العبودية الحديثة
صدر تقرير سنوي مختص عن منظمة (ووك فري ) العالمية للبحوث تحت عنوان مؤشر العبودية العالمي لعام 2018 وقد تم إعلان النتائج في مؤتمر صحفي في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، وتشمل العبودية الحديثة وفقا لتقرير الاتجار بالبشر والعمل القسري، والزواج القسري، وبيع و استغلال الأطفال فضلاً عن العبودية التقليدية القديمة.
لقد كانت نتائج التقرير صادمة، حيث أننا نتوغل في القرن الواحد والعشرين وما زال ما يزيد عن.(40.3) مليون إنسان يعيشون العبودية الحديثة ولفت التقرير أن واحد من كل عشرة اشخاص في كوريا الشمالية يعد في اطار الاستعباد، وأن هناك (400) ألف شخص مستعبد في الولايات المتحدة وأن شخص من كل (800) شخص يعيش العبودية الحديثة في استراليا وفرنسا وبلدان أخرى حديثة ويقول التقرير أن (136) الف شخص يعيشون العبودية في بريطانيا كما اشار التقرير إلى بروندي وارتيريا وافريقيا الوسطى و افغانستان وموريتانيا وجنوب السودان وباكستان وكمبوديا وايران تعد من الدول الأشد سوءاً في مؤشر العبودية بعد كوريا الشمالية.
وجود (40) مليون إنسان مستعبد في العالم يعد وصمة عار في جبين الإنسانية ويتحمل المسئولية جميع الدول وعلى رأسها الدول الكبرى والمتقدمة بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وهذا يستدعي تضافر الجهود الإنسانية من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي ينبغي أن تكون من أولى أولويات العالم.
الأمر الأكثر خطورة وذلك اللون الذي لم يشمله التقرير وهو العبودية السياسية حيث أن كثيراً من شعوب العالم ما زالت ترزح تحت نير الاستبداد السياسي الذي يعبر بجوهره على لون من ألوان العبودية الذي يتمثل بالقهر ومصادرة حق الشعوب باختيار حكوماتها وممثليها وحقها في تقرير مصيرها، وهو لا يقل خطورة عن مسارات العبودية الحديثة الأخرى مثل العمالة القسرية والزواج القسري، والانخراط في أعمال مناجم الفحم والصيد وغيرها من أوجه الاستثمار الأخرى التي ذكرها في التقرير.