jo24_banner
jo24_banner

يحدث في زمن النذالة

علي سعادة
جو 24 :
يحدث في هذا الزمن المشبع بالنذالة أن يقوم أحد المستشفيات الخاصة بحجز جثث أطفال لوجود مستحقات مالية ومنع تسليمها إلى ذويهم. ويحدث أيضا أن تحجز مدارس خاصة ملفات وشهادات الطلاب لديها لوجود مستحقات مالية على أولياء أمورهم وأن تهددهم تلك المدارس بالحرمان من التقدم ل"التوجيهي".
ويحدث أن تقوم البنوك بجر أي مدين متعثر إلى القضاء والحجز على سيارته ومنزله وحتى أطفاله. ويحدث أن تلجأ جامعة خاصة إلى منع تخرج بعض الطلبة وحجز شهاداتهم لوجود مستحقات مالية.
ويحدث أن تقوم شركات الاتصالات بإصدار حكم قضائي بمنعك من السفر بسبب فاتورة لا تعرف عنها وعليك دفعها دون نقاش.
ويحدث أن يقوم "كونترول" باص "الكوستر" بتعليب 40 مواطنا في باص يتسع ل24 راكب وأن يتأمر عليهم بالجلوس أو الوقوف في الوضعية التي يراها مناسبة .
ويحدث أن توقف تكسي طلب فيمد السائق رأسه من الشباك ويسأل:" وين بدك"، وإذا لم يعجبه المكان يخنقك برائحة البنزين المنبعث من "اكزوزت" مهترىء وهو ينطلق بسرعة هربا منك.
ويحدث أن يعاملك صاحب البقالة والمخبز والملحمة والمعجنات و"الخضرجي" وبائع الملابس الجاهزة ومصلح الأحذية والملابس ومطعم الحمص والفول والفلافل، كما لو كنت متسولا على بابهم، يعاملونك بجلافة ونرفزة وتنمر .
ويحدث الكثير، فأنت عزيزي المواطن مجرد موطن عادي، أدة طيعة في خدمتهم وفي خدمة مصالحهم بلا غطاء قانوني أو أخلاقي. هم في الواقع يعاملونك بنفس الطريقة التي تعاملك فيها الحكومة، بازدراء واستهبال واستغلال وبيعك الوهم معلبا ومغلفا بورق السلفان.
لذلك عزيزي المواطن العادي الذي ينشد الحريه والاستقرار والحياة الطيبة الكريمة،
لا تندهش كثيرا فهم يحددون لك أجندتك اليومية ويقنعونك بأنك تمارس حقك في الرقابة والنشر والتعليق، ينتهي دورك بعد أن تنفجر الفقاعة التي وضعوك بها.
عليك أن تنسى تماما عبارة جون جلاسورتي :" أصدق مقياس للديموقراطية هو مدى الحرية التى يتمتع بها أفقر المواطنين". فهي لم تكتب لك ، صدقني، لم تكتب لك.



 
تابعو الأردن 24 على google news