في ظلال زيارة أوباما
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : ليس من الصواب تعليق الآمال الكبيرة على زيارة أوباما، وليس من الصواب أيضاً أن يكون لدينا ثقافة الانتظار ابتداءً لموعد زيارته سواءً من أجل حلحلة بعض الأمور المستعصية في موضوع الصراع العربي مع الاحتلال الصهيوني، أو انتظار بعض التعطف الأمريكي أو بعض نظرات الإشفاق تجاه مظلمة الشعب الفلسطيني المقهور، فهذا ضرب من ضروب الحماقة التي وقعت به الدول العربية أنظمة وشعوباً وأحزاباً ردحاً من الزمن، وما زلنا نذكر عبارة رئيس جمهورية مصر العربية الأسبق عندما قال ان الولايات المتحدة تمتلك 99% من أوراق الحل لأزمة الشرق الأوسط، وهناك زعيم عربي ما زال على قيد الحياة يردد جوهر العبارة نفسها، بأن الحل بيد أمريكا، وليس لنا إلا التوسل والتسوّل على بابها، ومن يقل بغير ذلك فهذا مخالف للواقع السياسي، ومخالف للمنطق الذي يفرض نفسه علينا جميعاً!!
في المقابل كثير من الذين يعارضون هذا المنهج بشكل تقليدي ليس لديهم إلا البحث عن قبلة القطب الآخر، وليس لديهم طريق سوى التسول والتوسل لدى قوّة أخرى مقترضة، كانت تشكل يوماً ما من أيام التاريخ نداً للتحالف الأمريكي الغربي، وما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي، الذي تعيش على ذكراه كثير من الأحزاب والقوى العربية التي ما زالت ترفض الاعتراف بتفكك هذه المنظومة وتحللها وتخليها عن معظم أفكارها وجوهر أيدولوجيتها.
بين الاتجاه الأول والاتجاه الثاني يجري التقويم لزيارة أوباما إما بالتأييد أو الخذلان أو الإحباط أو المعارضة، ويرتفع منسوب الغضب لدى بعضهم عندما أعرب الرئيس الأمريكي عن حبوره وسروره بلقائه بالقادة الصهاينة وتأكيده للتحالف الأبدي مع الكيان المحتل، وأن هذا التحالف قائم ومستمر وفي قوة متصاعدة، كما أعرب عن تأييده ودعمه لحق اليهود بالعيش بأمان وتفوق وازدهار، ولم يكن متوازناً تجاه الفلسطنيين ومظلوميتهم وحقهم بالعيش والأمن على أرضهم وديارهم، ولم يعترف بحقهم بمقاومة الاحتلال ورد العدوان.
الحديث عن زيارة أوباما وكل رؤساء العالم في الشرق أو الغرب ينبغي أن يتم من منظور مختلف، وثقافة جديدة مختلفة أيضاً نبتعد فيها عن ثقافة التسوّل والتوسّل لأحد، ونغادر مربع الانتظار الدائم القائم على سؤال: ماذا سيقدم لنا العالم؟!!
الثقافة الجديدة المطلوبة يجب أنن تتمحور حول السؤال التالي: ماذا قدمنا لأنفسنا، وماذا نستطيع أن نفعل تجاه أوطاننا وشعوبنا وقضايانا، ومشاكلنا، وأبنائنا؟ يجب أن نغادر مربع التبعية والعجز والجبن والخور وفقدان الثقة بالنفس، ويجب أن نتخلى عن ثقافة البحث عن الحضن الدافئ بالغرب أو الشرق، ويجب أن نشرع بتدشين مشروع بناء الذات من خلال تجاوز المرحلة السابقة بشخوصها وثقافتها وزعمائها وأنظمتها وسياساتها وأفكارها وأحزابها.
رئيس الولايات المتحدة ليس رئيساً لجمعية خيرية يوزع الصدقات والأعطيات والتبرعات عن روح والديه، وهذا حال رئيس روسيا والصين والهند واليابان وإيران وتركيا، فهؤلاء كذلك وجدوا ليخدموا دولهم وأوطانهم وشعوبهم، ويتعاملون مع غيرهم بمقدار ما يتحقق لهم ولبلدانهم من مصالح ومنافع متبادلة.
نحن إذا كنا عاجزين عن خدمة أنفسنا وبناء ذواتنا، وحماية بلادنا، ونصرة قضايانا،وحل مشاكلنا،وبناء مشروعنا العربي الإسلامي الوحدوي، فيجب أن نكفّ عن سياسة البكاء وإلقاء اللوم على الآخرين، الذين لم يقدموا لنا العون والمساعدة، لأن العالم لا يحترم إلا القوي ولا يقدر إلا المجتهد، ويحتقر الضعيف العاجز المتواكل والبليد غير المنتج، الذي لا ينفع نفسه ولا ينفع أحداً.
