«التغريز» اصطلاحاً
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : واحدة من سمات المجتمع الأردني انه يتمتّع بثقافة «ميكانيكية» واسعة في وصف الحالة ،فكل ما يتعلّق بالحياة من تفاصيل وأوصاف تأتي من خبرات «المدينة الصناعية». مثلاً إذا ما مرّت فتاة جميلة من أمام محلات تجارية فإن أول وصف يطلقه عليها الواقفون بأنها «7 جيّد»..من الواضح انه تقييم «ترخيص» أكثر منه تقييم أشخاص..
بنفس الوقت إذا سألت احد الرفاق عن الحالة المادية لشخص ما تودّ مساعدته ، فإن اللفظ الموازي لكلمة معدم هي: « ع الجنط» وهذا أيضا لفظ له علاقة بمعاشرة المركبات ،والمشي «على الجنط» يدلّ ضمنياً انه لا يملك «سبير» أو بديلاً آخر لما هو عليه،وان المشي بهذه الصورة ما هو الا «للتسليك» بصعوبة بالغة بهدف الوصول إلى أقرب محطة بناشر..كما تعدّ واحدة من الأوصاف الشائعة التي تطلق على من يقول كلاماً غير متّزن أو غير منطقي فلان «بخلط مي وزيت» وتأتي هذه الخبرة من فتح المحرّكات القديمة وعمليات «الأفرهول»..هذا طبعاً غير مصطلح «للصاجة» كناية عن المبالغة ، «أبوك يا الديزل» وتستخدم للدهشة ،»مفتول الشصي تبعه»، «شطب» وغيرها..
**
قبلت أيام سألت أحد الأصدقاء «شو صار مع يزن ابنك»، فقال الحجي:» ودّينا أوراقه لأخوه محمد..بلكي «سحبه» على الإمارات»!!....دائماً عمليات السحب لها علاقة بإيجاد فرصة عمل أو إخراج المفعول به هنا من حفرة البطالة والفقر إلى حالة أفضل ، «فلان سحب فلان على أميركا، وكّ يزم اسحبني ، لو «يسحبه» لهناك» كل الآمال وفرص التغيير لا تخرج عن هذا اللفظ تحديداً «السحب»..ولو دققنا قليلاً بكلمة السحب فهي أيضاَ مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالخلفية الميكانيكية سالفة الذكر..في حالة «التغريز» في الرمل أو الطين ، تقوم المركّبة بكل المحاولات الذاتية الممكنة للخروج من «الغــَرَز» ، تدور الدواليب في مكانها والحفرة تكبر والمشكلة تتفاقم ، لذا يقال للسائق «صف واطفي» حتى نجد من يسحبك!..ويبقى الأمل بآلية لها محرّك أكبر تقوم بعملية التخريج ، لا يهم شكل الآلية تراكتور،بكم ديانا، قلاب..أي من هذه المركبات..كل ما يريده «المغرّز» هو نصف متر ،الشحطة الأولى فقط، لا يريد عوناً دائماً أو مستمرّاً مثل الجرّ مثلاً، لذا يُمدّ «حبل السحب»..يربطه بالمقدّمة و»ينتعه» التاركتور أمتاراً قليلة، هذا يخرج من «الغرَز» وذلك يمضي بطريقه، لا يشترط التلازم في الطريق أو البقاء جنباً إلى جنب إلى الأبد..فقط المطلوب ،»سحبه» مما هو فيه وتركه بعدها...وهكذا يؤمل دائماً بالمغتربين أن يسحبوا»المغرّزين» في الوطن ثم يتركوهم يصارعون البقاء والبحث عن الفرص هناك..
فيش حدا يسحبني ع كندا؟!..
بنفس الوقت إذا سألت احد الرفاق عن الحالة المادية لشخص ما تودّ مساعدته ، فإن اللفظ الموازي لكلمة معدم هي: « ع الجنط» وهذا أيضا لفظ له علاقة بمعاشرة المركبات ،والمشي «على الجنط» يدلّ ضمنياً انه لا يملك «سبير» أو بديلاً آخر لما هو عليه،وان المشي بهذه الصورة ما هو الا «للتسليك» بصعوبة بالغة بهدف الوصول إلى أقرب محطة بناشر..كما تعدّ واحدة من الأوصاف الشائعة التي تطلق على من يقول كلاماً غير متّزن أو غير منطقي فلان «بخلط مي وزيت» وتأتي هذه الخبرة من فتح المحرّكات القديمة وعمليات «الأفرهول»..هذا طبعاً غير مصطلح «للصاجة» كناية عن المبالغة ، «أبوك يا الديزل» وتستخدم للدهشة ،»مفتول الشصي تبعه»، «شطب» وغيرها..
**
قبلت أيام سألت أحد الأصدقاء «شو صار مع يزن ابنك»، فقال الحجي:» ودّينا أوراقه لأخوه محمد..بلكي «سحبه» على الإمارات»!!....دائماً عمليات السحب لها علاقة بإيجاد فرصة عمل أو إخراج المفعول به هنا من حفرة البطالة والفقر إلى حالة أفضل ، «فلان سحب فلان على أميركا، وكّ يزم اسحبني ، لو «يسحبه» لهناك» كل الآمال وفرص التغيير لا تخرج عن هذا اللفظ تحديداً «السحب»..ولو دققنا قليلاً بكلمة السحب فهي أيضاَ مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالخلفية الميكانيكية سالفة الذكر..في حالة «التغريز» في الرمل أو الطين ، تقوم المركّبة بكل المحاولات الذاتية الممكنة للخروج من «الغــَرَز» ، تدور الدواليب في مكانها والحفرة تكبر والمشكلة تتفاقم ، لذا يقال للسائق «صف واطفي» حتى نجد من يسحبك!..ويبقى الأمل بآلية لها محرّك أكبر تقوم بعملية التخريج ، لا يهم شكل الآلية تراكتور،بكم ديانا، قلاب..أي من هذه المركبات..كل ما يريده «المغرّز» هو نصف متر ،الشحطة الأولى فقط، لا يريد عوناً دائماً أو مستمرّاً مثل الجرّ مثلاً، لذا يُمدّ «حبل السحب»..يربطه بالمقدّمة و»ينتعه» التاركتور أمتاراً قليلة، هذا يخرج من «الغرَز» وذلك يمضي بطريقه، لا يشترط التلازم في الطريق أو البقاء جنباً إلى جنب إلى الأبد..فقط المطلوب ،»سحبه» مما هو فيه وتركه بعدها...وهكذا يؤمل دائماً بالمغتربين أن يسحبوا»المغرّزين» في الوطن ثم يتركوهم يصارعون البقاء والبحث عن الفرص هناك..
فيش حدا يسحبني ع كندا؟!..