2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

د. ابو غزلة يكتب: ابتلاءات وطني من ساسته

د. ابو غزلة يكتب: ابتلاءات وطني من ساسته
جو 24 :
كتب الدكتور محمد أبو غزلة - 

ابتلي الأردن ببعض الساسة المتسلطين والمنافقين وخاصة من البطانة التي يسمع منها فقط، والذين فرضوا عليه منهجا عدائيا تجاه الشعب الأردني الذي يتمسك بأرضه وقيادته، وقد سخر هؤلاء المنافقون أنفسهم وأعداء الوطن ممن هم خارج أسواره لتنفيذ مخططاتهم، وغرسوا في أبناء الوطن قيم الكراهية والحقد والتناحر وشوهت لديهم قيم الولاء والانتماء، ويمأسسون لنزاعات مستقبلية على أرضة لا قدر الله بسبب ممارساتهم الممنهجة في التوطين والتأطير والتهميش والاستبدال وسلب الحقوق، ومأسسوا لغياب العدالة والفساد والمتاجرة بالفاسدين، والإغداق عليهم بالوظائف والتعيينات والتنفيعات، والمحاصصة التي ما زالت مستمرة في أجهزة الدولة لغاية كتابة هذه المقالة ودولة الرئيس يرعاها، وإقصاء الكفاءات من المخلصين وتهميش أدوارهم، فارتفعت المديونية، وانتشرت المجاعة بين الأردنيين التي تنذر بثورة الجياع والقادمة لا محالة اذا استمر هؤلاء في سياستهم واستمروا بنهجهم.

إن النهج الذي يتبعه هؤلاء الساسة والمنافقون من البطانة التي يسمع لها فقط وابتلي فيها الوطن أيها الشعب الأردني تعمل لإسقاط البلد لا قدر الله وسقوطه مرهون بوهن من بداخله، وبتخطيط وعلى أيدي الساسة من المنافقين، وخاصة من البطانة الفاسدة الذين خططوا لإضعافه واستباحته، وهذا ما يجري حاليا، فهم يستخدمون المنابر الإعلامية الرسمية لتشكيك وإضعاف ولاء الأردنيين الأحرار وانتمائهم لوطنهم للوصول إلى أهدافهم، لأنهم كشفوا زيفهم ومخططاتهم، وبدأوا بتصوير الأردنيين المدافعين عن منعة الأردن من الحراكين والمحتجين وطالبي الحقوق بصور الرعاع ومثيري الفوضى.

وهنا أقول هل هذا ما يروق للفاسدين وللمنافقين من البطانة الفاسدة الذي أنزل الله بهم سورتين وأكثر من أربعين أية. أيحتاجون أكثر مما وصفهم رب العالمين لفعل ما يفعلون، وما يرسمون من سياسات يفرضونها على هذا الشعب الأبي وعلى قيادته ويزعون الفتن لزعزعة الاستقرار، إن ما يتعرض له الوطن أيها الشعب الوفي من أزمات متلاحقة تخرج من أنفاسهم الخبيثة، وأقول إن كثرة الغثاء في وطني حاليا الذي يتركه الفاسدون سيظهر الحق وستزول الغمة وتظهر النعمة لتؤول إلى أبناء وطني الصادقين والقابضين على الجمر، لكن علينا أن لا نبقى صامتين على ما يجرى من مخططات لا تصب في مصلحة الوطن، وأن نسعى إلى تغيير جدري للنهج وللعقليات التي تقاد بها الدولة بحيث نضمن استمرار العقد بين القائد وشعبه ووطنهم.