يجب أن نشرع ببناء مرحلة جديدة، ونبني ثقافة جديدة، تنتهي منها كل القوى والتيارات والأحزاب التي تدين بالتبعية لأية قوة خارجية، ويجب التخلي عن أية فكرة تقوم على هذا المعنى، والتخلي عن كل من يسلك هذا المنهج على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وذلك لسبب واحد، أننا نملك القدرة والاستطاعة الذاتية أن نكون أقوياء ومستقلين لأننا نملك الفكرة ونملك المشروع ونملك العقل والإنسان والأرض والمقدرات، ومن يقل غير ذلك يجب أن يقدم استقالته من موقعه ويتخلى عن مسؤوليته فوراً.
(العرب اليوم)
في المقابل كثير من الذين يعارضون هذا المنهج بشكل تقليدي ليس لديهم إلا البحث عن قبلة القطب الآخر، وليس لديهم طريق سوى التسول والتوسل لدى قوّة أخرى مقترضة، كانت تشكل يوماً ما من أيام التاريخ نداً للتحالف الأمريكي الغربي، وما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي، الذي تعيش على ذكراه كثير من الأحزاب والقوى العربية التي ما زالت ترفض الاعتراف بتفكك هذه المنظومة وتحللها وتخليها عن معظم أفكارها وجوهر أيدولوجيتها.
بين الاتجاه الأول والاتجاه الثاني يجري التقويم لزيارة أوباما إما بالتأييد أو الخذلان أو الإحباط أو المعارضة، ويرتفع منسوب الغضب لدى بعضهم عندما أعرب الرئيس الأمريكي عن حبوره وسروره بلقائه بالقادة الصهاينة وتأكيده للتحالف الأبدي مع الكيان المحتل، وأن هذا التحالف قائم ومستمر وفي قوة متصاعدة، كما أعرب عن تأييده ودعمه لحق اليهود بالعيش بأمان وتفوق وازدهار، ولم يكن متوازناً تجاه الفلسطنيين ومظلوميتهم وحقهم بالعيش والأمن على أرضهم وديارهم، ولم يعترف بحقهم بمقاومة الاحتلال ورد العدوان.
الحديث عن زيارة أوباما وكل رؤساء العالم في الشرق أو الغرب ينبغي أن يتم من منظور مختلف، وثقافة جديدة مختلفة أيضاً نبتعد فيها عن ثقافة التسوّل والتوسّل لأحد، ونغادر مربع الانتظار الدائم القائم على سؤال: ماذا سيقدم لنا العالم؟!!
الثقافة الجديدة المطلوبة يجب أنن تتمحور حول السؤال التالي: ماذا قدمنا لأنفسنا، وماذا نستطيع أن نفعل تجاه أوطاننا وشعوبنا وقضايانا، ومشاكلنا، وأبنائنا؟ يجب أن نغادر مربع التبعية والعجز والجبن والخور وفقدان الثقة بالنفس، ويجب أن نتخلى عن ثقافة البحث عن الحضن الدافئ بالغرب أو الشرق، ويجب أن نشرع بتدشين مشروع بناء الذات من خلال تجاوز المرحلة السابقة بشخوصها وثقافتها وزعمائها وأنظمتها وسياساتها وأفكارها وأحزابها.
رئيس الولايات المتحدة ليس رئيساً لجمعية خيرية يوزع الصدقات والأعطيات والتبرعات عن روح والديه، وهذا حال رئيس روسيا والصين والهند واليابان وإيران وتركيا، فهؤلاء كذلك وجدوا ليخدموا دولهم وأوطانهم وشعوبهم، ويتعاملون مع غيرهم بمقدار ما يتحقق لهم ولبلدانهم من مصالح ومنافع متبادلة.
نحن إذا كنا عاجزين عن خدمة أنفسنا وبناء ذواتنا، وحماية بلادنا، ونصرة قضايانا،وحل مشاكلنا،وبناء مشروعنا العربي الإسلامي الوحدوي، فيجب أن نكفّ عن سياسة البكاء وإلقاء اللوم على الآخرين، الذين لم يقدموا لنا العون والمساعدة، لأن العالم لا يحترم إلا القوي ولا يقدر إلا المجتهد، ويحتقر الضعيف العاجز المتواكل والبليد غير المنتج، الذي لا ينفع نفسه ولا ينفع أحداً.
يجب أن نشرع ببناء مرحلة جديدة، ونبني ثقافة جديدة، تنتهي منها كل القوى والتيارات والأحزاب التي تدين بالتبعية لأية قوة خارجية، ويجب التخلي عن أية فكرة تقوم على هذا المعنى، والتخلي عن كل من يسلك هذا المنهج على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وذلك لسبب واحد، أننا نملك القدرة والاستطاعة الذاتية أن نكون أقوياء ومستقلين لأننا نملك الفكرة ونملك المشروع ونملك العقل والإنسان والأرض والمقدرات، ومن يقل غير ذلك يجب أن يقدم استقالته من موقعه ويتخلى عن مسؤوليته فوراً.
(العرب اليوم)