تحالف شرس لإفشال التجربة المصرية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : عندما اندلعت الثورة الشعبية العربية ضد انظمة الاستبداد والقمع والفساد في عدد من الاقطار العربية, تفاجأت معظم الأجهزة الاستخبارية والقوى السياسية العالمية بسرعة سقوط بعض الحكام الأقوياء وتنازلهم عن قمة هرم السلطة في كل من تونس ومصر. ولم تجد الدول الكبرى صاحبة النفوذ والتأثير في عالمنا العربي سوى إعلان التأييد الظاهري لثورة الشعوب العربية، وحقها في الحرّية والديمقراطية, ولكن لم يمض وقت طويل حتى بدأت تعد العدة لوضع خطة محكمة بالتعاون مع الأزلام والمحاسيب والعملاء والمتغربين, وجيوب الاختراق الثقافي, والطابور الخامس, وخصوم المشروع الحضاري الإسلامي والمتخوفين من مجيء الإسلاميين, وبعض زعماء الدول العربية الذين يخافون من أن تطالهم موجة التغيير الثوري، وكل ما يدور في فلكهم من نخب فاسدة وأصحاب مصالح من الذين يخافون على تدهور مكاسبهم التي اكتسبوها في ظل منظومة الحكم الاستبدادي الفاسد الذين مضى على حكمهم ما يزيد على نصف قرن من الزمان.
يجري بناء تحالف معقد من كل التكوينات السابقة لإفشال تجربة التحرر العربي بدءاً من مصر, لأن افشال التجربة المصرية يعني بكل تأكيد توجيه ضربة قاضية لكل الطموحات المشروعة للشعوب العربية قاطبة بالتحرر الحقيقي من الاستعمار الداخلي الذي يشكل امتداداً للاستعمار الخارجي ويعمل على تحقيق الأهداف نفسها بطريقة أكثر فاعلية، لأن نجاح التجربة المصرية في المقابل يشكل بداية لنجاح مشروع النهوض العربي الكبير، وبداية تشكيل الأمل العربي بالوحدة وبناء الذات.
يتشكل هذا التحالف الشرس من المكونات التالية:
المكون الأول يتمثل بالعقل المفكر، والإدارة العليا، التي تتمثل بالأجهزة الاستخبارية الغربية والصهيونية، وما لديها من خبرة طويلة في شؤون المنطقة وما لديها من شبكات واسعة ومعقدة من العملاء والأزلام من كل الألوان والأشكال والأيدولوجيات الفكرية والسياسية والعقائدية، تشمل شخصيات وأحزاباً وأنظمة ومنظمات ومراكز.
المكون الثاني يتمثل بجهات التمويل، التي غالباً ما تعتمد على بعض الأموال الخليجية، التي كشفت التقارير والمعلومات المتسربة عن رصد مئات الملايين لتمويل عملية الإفشال هذه، وسوف يتم الإعلان عنها قريباً، عندما يتم إنهاء بعض التحقيقات وصدور بعض الاعترافات.
المكون الثالث يتمثل بجيش المنفذين في الساحات والميادين داخل مصر، وهم لفيف من تشكيلات مختلفة كما أسلفنا، من بقايا النظام المنهزم وبلطجية ومستأجرين لهم علاقة وطيدة مع الفلول وعلى ارتباط وثيق مع قادة الأجهزة الأمنية السابقة وبعضهم ما زال على رأس عمله، وهؤلاء يمثلون حالة منظمة من عصابات مدّربة ومافيات يعرفها المجتمع المصري تماماً، تمتهن الابتزاز والبلطجة، بالإضافة إلى جوقة المنظرين من بعض خصوم الإسلاميين وبعض خصوم الفكرة الإسلامية عموماً الذين يشكلون طيفاً واسعاً ومتعدداً ومختلفاً من فسيفساء الأفكار والاتجاهات السياسية المتباينة التي تُجمع على ضرورة إفشال التجربة مهما كان الثمن حتى لو أدى إلى إحراق مصر كلها وإفشال الدولة، تحت شعار "علي وعلى أعدائي يا رب"!!
أما المكون الرابع فيتمثل بالإعلام من فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل، ويجري استخدامها بطريقة بشعة تمتهن التحريض والتعبئة، والنقل غير الموضوعي، وإتقان أساليب الخداع والتضليل للرأي العام المصري والعربي والعالمي، ويلحظ المراقب بسهولة معالم الخطة الإعلامية التي تنفذها الجهات الإعلامية المرتبطة بمكونات التحالف السابق في مصر وخارج مصر!!
ما يجري في مصر عبارة عن ترجمة واقعية للجيل الرابع من الحروب العالمية التي تقودها القوى السياسية العالمية بأدوات محلية مرتزقة تسعى لإثارة الفتنة التي تتجاوز حرية الرأي المسؤولة إلى العبث والتخريب والسحل والحرق وتدمير المقار، والاغتيال والفوضى العارمة المتمردة على كل ضوابط العقل والمصلحة الوطنية العليا سعياً لإيجاد الدولة الفاشلة.
