيداً عن أسلوب المناكفات وحوار الطرشان الذي لن يفضي إلاّ إلى مزيد من التأزيم ومزيداً من ضياع الوقت وتبديد الجهود،، وتعظيم الفجوة بين مكونات المجتمع، وإعاقة التقدم في مشروع الاصلاح الوطني، وذلك عندما يتم الاقتصار على التفنن في وصف الواقع ويتم الابتعاد عن طرح المبادرات وإيجاد البدائل التي تتعامل مع الواقع بكفاءة واقتدار.العرب اليوم
الدكتور عقروق يتمتع بحسن عروبي عميق، إضافة إلى انتماء أصيل للمشروع الحضاري الاسلامي الكبير،رغم أنه صرّح بأنه مسيحي عربي أرثوذكسي، ولكنه على درجة واسعة من الاطلاع والفهم لمضامين الاسلام العميقة، ومبادئه الواسعة وقواعده الراسخة التي تخاطب العقل الانساني وتكرّم الجنس البشري، ويشعر بالفخر بأن الرسول محمد عربي، ولغة القرآن عربية، وجاء الاسلام على قدر مع العروبة ليعبّر عن هذا التوافق الفطري، ويرفع من شأن الأمة العربية ويجعلهم أمة رسالة وقيم ومضمون حضاري يتسم بأرفع درجات الكمال والرقي البشري.
تحية إلى كل الذين ينتمون إلى أمتهم هذا الانتماء الحضاري العريق، الذي يقف على المعاني والمضامين، ولا يقف على الأشكال والمظاهر التي تفيض تعصباً مذموماً وتمييزاً عرقيّاً عنصرياً مرفوضاً، وتحية أكبر إلى المتمسكين بعروبيتهم ومشروعهم الحضاري القيمي العظيم في قلب الغربة وخلف البحار، وفي أعماق عواصم الحضارة الغربية المادية الحديثة التي أبهرت كثيراً من أبناء العروبة والإسلام وأدت بهم إلى الانسلاخ عن أمتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم!!
ما أوّد الاشارة اليه باهتمام هو ذلك المنهج العلمي في قراءة النصوص بانفتاح ودون خلفيات سابقة وانطباعات غير علمية، تحجب المعنى المراد بقصد أو دون قصد، وهنا أود أن أعبّر عن حزني العميق وألمي المبرح من القراءة المنقوصة، ومن المنهجية البائسة التي يسلكها بعض من ينتسب إلى الحراك السياسي أو ممن يحاولون الظهور بلون الثورة الغاضبة، فيجيد الشتم وإطلاق الالفاظ البذيئة وتوزيع الاتهامات، ولا يجيد القراءة ولا الفهم، ولا يجيد الكلام ولا الكتابة، والأدهى من ذلك أنه يلبّس كلامه ثوب النصيحة أو رسالة المحبة، وفي الوقت نفسه يسلك مسلكاً فجاً على غاية من القبح والرداءة، ويجد بعض الصحف التي تهلل وترحب وتنشر..!!
أصبحت أكثر قناعة بذلك الرأي القائل أن أزمتنا الحقيقية الأولى هي أزمة قيم وأخلاق وسلوك، قبل أن تكون أزمة سياسية أو اقتصادية، وأن كل المجتمعات التي سلكت سبيل النهوض، ابتدأت من مربع القيم والتربية والتعليم والتهذيب، واكتساب قدرات التفكير، واستخدام العقل بطريقة صحيحة واكتساب المنهج العلمي كأسلوب حياة وتعامل مع عناصر الوجود ولذلك لا بد من الاتفاق على إعادة بناء الانسان، بناءً صحيحاً على الصعيد العقلي والوجداني والروحي والبدني، ويجب الالتفات بشكل فوري إلى الأجيال الجديدة، حتى لا تستمر في السير في صحراء التيه والضياع والذهاب إلى المجهول!
من المهم جداً أن نختصر الوقت والجهد، ونعمد إلى إيجاد المناهج التربوية والعلمية القادرة على استيعاب هذه المعاني، وهذا يحتاج إلى توافق يصل إلى مرتبة الإجماع الوطني، المسبوق بحوار شعبي رسمي واسع وممنهج، بعيداً عن أسلوب المناكفات وحوار الطرشان الذي لن يفضي إلاّ إلى مزيد من التأزيم ومزيداً من ضياع الوقت وتبديد الجهود،، وتعظيم الفجوة بين مكونات المجتمع، وإعاقة التقدم في مشروع الاصلاح الوطني، وذلك عندما يتم الاقتصار على التفنن في وصف الواقع ويتم الابتعاد عن طرح المبادرات وإيجاد البدائل التي تتعامل مع الواقع بكفاءة واقتدار.العرب اليوم