روتين «المستشفيات الحكومية» يزيد معاناة المرضى!
كثرة الاجراءات والانتظار لساعات داخل المستشفيات الحكومية اصبحت تشكل مصدر ازعاج وارهاق للمريض ربما أكثر من المرض نفسه!!
فعند دخولي الى احدى المستشفيات الحكومية بمرافقة مريض منذ أيام... بدأت رحلة المعاناة والتعب من الاجراءات الروتينية القاتلة داخل المستشفى...
ففي الساعات الاولى للدوام يحتشد عشرات المراجعين لاخذ دور عند الطبيب المتخصص.. وأحيانا يأتي الطبيب في موعده وأحيانا يتأخر!!
ويمضي وقت انتظار «الدور» من ساعة الى ثلاث ساعات، مع ضرورة التذكير بان موعد المريض المعطى له من سجل المواعيد في المستشفى تم تحديده قبل نحو 3 اشهر...!!
معاناة المرضى المراجعين للمستشفيات الحكومية لا تقتصر على المرض نفسه الذي يعاني منه المريض بل يتعداه الى التعب الجسدي من طول الانتظار...او كما نقول بالعامية ( اللي مش مريض بمرض من معاناة الانتظار) !
وهنا لا بد من الاشارة الى عدم توفر مقاعد جلوس كافية لانتظار المرضى غالبا، الامر الذي يزيد من حجم المعاناة.
وعند وصول الدور.. يطلب الطبيب المختص عادة اجراء تحليل او صورة اشعة او تحويل الى مستشفى اخر...وهنا تعود المعاناة في الاجراءات وذلك من اجل توقيع ورقة هنا او ختمها هناك او سحب عينة..وقد تضطر كي تذهب من مبنى الى مبنى آخر..وبين كل مبنى ومبنى مسافات شاسعة..
وتعود مرة اخرى الى المبنى الاول فقط من اجل ختم ورقة..!!
هذه الاجراءات الصعبة تزيد العبء والضغط على المريض وحتى مرافقيه...فيغادر المريض المستشفى منهكا مرهقا يتمنى ان لا يعود مرة اخرى للمراجعة...
تتشابه المواقف وتصب جميعها في معاناة متزايدة للمريض في معظم المستشفيات الحكومية...
الاخطاء تحصل في اي مكان، والضغط على المستشفيات الحكومية نتيجة حتمية لمعاناة المريض...
ونحن لا ننكر اهتمام وزارة الصحة في خدمات الرعاية الصحية...ولكن لماذا لا نقلص على المرضى الاجراءات ونعزز مرونتها؟؟
لماذا لا نزيد السعة السريرية للمستشفيات في عدد من مناطق المملكة..بالاضافة الى زيادة عدد الأطباء في جميع التخصصات الطبية؟
ولماذا لا تتم دراسة امكانية تشغيل الفترة المسائية في المستشفيات الحكومية ومنح الأطباء حوافز مالية لتغطية الفترة المسائية؟؟
نتمنى على وزارة الصحة وضع خطة تطويرية تهدف الى الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية
والتخفيف من الضغط على المستشفيات الحكومية...لانه في النهاية «صحة المواطن هي الأساس».