القوات الأمريكية على أرض الحشد والرباط !
تتوالي الأخبار عن وصول القوات الأمريكية الى أرض الحشد والرباط (الاردن) ...فصحيفة 'لوس انجلوس تايمز'الأمريكيه نشرت خبرا مفاده إرسال قوات أمريكية الى الأردن قوامها 200 جندي وهم طليعة قوة عسكرية تضم نحو 20 ألف جندي لاحقا ، وهذه القوة العسكرية تتضمن وحدات مختصة بحراسة الأسلحة الكيماوية، وأخرى من الدفاع الجوي لتأمين المجال الجوي الأردني، إلى جانب قوات مقاتلة تشارك في أي تدخل عسكري في سوريا وهو ما اكدته الصحيفة المذكوره.
وصول القوات الأمريكية الى الأردن وانتشارها على الحدود الشمالية يمثل وصمة عار في سجل دولة النسور بصفته وزيرا للدفاع وصاحب الولاية العامة كما يدعي ، لانه يظهر عجز الحكومة الاردنية واستسلامها للإملاءات الأمريكية-الاسرائليه ، هكذا سلّمت حكومات الاردن مفاتيح سيادتها للأجنبي برضوخها لشروط الصندوق الدولي ، وأصبح الاردن بفضل حكوماتنا الغير وطنيه مشاعا للتدخل الأجنبي ،فارتهن قرارنا السياسي والسيادي والاقتصادي للأجنبي ، فأصبح قوت الشعب بيد الغير فسلبت إرادته وصودرت قرارته ، وحتى هويته العربية والإسلامية لم تسلم من التدخل فتم مسخها باتفاقيات دولية تحت عناوين حماية حقوق الانسان .
استباحة القوات الامريكيه لأرض الحشد والرباط يمثّل إهانة للشعب الاردني ولمشروعه العربي الاسلامي الذي لطالما كان يمثل العنوان الأبرز لتحرير المسجد الأقصى وفك أسره من براثن الصهاينة المعتدين ، وإهانة لوطنية الشعب الاردني الذي طالما ردد الاناشيد الوطنية وأغنية " يا بلادي انتي حره" .
استقبال القوات الامريكية على أرضنا المباركة بحجة منع استخدام الاسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري أو ضمان عدم وصولها لأيدي الثوار المسلحين ، حجج واهية لطالما رددها الامريكان وحلفاؤهم من الغرب سابقا لتسويق ضرب العراق وتدميره وهو ماتم ، فبّركة الخبر وتضليل الرأي العام وصناعة الخوف لتبرير الحروب ، صناعة يتقنها الغرب وتنطلي على العرب ، وها هي نفس العبارات نسمعها من الولايات المتحدة لتبرير ارسال قواتها الى الاردن وذلك للتعامل مع التهديدات السورية الكيماوية المفترضه ضد شعبه أو ضد جيرانه ( الاردن واسرائيل ) .
تواجد القوات الأمريكية على ارض المملكة لن يقتصر على (200) جندي وسوف تتوالى القوات لتصل الى عشرات الآلاف ، كما حصل في العراق، وأفغانستان وكوريا الجنوبية، وغيرها من مناطق العالم، فالقواعد الامريكيه سوف يتم إسكانها على الارض الاردنيه ، ضمن سيناريو يستهدف ترتيب المنطقة بعد إحلال دمار شاسع واسع يطال الجميع .
المستهدف ليس سوريا النظام ، بل سوريا الشعب والأرض ، ونار الحرب سوف تمتد الى باقي دول الاقليم ، إنها مأساة كبرى سوف تحل بالمنطقة ، فتواجد القوات أمريكية على الارض الاردنيه يعطي مبررا للجماعات الاسلامية المتطرفة بإعلان الجهاد ضد القوات الغازيه ، وعندها تحل الكوارث وتحت عنوان محاربة الارهاب تمتد السنة اللهب لتطال الأبرياء في كل الاقليم .
لا ابالغ ان قلت بأننا دخلنا في نفق مظلم بسبب تبعية الحكومات للغرب ، وبسبب كبرهم وفسادهم وظلمهم أصبحنا رهينة للغرب ، فرمونا في مستنقع الوحل والهوان والتبعية والذل ، وكانوا قادرين على أن يجنبوا الاردن كل هذه الويلات ، لو تركوا الوطن دون تدخل خارجي واستجابوا لصوت الشعب الذي صرخ عاليا بأننا سنقف خلف جيشنا العربي ونكون له جندا تحت إمرته لحماية أرضنا وشعبنا والدفاع عن قدسية أرض الحشد والرباط ولكن دون تدخل الغرب .
اللهم أحفظ وطننا الغالي وشعوبنا العربية من كيد المتآمرين ....اللهم آمين