jo24_banner
jo24_banner

إلهان عمر تحت التهديد بالقتل.. وترامب يحرض!

علي سعادة
جو 24 :
لم يعد الأمر مجرد هجوم كلامي وتصريحات تتسم بالكراهية حول النائبة «الديمقراطية» المسلمة إلهان عمر، عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي.
فقد طور المتطرفون والعنصريون في أمريكا هجومهم عليها إلى تهديد مباشر بالقتل آخرهم كان أمريكيا أبيض سأل في اتصال هاتفي مع أحد مساعدي إلهان يوم 21 آذار الماضي: «هل تعمل لصالح الإخوان المسلمين؟ لماذا تعمل لحسابها؟ إنها إرهابية. سأطلق رصاصة على جمجمتها».
وبعد إلقاء القبض عليه قال المتطرف للمحققين إنه «وطني يحب الرئيس ويكره المسلمين المتطرفين في حكومتنا». فيما اعتقلت الشرطة في شباط الماضي ضابطاً في الحرس الوطني وضع اسم عمر على قائمة القتل.
ونشر موقع «ديلي بيست» تقريرا للكاتبة كيلي ويل تقول فيه إن النائبة المسلمة عمر تواجه سيلا من التهديدات على الإنترنت، بعدما انتقدها المحافظون لتعليقات قالوا إنها قللت من أهمية الهجمات التي نفذها خاطفون للطائرات في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001 في نيويورك.
وذهبت المتطرفة لارا لومير أبعد من هذا، عندما طالبت على «إنستغرام»، بـ»تجريم» المسلمين الذين يعملون في مناصب عامة، ووصل الأمر بدعوة المعارضين للنائبة عمر على «تويتر» و»إنستغرام» لترحيلها أو قتلها.
ويعتبر التهديد بالقتل مخالفا لقوانين «إنستغرام» و»تويتر»، لكنهما، بالإضافة إلى «فيسبوك» و»يوتيوب»، يسمحان في خرق قواعد النشر لديهما ويغضان الطرف عن الكثير من الكراهية وتحديدا الموجهة للمسلمين.
ومنها ما كتبته رئيسة اللجنة القومية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيالز، قائلة: «إلهان عمر ليست معادية للسامية فقط، بل هي معادية لأمريكا»، فيما كانت لدى بعض قراء هذا «البوست» اقتراحات أخرى، فكتب أحدهم تغريدة، قال فيها: «يجب التخلص منها بتحيز متطرف»، فيما طالب البعض معلقين على ما كتبته ماكدانيالز بحرقها، أو إرسالها إلى معتقل غوانتانامو، أو ترحيلها.
ويقول الموقع إن البحث عن عمر في «تويتر» يكشف عن مجموعة من التهديدات بالقتل، وطالب البعض بمتابعتها وزميلتيها الديمقراطيتين إلكسندريا أوكاسيو- كورتيز والفلسطينية رشيدة طليب.
المتطرفة فلورا لومير، الممنوعة من استخدام «تويتر»، هاجمت في منشور لها حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، وتولى مناصب في الحكومة، ووصفت الإسلام بـ»السرطان»، وقالت لومير لأتباعها: «يجب ألا يسمح للمسلمين بالترشح لمناصب سياسية في هذا البلد، ويجب أن يحظر عليهم ذلك بالقانون»، وأضافت قائلة إن عمر وطليب ستدمران الدستور، وتطبقان محله «خلافة لأنهما هكذا، فهما مسلمتان».
وعلى الفور قام عدد من متابعي لومير بالدعوة لقتل النائبة عمر، فكتب أحد المؤيدين لترامب معلقا على ما كتبته لومير: «يجب أن يقوم واحد بذبح تلك العاهرة الشريرة»، وهو واحد من عدة تعليقات أوصت باغتيال عمر أو عرضت ذلك.
الواقع أن ما يجري مع عضوات الكونغرس الثلاث إلهان عمر ورشيدة طليب وألكساندريا أوكاسيو- كورتيز، هو نتاج طبيعي لسياسة الكراهية والعنصرية والتفوق الأبيض التي يبثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أكثر من أربع سنوات حين بدأ ترشحه الرسمي لانتخابات الرئاسة وحتى اليوم. وكانت من نتائجها أيضا ما جرى في مذبحة المسجدين في نيوزيلندا.
وهي سياسة تحتاج أن يتكاتف العالم الحر والديمقراطي من أجل وقفها فهي مثل كرة الثلج التي تتدحرج من أعلى التلال نحو المنحدر السحيق.
وترامب يدخل على خط الكراهية بطريقة مستفزة وحاقدة فهو يهدد إلهان عمر وتصريحاتها السابقة حول 11 سبتمبر، ناشرا شريط فيديو يحتوي على مشاهد محزنة من هجمات القاعدة وكتب: «لن ننسى أبدا».
وفي حديثها في العلاقات الأمريكية الإسلامية، قالت السيدة عمر: «تأسس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بعد 11/9 لأنهم أدركوا أن بعض الناس فعلوا شيئا ما، وأننا جميعًا بدأنا نفقد إمكانية الوصول إلى حرياتنا المدنية».
ودار الجدل والانتقاد حول استخدام كلمة «شيء» لوصف الأحداث.
ورأى كثير من المتابعين أن ما فعله ترامب يمثل تهديدا واضحا لحياة عمر.
وعلى عكس المحرض ترامب فقد مدح عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، المرشح للانتخابات الرئاسية 2020، اليهودي بيرني ساندرز، إلهان عمر، وهاجم ترامب. وقال ساندرز إن إلهان عمر شخصية قوية وشجاعة وقيادية، وإنها لن تتراجع عن مواقفها بسبب عنصرية وكراهية ترامب نحوها.
وطالب ساندرز بوقف الهجمات عليها، واصفا إياها بالحملة «الخطيرة والمثيرة للاشمئزاز».السبيل
 
تابعو الأردن 24 على google news