نتنياهو يحذر من تسليح المعارضة السوريَة
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء الكيان الصهيوني أثناء زيارته بريطانيا للمشاركة في تشييع جثمان "تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، عندما التقى رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" أعلن تحذيره الشديد من تسليح المعارضة السورية، واستنكر الدعوات الدولية التي تدعو إلى ذلك، مؤكداً أن "دولة اسرائيل" تحتفظ بحقها المشروع بمنع وصول الأسلحة لهؤلاء المقاتلين الذين يشكلون تهديداً لأمن "اسرائيل" في حال انتصارهم.
يضيف رئيس الوزراء الصهيوني: نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا، وأن الجميع يعلم يقيناً أن ما أقوله كلام موزون وجدّي، ويرتبط ذلك بمعرفة حقيقة هؤلاء المقاتلين الذين سوف يشكلون تهديداً أمنياً خطيراً على المستوى الإقليمي إذا ما استطاعوا الحصول على أسلحة متطورة.
وتقول محطة الـ"بي بي سي" التي نقلت الحديث أن الرجلين اتفقا على أن النزاع في سورية ينطوي على مخاطر أمنية وإنسانية كبيرة.
كما نقلت وكالات الأنباء تصريحات مهمة لإحدى الشخصيات السياسية "الإسرائيلية" أن الحدود السورية-الإسرائيلية لم تعد آمنة، وتتعرض لاحتمال تهديد مستقبلي جدي، في حالة زوال نظام الأسد.
في ضوء تطورات الموقف على صعيد الصراع الدائر في سورية، وفي ضوء القلق الذي بدأ يجتاح الدول الغربية من خلال التحذيرات الصهيونية تبدو ملامح تعقيدات المشهد واضحة وجلية، ولا تحتاج إلى تحليل عميق، حيث تشير التوقعات نحو مزيد من إهدار الدماء واستمرار عملية التدمير الذاتي، ويعزز هذه التوقعات المتشائمة تصريحات الرئيس السوري الأخيرة لإحدى المحطات الإخبارية التي جاءت تستثمر في الخوف الصهيوني والقلق الغربي إثر ما أعلنته جبهة النصرة مؤخراً، ما جعله يشير إلى مخاطر التطرف والإرهاب المتمثل بالقاعدة، وأن هذا سوف يرتد على الدول الغربية ودول المنطقة، ثم أعلن موقفه الحازم بمواصلة القتال من أجل البقاء في السلطة، وأقفل الباب أمام أي حل قائم على مبدأ الحوار مع المعارضة بغية وضع حد لهذا النزاع الدموي الرهيب الذي اندلع منذ أكثر من عامين.
أصبح الملف السوري هو القضية الأكثر سخونة على مستوى العالم بعد أن اقترب عدد القتلى من حاجز الـ(100) ألف إنسان أغلبهم من المواطنين المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، وأضعاف هذا العدد من الجرحى والمصابين، أما عدد المشردين فتشير التقديرات إلى أنه تجاوز الخمسة ملايين لاجئ، يعيشون أوضاعاً صعبة ومأساوية، ولذلك فإن معظم المحادثات بين الرئيس الأمريكي ومعظم زعماء العالم تتركز على هذا الموضوع في ظل إعلان وزير الخارجية الأمريكي المعبر عن الموقف السابق الذي يقتضي حظر تسليح المعارضة ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية فقط.
أما التطور الجديد الذي طرأ على المشهد العالمي، هو ذلك الحدث المتمثل بالتفجيرات التي حدثت مؤخراً في "بوسطن" و"تكساس" التي قد تلقي بظلالها على المواقف السياسية الغربية في ضوء التحقيقات الجارية لو أسفرت عن ارتباطها بمنظمة "القاعدة"، وربما يشكل هذا الحدث هدية إضافية أخرى للرئيس السوري بعد الهدية الكبرى التي أسديت إليه من خلال تصريحات جبهة النصرة.
هنا يجب الإشارة بقوة إلى ضعف الرواية المحبوكة منذ وقت طويل وتناقضها التي تزعم أن ما يحدث في سورية عبارة عن مؤامرة أمريكية صهيونية غربية خليجية، إذ يحتاج الأمر إلى نقاش وحوار أكثر علمية وموضوعية، فهل تريد أمريكا واسرائيل استبدال النظام السوري بالقاعدة حقاً، وإذا كانت الإجابة بنعم، فلِمَ يلجأ النظام إلى التخويف من القاعدة ويلعب على هذا الوتر.
والسؤال الآخر الذي يحتاج إلى إجابة هو ذلك المتعلق بتشبيه ما يحدث في سورية هو صورة طبق الأصل عما حدث في العراق، وهنا يجب التنويه أن أمريكا التي أطاحت نظام صدام وجاءت بنظام المالكي الجديد الذي يقف مع النظام السوري بقوة، وكان قد دعا بعض الكتاب المؤيدين للنظام السوري إلى بلورة محور يتشكل من إيران والعراق وسورية، ما يجعلنا نصل إلى نتيجة واضحة أن المؤامرة الأمريكية في العراق أنتجت نظاماً جيداً يصلح أن يكون في محور الممانعة وفقاً لهذه الرواية!! فإذا كانت هذه النتيجة فعلاً فلمَ التهكم والبكاء والعويل على هذه المؤامرة وذهاب النظام السابق!!
