أولويات الشواربة.. فصل جديد من فصول التردي والتهافت والفشل الرسمي
جو 24 :
أحمد عكور - لم نستغرب أن ينشغل أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة بتكريم عدد ممن يصنّفهم على أنهم فنانون وفنانات واعلاميات عربيات منهم "أنابيلا هلال، حليمة بولند، وصفية العمري"؛ فالمتتبع لمسيرة الأمين الحالي ومن نزلوا قبله بالبارشوت على الأمانة من غير المختصين يعرفون جيدا أن الأمناء الذين لا يملكون خططا ورؤى واضحة اعتادوا أن ينصرفوا إلى مثل هذه النشاطات..
صحيح أن هناك تصريحات منسوبة إلى أحد المنتجين بكون الأمانة لم تتكبّد أو تتحمّل قرشا من تكاليف الحفل باستثناء "اللوجستيات"، لكن الحقيقة أن التكريم جاء تحت شعار الأمانة وبرعاية أمين عمان نفسه، وقد جرى خلاله استغلال "شعار" أمانة عمان واستثمار مناسبة عيد ميلاد الملك عبدالله بطريقة غير مقبولة. ويكمن سوء استغلال شعار الأمانة والمناسبة في نوعية الأشخاص الذين جيئ بهم من أجل الاحتفاء بعيد ميلاد الملك؛ فبعض الأسماء لا يُصنّفوا على أنهم فنانون أو اعلاميون، بل مجرّد "مؤدون" يظهرون على شاشات التلفزة ويثيرون الجدل أينما حلّوا وارتحلوا..
كان الأجدر بالشواربة أن يخصص الوقت الذي أضاعه في الحفل والتجهيز له بالتفكير في حلول لما تشهده شوارع عمان من أزمات مرورية خانقة -وبالمناسبة فإن أكثر الأزمات تعيشها منطقة راس العين حيث مكتب الأمين- وخاصة أن ايجاد حلول للأزمات المرورية هو أحد أهم وأبرز أدوار البلديات في العالم!
ودرجت العادة، أن بلديات العالم لا تهتم كثيرا بالنشاطات الثقافية والفنية والأدبية إلا إذا كانت تملك الترف لذلك ولا تتحمل مديونية تحول دون تقديمها خدمات أساسية لائقة، وبعد أن تحقق الأهداف الرئيسة من وجودها، خاصة وإن كان في تلك الدول وزارتان للشباب والثقافة كما هو الحال في الأردن..
ما جرى بالأمس، كان استفزازا للناس الذين شعروا أن أموالهم التي يدفعونها لأمانة عمان تهدر بشكل غير لائق، ولا تذهب إلى تحسين الشوارع التي تعاني الأمرّين في غرب العاصمة وشرقها وشمالها وجنوبها، ولا تذهب من أجل ايجاد مواقف للمركبات الكثيرة التي تغصّ بها عمان، لدرجة أن موظفي الأمانة أنفسهم لا يجدون موقفا لمركباتهم قريبا من عملهم، كما أنها لا تذهب من أجل تحسين مجاري تصريف المياه وغيرها من الخدمات.
الواقع أن الأمانة باتت بحاجة لاحداث ثورة حقيقية تشمل اجراء تغييرات على مستوى قيادتها لتعيد هذه المؤسسة الوطنية إلى سكتها الصحيحة، وتعود لخدمة العمانيين وتتوقف عن صرف مبالغ على نشاطات لا تفيد الناس في شيء، وتقوم بحلّ مشكلات السير والشوارع والخدمات الصحية والنظافة والتنظيم العمراني التي تعاني منها العاصمة..