إن المتأمل في حال شعبنا الأردني، وما هم فيه من ابتلاءات بسبب هذه السياسات الفاشلة للمنافقين ممن يستمع لهم وخاصة البطانة الفاسدة، والذين يقدمون أصحاب الفكر الهش، وضعيفي القدرات، والمتاجرة بالفاسدين على حساب أبناء الوطن من أصحاب الكفاءات الذين تم إقصاؤهم وتهجيرهم لتخلى الساحة لهم لعيثوا في الوطن الفساد، ولعل ما خلفته الحكومات المتعاقبة الفاشلة من مصائب ومشاكل، وزرع للتفرقة، وقرارات جبائية أصبحت عارا تلاحقهم إلى الأبد فالمتتبع للسنوات العشرين الأخيرة يلاحظ الفشل والارتباك الحاصل في تسيير حال البلاد من طرف الساسة ومن يختارون لشغل المواقع، وما وصل إليه حال الاقتصاد الأردني وحال المواطنين في مختلف محافظات المملكة، وحوادث البحر الميت، وسيول مأدبا، وأحداث عنجره، وغرق عمان بشبر من الماء، وانتشار الفساد والغش، وارتفاع الأسعار واستمرار النهج الضريبي والإفقار، وإرساء العطاءات على المتنفذين من النوائب، والمسيرات الشبابية لبيت الأردنيين الذي أصبح بيت الغرباء للبحث عن فرصة عمل والاستهتار بمطالبهم، واستمرار المغالطات والتعنت والعناد والنكران ،وغياب المساءلة أو التضحية بكبش فداء لإسكات الناس، وغيرها الكثير إلا دليلا على ذلك، لكن للأسف لا يبدو أن الدولة لم تعترف بانها تدور في حلقة مفرغة ولم تدرك بعد ما قد يترتب على ذلك من أخطار جسيمة على الأمن والاستقرار بالبلاد، ولم نعد نسمع منها إلا التبرير الرسمي والمدح وتمجيد المسؤولين وبشكل يومي لدرجة انك تشعر أحيانا أن البلد يعيش في جنة وانت المحروم منها رغم الواقع المؤلم .

أيها الساسة من المنافقين، أيها البلايا والبلاء، عن أي اصلاح تتكلمون وموظف يتعدى على صلاحيات مؤسسات الدولة ليمنح من يشاء ويمنع عمن يشاء من الوظائف؟ وماذا قدمتم من مشاريع وبرامج للإصلاح غير التنظير؟ وكيف تطلبون من الشعب أن يتحمل مسؤولياته والصبر وتحمل الصعاب، وأنتم تنهبون خيرات الوطن وتتخلون عن مسؤولياتكم؟ وكيف تمجدون أقوالكم والشواهد حاضره على افعالكم المريرة ؟، لماذا تتفاخرون بما جلبتم من قروض سيتحملها المسن والكبير والشاب والطفل والجنين بدلا من البحث عن التنمية الحقيقة للوطن؟ لماذا تصرون على قهر الشعب بعنادكم والتضييق عليه بسن التشريعات لتكميم الأفواه لعدم كشف فسادكم، ألم تدركوا بأن حق المواطن بالتعبير والعيش الكريم حق ضمنه له الدستور؟

إن ما يجري على الساحة الأردنية من ابتلاءات تتم من قبل الساسة والمنافقين من البطانة التي يسمع لها الان، وما يستخدمونهم من أبواق هو تشويه لصور الإخلاص وحب الوطن من الأردنيين الذين كشفوا هذه الزمر الفاسدة. يؤكد أن أنهم لا يريدون أن يبنوا الوطن واقتصاده لأن من يريد أن يبني الوطن فلا بد أن يستثمر في أبنائه، لا أن يبقى مهيمن على مختلف الميادين السياسية والاقتصادية في الوطن، والتحكم في خيراته وتوظيفها كيف ومتى شاء ويبذر كل موارد الدولة الخارجية حتى من القروض والمنح التي لا يرى لها أثر على حياة الناس وتضللونهم بها، وتتبجحون بها بانها إنجازا، وما تبقي من مواردها الداخلية بعدما بيعت كل موارده وتم توظيفها لمصالحه مع جهات معروفة وغير معروفة، حتى اصبحنا نعاني الفقر والاستبداد السياسي من قبلكم، وحتى تبقوا في مراكز صنع القرار وتستمرون في تبرير الأخطاء بدلا من التفكير في تنمية الوطن.

وهنا أقول وفي ظل ابتلاءات الوطن الربانية والمادية التي يفتعلها الساسة من المنافقين والفاسدين من البطانة، نعترف إن فسادكم أدى إلى فساد الوطن فلا بارك الله فيكم ولا بمشورتكم، فما يحدث في وطني هو بسببكم، لكن شدة البلاء بسبكم لن تهتز أو تلين إرادة الأردنيين، وعزيمتهم للحفاظ على وطنهم والتضحية من أجله ، فالمصائب والأزمات التي يمر بها وطني ستزيد من منعة شعبة، وإن الابتلاء الذي أصيب به وطني بسببكم هو من عند الله فالمقاديرُ كائنةٌ لا محالَة، وما على الشعب إلا التحلي بالصبر والرِّضا؛ ليستوفِيَ كمالَ أجره عن تحمله لهذه الطغم الفاسدة، وأعلموا أن أي ابتلاء وعقوبة مهما كانت ودون الموت هي قربة إلى الله، فاصبر أيها الشعب فإن الله سيكون معك ولا بد أن تنجلي الأمور، وتدور الدائرة عليهم ولو بعد حين.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير