أسلحة وتسهيلات جديدة للكيان الصهيوني
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : أقدمت الولايات المتحدة على عقد مجموعة اتفاقيات عسكرية مع الكيان الصهيوني تقضي بتزويده بأسلحة أمريكية جديدة ومتطورة تقدر بعشرة مليارات دولار، من أجل إحداث زيادة ملحوظة في طول ذراعها الحربية الطويلة أصلاً، وكشفت التقارير الإعلامية المتعلقة بهذا الموضوع أن صفقات الأسلحة تشمل طائرات حربية مقاتلة حديثة لم يتم الكشف عنها حتى هذه اللحظة، والتي تعد فريدة من نوعها حيث تستطيع الطيران على ارتفاعات منخفضة جداً، وتهبط مثل المروحية وتحلق إلى ارتفاعات عالية جداً، بالإضافة إلى ميزات أخرى معقدة، ويعد الكيان الصهيوني أول من يحصل على هذا النوع من الطائرات خارج الولايات المتحدة.
كما تشمل الصفقات العسكرية طائرة تزويد بالوقود والتي تعد محطة وقود جوية متنقلة، تجعل طائرات العدو الصهيوني قادرة على ضرب أهداف بعيدة، بالإضافة إلى بحث تجديد المنحة الأمريكية التي كانت تمنح في السابق والتي تقدر بـ(30) مليار دولار على مدار عشر سنين.
هذا الخبر من جملة أخبار طرقت مسامع الشعوب العربية خلال الأيام القليلة الماضية تتعلق بالمشهد الإقليمي العربي، فقد نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية خبر فتح المجال الجوي الأردني أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية، وهو ما نفته الحكومة، ويشير نحو توقعات في غاية الخطورة تتعلق بمستقبل الأردن ومستقبل الدول العربية المجاورة، كلها لا تصب في مصلحة العرب على الجملة وتصب في مصلحة الكيان الصهيوني على وجه التحديد.
وفي خبر آخر أكثر خطورة يشير إلى أن طائرات العدو الصهيوني شنت غارات داخل العمق السوري، ورجعت إلى قواعدها بسلام دون أن يتم اعتراضها بقذيفة واحدة، وكانت قد دمرت قافلة عسكرية تحمل صواريخ متطورة يشك بأنها كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان، حيث تعتبر "اسرائيل" هذا التصرف متجاوزاً الخطوط الحمر المفروضة على جميع الأطراف في الإقليم.
ما ينبغي أن يُعلم من خلال هذه الأخبار أن "اسرائيل" والولايات المتحدة، قد رسمت خارطة التحرك لدول الطوق ومختلف الأطراف الفاعلة فيها منذ زمن بعيد، وقد أبدت التزاماً صارماً بمقتضيات هذا الاتفاق غير المعلن، وباتت "اسرائيل" ترقب التغيرات الجارية، وتحاول بالتعاون مع أطراف عربية وغير عربية التدخل بمجريات الأحداث بشكل مباشر عندما يقتضي الأمر، من أجل ضمان أمن "اسرائيل" كأولوية أولى، وحماية كل من يسهم في إنجاح هذه المهمة، ولذلك تجري تحركات محمومة في الإقليم تعمد جلها إلى وضع خطط وبرامج مشتركة تحول دون إحداث تغيير جوهري في المعادلات السابقة المفروضة على جميع دول المنطقة بلا استثناء.
إن قيام سلاح الجو الصهيوني بشن غارات تدميرية عبر السنوات السابقة في العمق العربي، كما فعلت في العراق عام 1982، وكما فعلت في سورية أكثر من مرة، دون أن تطلق عليها قذيفة واحدة، ودون أن تعترضها أي طائرة، مثل صدمة للمواطن العربي، ويزيد عمق الصدمة عندما تستمر الطائرات الصهيونية في خرق الأجواء العربية بشكل مذل ومهين ويتجاوز كل حدود العقل وحدود الاحتمال لدى الشعوب العربية المقهورة.
مجيء الجنود الأمريكان إلى الأردن، ومزاعم فتح الأجواء الأردنية للطيران الحربي الصهيوني، يمثل حلقة في مخطط مشترك يقتضي الاستعداد لمواجهة التطورات الجارية في سورية من أجل ضمان أمن "اسرائيل"، وفي هذا المجال ينبغي التأكيد بوضوح أن بقاء النظام السوري مسيطراً على الأراضي السورية وقادراً على حماية حدوده وضبطها، لا يمثل مشكلة لدى الإسرائيليين والأمريكان، ولكن المشكلة تتمثل في حالة سقوط النظام. إذ يقتضي الأمر تجهيز قوة مشتركة قادرة على بسط سيطرتها على مخازن الأسلحة الكيماوية والصواريخ السورية بعيدة المدى، حتى لا تقع في أيدي المقاتلين، ومن أجل تأمين حدود "اسرائيل" فقط، ولا يتعلق الأمر بمساعدة المعارضة المقاتلة، ولا يتعلق بتهديد النظام السوري، ولا المساعدة على اسقاطه، أقول هذا في ضوء الزوبعة الإعلامية التي تثار حول تطورات الأحداث في المنطقة، وما يجري من تعمية وتضليل وإخفاء متعمد لجوهر الحقيقة.
a.gharaybeh@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)
كما تشمل الصفقات العسكرية طائرة تزويد بالوقود والتي تعد محطة وقود جوية متنقلة، تجعل طائرات العدو الصهيوني قادرة على ضرب أهداف بعيدة، بالإضافة إلى بحث تجديد المنحة الأمريكية التي كانت تمنح في السابق والتي تقدر بـ(30) مليار دولار على مدار عشر سنين.
هذا الخبر من جملة أخبار طرقت مسامع الشعوب العربية خلال الأيام القليلة الماضية تتعلق بالمشهد الإقليمي العربي، فقد نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية خبر فتح المجال الجوي الأردني أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية، وهو ما نفته الحكومة، ويشير نحو توقعات في غاية الخطورة تتعلق بمستقبل الأردن ومستقبل الدول العربية المجاورة، كلها لا تصب في مصلحة العرب على الجملة وتصب في مصلحة الكيان الصهيوني على وجه التحديد.
وفي خبر آخر أكثر خطورة يشير إلى أن طائرات العدو الصهيوني شنت غارات داخل العمق السوري، ورجعت إلى قواعدها بسلام دون أن يتم اعتراضها بقذيفة واحدة، وكانت قد دمرت قافلة عسكرية تحمل صواريخ متطورة يشك بأنها كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان، حيث تعتبر "اسرائيل" هذا التصرف متجاوزاً الخطوط الحمر المفروضة على جميع الأطراف في الإقليم.
ما ينبغي أن يُعلم من خلال هذه الأخبار أن "اسرائيل" والولايات المتحدة، قد رسمت خارطة التحرك لدول الطوق ومختلف الأطراف الفاعلة فيها منذ زمن بعيد، وقد أبدت التزاماً صارماً بمقتضيات هذا الاتفاق غير المعلن، وباتت "اسرائيل" ترقب التغيرات الجارية، وتحاول بالتعاون مع أطراف عربية وغير عربية التدخل بمجريات الأحداث بشكل مباشر عندما يقتضي الأمر، من أجل ضمان أمن "اسرائيل" كأولوية أولى، وحماية كل من يسهم في إنجاح هذه المهمة، ولذلك تجري تحركات محمومة في الإقليم تعمد جلها إلى وضع خطط وبرامج مشتركة تحول دون إحداث تغيير جوهري في المعادلات السابقة المفروضة على جميع دول المنطقة بلا استثناء.
إن قيام سلاح الجو الصهيوني بشن غارات تدميرية عبر السنوات السابقة في العمق العربي، كما فعلت في العراق عام 1982، وكما فعلت في سورية أكثر من مرة، دون أن تطلق عليها قذيفة واحدة، ودون أن تعترضها أي طائرة، مثل صدمة للمواطن العربي، ويزيد عمق الصدمة عندما تستمر الطائرات الصهيونية في خرق الأجواء العربية بشكل مذل ومهين ويتجاوز كل حدود العقل وحدود الاحتمال لدى الشعوب العربية المقهورة.
مجيء الجنود الأمريكان إلى الأردن، ومزاعم فتح الأجواء الأردنية للطيران الحربي الصهيوني، يمثل حلقة في مخطط مشترك يقتضي الاستعداد لمواجهة التطورات الجارية في سورية من أجل ضمان أمن "اسرائيل"، وفي هذا المجال ينبغي التأكيد بوضوح أن بقاء النظام السوري مسيطراً على الأراضي السورية وقادراً على حماية حدوده وضبطها، لا يمثل مشكلة لدى الإسرائيليين والأمريكان، ولكن المشكلة تتمثل في حالة سقوط النظام. إذ يقتضي الأمر تجهيز قوة مشتركة قادرة على بسط سيطرتها على مخازن الأسلحة الكيماوية والصواريخ السورية بعيدة المدى، حتى لا تقع في أيدي المقاتلين، ومن أجل تأمين حدود "اسرائيل" فقط، ولا يتعلق الأمر بمساعدة المعارضة المقاتلة، ولا يتعلق بتهديد النظام السوري، ولا المساعدة على اسقاطه، أقول هذا في ضوء الزوبعة الإعلامية التي تثار حول تطورات الأحداث في المنطقة، وما يجري من تعمية وتضليل وإخفاء متعمد لجوهر الحقيقة.
a.gharaybeh@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)