jo24_banner
jo24_banner

ما "في فايدة"

جمانة غنيمات
جو 24 :

درﺟﺖ اﻟﻌﺎدة ﻋﻨﺪ ﺗﺸﻜﯿﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت أن ﺗﻨﺸﻐﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ واﻟﺼﺎﻟﻮﻧﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻤﺮاﻗﺒﻮن ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﻮزراء اﻟﺬﻳﻦ ﺳﯿﻨﻀﻤﻮن ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ وأوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﯿﺨﺮﺟﻮن ﻣﻨﮫﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻄﺮاوﻧﺔ ﻛﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ وﻣﻐﺎﻳﺮا!.


ﻓﻀﻌﻒ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﮫﺎ ﻛﺎن ﻣﺮده ﻛﺜﺮة اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ، وﺗﺰاﻳﺪ اﻟﺘﻮزﻳﺮ ﻟﺪرﺟﺔ ﻓﻘﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻓﻤﺎﻣﻌﻨﻰ أن ﻳﻮزر ﻓﻼن أو ﻋﻼن وﻣﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻼث ﺣﻜﻮﻣﺎت ﺟﺎءت ورﺣﻠﺖ ﺧﻼل 15 ﺷهرا ﺑﺮؤﺳﺎﺋﮫﺎ ووزراﺋﮫﺎ ﺑﺪون أن ﺗﺤﺪث ﻓﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ اﻹﺻﻼح اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي، ﻓﻠﻤﺎذا ﻳﻜﺘﺮث اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﮫﺎ؟.


ﻓﻘﺪان اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ طﺎﻟﻤﺎ أﺛﺎرت اھﺘﻤﺎم اﻷردﻧﯿﯿﻦ وﺷﻐﻠﺘهم  ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ وﻳﺸﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯿﺎل اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ، ودﻟﯿﻞ ذﻟﻚ ﺗﻜﺮار ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻻﻋﺘﺬار ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺜﯿﺮﻳﻦ ﻣﻨهم اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻣﻨهم ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻮزر ﺑﻌﺪ؛ إذ ﺟﺎء رﻓﺾ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ واﻟﯿﺎﺋﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺘﺮﺳﺦ ﺣﻮل اﻟﻤﺴﺆول وﻣﮫﻤﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻷردن.


وﺣﺘﻰ أﻛﻮن أﻛﺜﺮ واﻗﻌﯿﺔ وﺻﺪﻗﯿﺔ، ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﺻﻮرة اﻟﻤﺴﺆول ﻓﻲ أذھﺎن اﻟﻨﺎس ﻟﯿﺴﺖ إﻻ أداة ﻳﺘﻢ
اﺳﺘﺨﺪاﻣﮫﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ، ﻟﻜﻨﮫﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺤﺮق ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﮫﺎ أو ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨﮫﺎ، وھﺬا اﻟﺘﻘﮫﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮة ﻟﻠﻤﻮﻗﻊ اﻟﻌﺎم ﺧﻄﯿﺮ وﺣﺴﺎس، وھﻮ أﺣﺪ اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺟﻊ ھﯿﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ واﺗﺴﺎع اﻟﻔﺠﻮة ﺑﯿﻨﮫﺎ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.


اﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻠﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻄﺮاوﻧﺔ أﻧﮫﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ اھﺘﻤﺎﻣﺎ إﻋﻼﻣﯿﺎ وﺷﻌﺒﯿﺎ، وھﺬا ﻣﺎ ﻋﻜﺴﺘﻪ اﻟﺘﻐﻄﯿﺔ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ وأﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺸﺎرع ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ أﺳﻤﺎء اﻟﻮزراء؛ إذ ﻛﺎن ﻋﺪم اﻻﻛﺘﺮاث ﺳﯿﺪ اﻟﻤﻮﻗﻒ واﻻھﺘﻤﺎم ﻓﻲ أدﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ، ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻘﺪان اﻷﻣﻞ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺎت وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻌﻠﻪ.


وﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ردة اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎت رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻤﺜﺒﻄﺔ، واﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻜﺜﯿﺮﻳﻦ ﻳﺘﺜﺎءﺑﻮن، وﻟﻌﻞ أﺑﺮز ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﺪم ﺳﺤﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎب ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب، واﻟﺘﻤﮫﯿﺪ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻌﺪم إﺟﺮاء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻨﻮاب ﻓﻲ ﺣﺎل ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻟهيئة  اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﺘﺠهيزات ، وﻋﺪم ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻷﺣﺰاب أو اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت أو اﻟﻘﻮى اﻷﺧﺮى، وﺗﺮك اﻟﻜﺮة ﻓﻲ ﻣﺮﻣﻰ اﻟﻨﻮاب ﻟﻠﻘﯿﺎم بهذه المهمة ، وآﺧﺮھﺎ وأھﻤﮫﺎ أن اﻟﺼﻮت اﻟﻮاﺣﺪ ﻟﻢ ﻳﺪﻓﻦ ﺑﻌﺪ.


ﺑﻌﺪ إﻋﻼن اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﺴﻮب اﻟﺘﻔﺎؤل ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻓﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺘﺸﻜﯿﻠﺘﮫﺎ اﻟﻤﺜﻘﻠﺔ
اﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻤﺮء ﻳﺸﻌﺮ أن ﺗﻐﯿﯿﺮا ﻣﺎ ﺳﯿﺄﺗﻲ، وﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻜﻼﺳﯿﻜﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺿﻤﺘﮫﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ زﺣﺰﺣﺔ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﮫﻢ، ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺎدة ﺑﺼﯿﺺ أﻣﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺪﺛﻪ ھﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.


ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺷﻌﻮر ﺑﻌﺪم ﺟﺪوى اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ، وﺿﻌﻒ ﻓﺮص اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ، ﻓﺂﻟﯿﺎت ﺗﺸﻜﯿﻞ ورﺣﯿﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ھﻲ ذاﺗﮫﺎ واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أن اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ واﺣﺪة، وھﺬا ﻣﺎ ﺳﯿﺜﺒﺘﻪ ﻗﺎدم اﻷﻳﺎم.


ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ 2011 ورﺣﯿﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺳﻤﯿﺮ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ واﻷردﻧﯿﻮن ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻗﻄﻒ ﺛﻤﺎر اﻹﺻﻼح، ﻟﻜﻨﮫﺎ ﻟﻢ ﺗﺄت، وأظﻨهم ﻣﻠﻮا ھﺬه اﻟﻤﺴﺮﺣﯿﺎت واﻷدوار اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﮫﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ دون أن ﻳﺘﻐﯿﺮ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ، ودون أن ﻳﺸﻌﺮوا أﻧﮫﻢ ﺣﻘﻘﻮا ﻣﻨﺠﺰا ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ ﺑﻌﺪ أﺷﮫﺮ طﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻹﺻﻼح ﺑﺪون ﻓﺎﺋﺪة.


اﻟﻤﺰاج اﻟﻌﺎم اﻟﺴﯿﺊ ﺣﯿﺎل اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ، واﻷﻣﻮر ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﺪان اﻷﻣﻞ ﺑﮫﺎ، ﻟﻜﻦ إﻟﻰ أﻳﻦ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺼﻞ
ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ھﺬا؟.

(الغد)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير