تغريدات الملك .. العدالة ضالة الاردنيين
جو 24 :
أحمد الحراسيس - لم يكن اعلام الديوان الملكي موفّقا في التغريدات التي نُشرت عبر صفحة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حول قضية تعيين ثلاثة أشخاص بشكل لا يتسق مع معايير ديوان الخدمة المدنية وبرواتب مرتفعة لدرجة أثارت غضبا شعبيا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودفعت رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز لوقف اجراءات تعيين اولئك الأشخاص في وزارة العدل.
لا يُعقل أن يكون الأردنيون منشغلون بغرق العاصمة عمان وما رافق ذلك من أضرار بالغة تكبدها المواطنون من أصحاب المركبات والتجار، ومنهمكون بتعيينات جرت دون أسس شفافة وواضحة، ثمّ تخرج تغريدة مبهمة باسم الملك وتحذّر من "اغتيال الشخصية ونشر المعلومات المغلوطة وتسريب الوثائق الرسمية".
اعلام الديوان حاول تدارك الأمر بعد سيل التعليقات السلبية التي تبعت تغريدة الملك، فجاءت التغريدة الثانية مؤكدة ضرورة أن يرتكز التوظيف على أسس العدالة والنزاهة، والحقيقة أن هذا هو جوهر القضية وأساسها؛ المواطن الأردني لا يريد شيئا غير العدالة والشفافية وأن يأخذ حقّه ولا يسطو عليه أحدهم، ولو كان لمس عدالة لما احتجّ على تعيين جاء وفق أسس شفافة وعادلة، فالشعب الأردني ليس بالشعب الحسود على الاطلاق.
المشكلة في التغريدة الثانية هي اقحام الشباب الثلاثة الذين جرى تعيينهم، وواضح من هذا الاقحام غير المحمود أن هناك من يوصل معلومات مغلوطة وصورة مجزوءة؛ السواد الأعظم من المحتجين اعترضوا على المسؤولين عن اتخاذ قرار تعيين الشباب وآلية التعيين التي لم يلمس الناس عدالتها، خاصة وأن المئات من أبناء محافظة معان يعتصمون أمام باب القصور الملكية للمطالبة بحقّهم في التعيين برواتب (300- 400) دينار ودخلوا اليوم في اضراب عن الطعام.
رصد ردّة فعل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد أن كثيرا من الناس لم يفهموا التغريدات التي كان يفترض أن تكون أوضح؛ فالبعض فسّر أن المقصود بها هو الوثيقة المتعلقة بالقيادة العامة للقوات المسلحة، واخرون فهموا أنها دفاع عن التعيينات التي أثارت غضبا واسعا، وفريق ثالث رأى أنها دفاع عن الحكومة التي فشلت في كلّ الملفات.
الواقع أن التغريدات تكشف عدم أهلية حلقة الوصل بين الملك والشعب، وأن اعلام الديوان يوصل صورة مجزوءة للملك، وإلا كيف نفسّر عدم التقاط الاشارات والاحتجاجات الكثيرة والواضحة التي يعبر عنها الناس في مختلف الملفات وثمّ يأتي التعليق على تعليقات وممارسات فردية؟