المسألة تحتاج إلى رواية غير متناقضة وتحتاج إلى قليل من الاحترام لعقول البشر، فقط.العرب اليوم
يضيف رئيس الوزراء الصهيوني: نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا، وأن الجميع يعلم يقيناً أن ما أقوله كلام موزون وجدّي، ويرتبط ذلك بمعرفة حقيقة هؤلاء المقاتلين الذين سوف يشكلون تهديداً أمنياً خطيراً على المستوى الإقليمي إذا ما استطاعوا الحصول على أسلحة متطورة.
وتقول محطة الـ"بي بي سي" التي نقلت الحديث أن الرجلين اتفقا على أن النزاع في سورية ينطوي على مخاطر أمنية وإنسانية كبيرة.
كما نقلت وكالات الأنباء تصريحات مهمة لإحدى الشخصيات السياسية "الإسرائيلية" أن الحدود السورية-الإسرائيلية لم تعد آمنة، وتتعرض لاحتمال تهديد مستقبلي جدي، في حالة زوال نظام الأسد.
في ضوء تطورات الموقف على صعيد الصراع الدائر في سورية، وفي ضوء القلق الذي بدأ يجتاح الدول الغربية من خلال التحذيرات الصهيونية تبدو ملامح تعقيدات المشهد واضحة وجلية، ولا تحتاج إلى تحليل عميق، حيث تشير التوقعات نحو مزيد من إهدار الدماء واستمرار عملية التدمير الذاتي، ويعزز هذه التوقعات المتشائمة تصريحات الرئيس السوري الأخيرة لإحدى المحطات الإخبارية التي جاءت تستثمر في الخوف الصهيوني والقلق الغربي إثر ما أعلنته جبهة النصرة مؤخراً، ما جعله يشير إلى مخاطر التطرف والإرهاب المتمثل بالقاعدة، وأن هذا سوف يرتد على الدول الغربية ودول المنطقة، ثم أعلن موقفه الحازم بمواصلة القتال من أجل البقاء في السلطة، وأقفل الباب أمام أي حل قائم على مبدأ الحوار مع المعارضة بغية وضع حد لهذا النزاع الدموي الرهيب الذي اندلع منذ أكثر من عامين.
أصبح الملف السوري هو القضية الأكثر سخونة على مستوى العالم بعد أن اقترب عدد القتلى من حاجز الـ(100) ألف إنسان أغلبهم من المواطنين المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، وأضعاف هذا العدد من الجرحى والمصابين، أما عدد المشردين فتشير التقديرات إلى أنه تجاوز الخمسة ملايين لاجئ، يعيشون أوضاعاً صعبة ومأساوية، ولذلك فإن معظم المحادثات بين الرئيس الأمريكي ومعظم زعماء العالم تتركز على هذا الموضوع في ظل إعلان وزير الخارجية الأمريكي المعبر عن الموقف السابق الذي يقتضي حظر تسليح المعارضة ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية فقط.
أما التطور الجديد الذي طرأ على المشهد العالمي، هو ذلك الحدث المتمثل بالتفجيرات التي حدثت مؤخراً في "بوسطن" و"تكساس" التي قد تلقي بظلالها على المواقف السياسية الغربية في ضوء التحقيقات الجارية لو أسفرت عن ارتباطها بمنظمة "القاعدة"، وربما يشكل هذا الحدث هدية إضافية أخرى للرئيس السوري بعد الهدية الكبرى التي أسديت إليه من خلال تصريحات جبهة النصرة.
هنا يجب الإشارة بقوة إلى ضعف الرواية المحبوكة منذ وقت طويل وتناقضها التي تزعم أن ما يحدث في سورية عبارة عن مؤامرة أمريكية صهيونية غربية خليجية، إذ يحتاج الأمر إلى نقاش وحوار أكثر علمية وموضوعية، فهل تريد أمريكا واسرائيل استبدال النظام السوري بالقاعدة حقاً، وإذا كانت الإجابة بنعم، فلِمَ يلجأ النظام إلى التخويف من القاعدة ويلعب على هذا الوتر.
والسؤال الآخر الذي يحتاج إلى إجابة هو ذلك المتعلق بتشبيه ما يحدث في سورية هو صورة طبق الأصل عما حدث في العراق، وهنا يجب التنويه أن أمريكا التي أطاحت نظام صدام وجاءت بنظام المالكي الجديد الذي يقف مع النظام السوري بقوة، وكان قد دعا بعض الكتاب المؤيدين للنظام السوري إلى بلورة محور يتشكل من إيران والعراق وسورية، ما يجعلنا نصل إلى نتيجة واضحة أن المؤامرة الأمريكية في العراق أنتجت نظاماً جيداً يصلح أن يكون في محور الممانعة وفقاً لهذه الرواية!! فإذا كانت هذه النتيجة فعلاً فلمَ التهكم والبكاء والعويل على هذه المؤامرة وذهاب النظام السابق!!
المسألة تحتاج إلى رواية غير متناقضة وتحتاج إلى قليل من الاحترام لعقول البشر، فقط.العرب اليوم