على الرئيس المصري المنتخب أن يتحمل مسؤولية حفظ النظام والأمن للمجتمع والدولة، وعليه أن يضع حداً للفوضى والبلطجة والعبث بكل ما يستطيع من قوة وحزم، لأن التهاون أمام استفحال هذه الظاهرة نوع من الضعف القاتل، ولا يمت للحكمة بصلة، مع الحرص على الحوار والشراكة الفاعلة مع كل القوى الوطنية المخلصة التي تؤمن بالمصلحة العامّة، وتعلي شأن الوطن فوق كل اعتبار.العرب اليوم
يجري بناء تحالف معقد من كل التكوينات السابقة لإفشال تجربة التحرر العربي بدءاً من مصر, لأن افشال التجربة المصرية يعني بكل تأكيد توجيه ضربة قاضية لكل الطموحات المشروعة للشعوب العربية قاطبة بالتحرر الحقيقي من الاستعمار الداخلي الذي يشكل امتداداً للاستعمار الخارجي ويعمل على تحقيق الأهداف نفسها بطريقة أكثر فاعلية، لأن نجاح التجربة المصرية في المقابل يشكل بداية لنجاح مشروع النهوض العربي الكبير، وبداية تشكيل الأمل العربي بالوحدة وبناء الذات.
يتشكل هذا التحالف الشرس من المكونات التالية:
المكون الأول يتمثل بالعقل المفكر، والإدارة العليا، التي تتمثل بالأجهزة الاستخبارية الغربية والصهيونية، وما لديها من خبرة طويلة في شؤون المنطقة وما لديها من شبكات واسعة ومعقدة من العملاء والأزلام من كل الألوان والأشكال والأيدولوجيات الفكرية والسياسية والعقائدية، تشمل شخصيات وأحزاباً وأنظمة ومنظمات ومراكز.
المكون الثاني يتمثل بجهات التمويل، التي غالباً ما تعتمد على بعض الأموال الخليجية، التي كشفت التقارير والمعلومات المتسربة عن رصد مئات الملايين لتمويل عملية الإفشال هذه، وسوف يتم الإعلان عنها قريباً، عندما يتم إنهاء بعض التحقيقات وصدور بعض الاعترافات.
المكون الثالث يتمثل بجيش المنفذين في الساحات والميادين داخل مصر، وهم لفيف من تشكيلات مختلفة كما أسلفنا، من بقايا النظام المنهزم وبلطجية ومستأجرين لهم علاقة وطيدة مع الفلول وعلى ارتباط وثيق مع قادة الأجهزة الأمنية السابقة وبعضهم ما زال على رأس عمله، وهؤلاء يمثلون حالة منظمة من عصابات مدّربة ومافيات يعرفها المجتمع المصري تماماً، تمتهن الابتزاز والبلطجة، بالإضافة إلى جوقة المنظرين من بعض خصوم الإسلاميين وبعض خصوم الفكرة الإسلامية عموماً الذين يشكلون طيفاً واسعاً ومتعدداً ومختلفاً من فسيفساء الأفكار والاتجاهات السياسية المتباينة التي تُجمع على ضرورة إفشال التجربة مهما كان الثمن حتى لو أدى إلى إحراق مصر كلها وإفشال الدولة، تحت شعار "علي وعلى أعدائي يا رب"!!
أما المكون الرابع فيتمثل بالإعلام من فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل، ويجري استخدامها بطريقة بشعة تمتهن التحريض والتعبئة، والنقل غير الموضوعي، وإتقان أساليب الخداع والتضليل للرأي العام المصري والعربي والعالمي، ويلحظ المراقب بسهولة معالم الخطة الإعلامية التي تنفذها الجهات الإعلامية المرتبطة بمكونات التحالف السابق في مصر وخارج مصر!!
ما يجري في مصر عبارة عن ترجمة واقعية للجيل الرابع من الحروب العالمية التي تقودها القوى السياسية العالمية بأدوات محلية مرتزقة تسعى لإثارة الفتنة التي تتجاوز حرية الرأي المسؤولة إلى العبث والتخريب والسحل والحرق وتدمير المقار، والاغتيال والفوضى العارمة المتمردة على كل ضوابط العقل والمصلحة الوطنية العليا سعياً لإيجاد الدولة الفاشلة.
على الرئيس المصري المنتخب أن يتحمل مسؤولية حفظ النظام والأمن للمجتمع والدولة، وعليه أن يضع حداً للفوضى والبلطجة والعبث بكل ما يستطيع من قوة وحزم، لأن التهاون أمام استفحال هذه الظاهرة نوع من الضعف القاتل، ولا يمت للحكمة بصلة، مع الحرص على الحوار والشراكة الفاعلة مع كل القوى الوطنية المخلصة التي تؤمن بالمصلحة العامّة، وتعلي شأن الوطن فوق كل اعتبار.العرب اليوم