إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : من أعظم الآيات القرآنية التي رسمت منهجاً فريداً متميزاً في التعامل مع الأخبار الصادرة والواردة التي تملأ الفضائيات الاعلاميّة هي هذه الآية: "يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، أن تصيبوا قوماً بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
لقد رسمت هذه الآية منهج التبين والتثبت من صدق الأقوال وصحة ما يأتي من أخبار، لأنه ليس كل ما يقال وينقل صحيحاً أو دقيقاً أو كاملاً، فبعضها مختلق لا أساس له من الصحة، وبعضها أخبار منتقصة وأقوال مبتورة ومجتزأة من سياقها على طريقة الشاعر الخبيث القائل: "قال تعالى ويل للمصلين، ولم يقل ويل للسكارى".
من أخطر ألاعيب بعض الاعلاميين ووسائل الاعلام هو خلق انطباعات مغلوطة وغير صحيحة، من خلال اجتزاء بعض التصريحات، وتلفيق بعض الأقوال بطريقة خادعة ومضللة، وهذا منهج غالب ومتبع من نفر متطفل على مهنة الصحافة، يخون الأمانة ويجني على الحقيقة ويهدر المهنية الصحفية، من أجل دريهمات أحياناً، أو من أجل اشباع شهوة الانتقام المتأصلة في نفسه أحياناً أخرى.
المشكلة الأكبر في المتلقين الذين يقعون ضحية هذا الخداع والتضليل ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة، والتحري عن الخبر الصادق، والتثبت من صحة المنقولات، ويقعون أسرى للانطباع الأول الذي يرسمه صاحب الخبر، مع أن طرق الاتصال الحديثة والمتطورة سهلت على الناس مهمة التحري والبحث والوقوف على الحقائق.
الأصل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن تكون متمسكة بثقافة التثبت والتبين، وثقافة حسن الظن إلاّ إذا جاء ما ينقضه بما لا يدع مجالاً للشك، والأصل التمسك بثقافة عدم المسارعة في الاتهام والقذف بالباطل والخوض في الأعراض، وذلك لأننا أبناء حضارة الاسلام المستمدة من القرآن العظيم الذي أوجب على السامع مبدأ "التثبت" بطريقة الفرض القاطع، وأوجب القرآن عقوبة القذف على الذين يتهمون الناس ظلماً وزوراً دون بينة.
من أكثر الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي أصيبت فيها مجتمعاتنا غياب المنهج العلمي عن العقلية العربية، وغياب أسس التعامل السليم مع الحقائق والنقولات، والوقوع في الظلم وممارسة الاغتيال الاجتماعي بكل سهولة.
لقد أتقن بعض الناس أسلوب اغتيال الخصم، وتشويه صورة المخالف، من أجل تلميع شخصياتهم وحصولهم على لعاعة من الدنيا، من خلال استغلال الحالة المرضية التي تسود مجتمعاتنا ومن خلال كثرة البلهاء الذين يرددون ما يسمعون بلا تثبت أو تبين ومن خلال الذين يتلقون بأفواههم، كما وصفهم القرآن في حادثة الإفك.
تكون المصيبة أكثر فداحة عندما يقع بعض الاصدقاء ضحية الأخبار المنقوصة والإشاعات الكاذبة، دون أن يتملكهم حس المسؤولية الأدبية بامتثال الأمر الذي يقضي بمساع صاحب الشأن وهو أمر سهل وميسور، ولا يُسعفهم قليل من الوّد من أجل الانتظار لسماع صاحب العلاقة وبكل بساطة.العرب اليوم
لقد رسمت هذه الآية منهج التبين والتثبت من صدق الأقوال وصحة ما يأتي من أخبار، لأنه ليس كل ما يقال وينقل صحيحاً أو دقيقاً أو كاملاً، فبعضها مختلق لا أساس له من الصحة، وبعضها أخبار منتقصة وأقوال مبتورة ومجتزأة من سياقها على طريقة الشاعر الخبيث القائل: "قال تعالى ويل للمصلين، ولم يقل ويل للسكارى".
من أخطر ألاعيب بعض الاعلاميين ووسائل الاعلام هو خلق انطباعات مغلوطة وغير صحيحة، من خلال اجتزاء بعض التصريحات، وتلفيق بعض الأقوال بطريقة خادعة ومضللة، وهذا منهج غالب ومتبع من نفر متطفل على مهنة الصحافة، يخون الأمانة ويجني على الحقيقة ويهدر المهنية الصحفية، من أجل دريهمات أحياناً، أو من أجل اشباع شهوة الانتقام المتأصلة في نفسه أحياناً أخرى.
المشكلة الأكبر في المتلقين الذين يقعون ضحية هذا الخداع والتضليل ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة، والتحري عن الخبر الصادق، والتثبت من صحة المنقولات، ويقعون أسرى للانطباع الأول الذي يرسمه صاحب الخبر، مع أن طرق الاتصال الحديثة والمتطورة سهلت على الناس مهمة التحري والبحث والوقوف على الحقائق.
الأصل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن تكون متمسكة بثقافة التثبت والتبين، وثقافة حسن الظن إلاّ إذا جاء ما ينقضه بما لا يدع مجالاً للشك، والأصل التمسك بثقافة عدم المسارعة في الاتهام والقذف بالباطل والخوض في الأعراض، وذلك لأننا أبناء حضارة الاسلام المستمدة من القرآن العظيم الذي أوجب على السامع مبدأ "التثبت" بطريقة الفرض القاطع، وأوجب القرآن عقوبة القذف على الذين يتهمون الناس ظلماً وزوراً دون بينة.
من أكثر الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي أصيبت فيها مجتمعاتنا غياب المنهج العلمي عن العقلية العربية، وغياب أسس التعامل السليم مع الحقائق والنقولات، والوقوع في الظلم وممارسة الاغتيال الاجتماعي بكل سهولة.
لقد أتقن بعض الناس أسلوب اغتيال الخصم، وتشويه صورة المخالف، من أجل تلميع شخصياتهم وحصولهم على لعاعة من الدنيا، من خلال استغلال الحالة المرضية التي تسود مجتمعاتنا ومن خلال كثرة البلهاء الذين يرددون ما يسمعون بلا تثبت أو تبين ومن خلال الذين يتلقون بأفواههم، كما وصفهم القرآن في حادثة الإفك.
تكون المصيبة أكثر فداحة عندما يقع بعض الاصدقاء ضحية الأخبار المنقوصة والإشاعات الكاذبة، دون أن يتملكهم حس المسؤولية الأدبية بامتثال الأمر الذي يقضي بمساع صاحب الشأن وهو أمر سهل وميسور، ولا يُسعفهم قليل من الوّد من أجل الانتظار لسماع صاحب العلاقة وبكل بساطة.العرب اليوم