jo24_banner
jo24_banner

نحو هيئة مستقلة للمتسوق الخفي ..

نادر خطاطبة
جو 24 :



حتى لانوسم بالسلبية ، نعرض مقترحا يحمل في طياته الإيجابية، والبناء على نجاح فكرة المتسوق الخفي وتطويرها ، بدلا من الاقتصار على دور رئيس الوزراء في إعلان نتائج الدوائر التي يزورها المتسوق من قبل الرئيس شخصيا، وبطريقة يهلل فيها لـ " زيد " وجماعته في دائرة ما ويمسح الارض بـ " عبيد " وجماعته على مرأى ومسمع الاردنيين من مختلف الاصول والمنابت،  حتى اللاجئين في مخيم الزعتري ..

 يقوم المقترح على استحداث هيئة مستقلة تحت عنوان " هيئة التسوق الخفي" ويتم رفدها بكوادر بشرية من المتعطلين عن العمل،  بدلا من استمرارية إضرابهم بين حين وحين على بوابات الديوان الملكي،  والرئاسة ، ومجلس " النوام " استجداء لفرص العمل ، فيتولى هؤلاء على مدار العام ، زيارات خفية للدوائر والمؤسسات ، يرصدون الحراك الإيجابي والسلبي الخدمي فيها، وتفريغه وتحليله مع اعطاء اشارات لدولة الرئيس باطلاق التصريحات،  بين فينة واخرى عن موعد الكشف عن النتائج .

وبسياق تطويري اوسع،  يمكن ان يحدد شهرا خلال العام لإعلان النتائج، على غرار التوجيهي ، لتشهد البلاد عقبها سيل التهاني بوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ، كـ " عشيرة .. تهنيء ابنها البار رئيس قسم مكافحة الحشرات والقوارض في بلدية .. لحصول قسمه على معدل ٩٩.٨ بين أقسام بلديات المملكة وهكذا ، بينما تنشغل محافظة اخرى بمحاولة رئيس دائرة ما  الانتحار ، بعد ان نالت دائرته علامات تؤهله والكادر لتوسد متكئاً في جهنم الحمراء بالاخرة ، حتى لو تمت الطبطبة على افعالهم في الحياة الدنيا !!

طبعا المشاهد لن تخلو كذلك من " لبطة وهيزعية  واهتمام جماهيري وتصريحات لدولته " تنفرد بها وسائل اعلام دون اخرى ، حول مراحل اعداد النتائج ونسبها ، وان كوادر " وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة "  شرعت بالتعامل مع البيانات الاحصائية ونسبها تمهيدا للتحضير لمؤتمر صحفي لرئيس الوزراء يعلن فيه النتائج  وهكذا نكون نكون اوجدنا " شغلة لمثنى وجماعته يقزقزوا فيها " مع حفظ الألقاب.. 

اما دولة الرئيس المرتبط اداؤه بكمّ المعلومات المتوافرة، فمؤكد ان الحالة التي نقترحها ستجعله يطلق تصريحا بين حين وحين،  لوسائل اعلام تملك كاميرات حديثة احترافية ، معدة للبث الفضائي،  بدلا من الاتكاء على خليوي يحمله المستشار،  بمشهد استعراضي، سيء الاخراج ونريحه ايضا،  عناء زيارة المؤسسات فرادى، للتلفظ بما تيسر من جمل تشيد بحسن اداء بعضها ، وتفضح بشكل مخزي اداء اخرى وموظفيها ، وسط حالات انتصار وتصفيق في مكان ما ، وخزي وعار في اخر ..

بالمناسبة ايضا لا يغيب عن المقترح المشهد الامني، وحالة البلاد خلاله من نواحي الاستنفار تحسبا للممارسات السلبية، بعد اعلان النتائج، جراء فاردة تطوف شوارع مدينة، يطل من على ظهر البكم او فتحة الجيب فيها ،  مدير اشغال،  باعتباره ناجحا بتفوق، فيما اخر يمارس صورا سلبية، بعد ان جر اذيال الخيبة بنتيجته التي كشفت ضعفه وعدم قدرته على  اصلاح منهل مجاري ..

مشهد الاثارة الذي مارسه دولته امام العاملين بمنطقة ماركا وتدرج في تقييمهم من اذار،  حيث كان تحصيلهم 80 بالمئة وارتفعت علاماتهم الى 90 بالمئة في نيسان لتصل الى 92 في ايار،  وموجة الفرح والابتسامات التي ارتسمت على وجوه العاملين ، بمشهد اقرب للطفولية، يؤكد الحاجة اكثر من اي وقت مضى، لإراحة العباد، من حالة الاست ... واكملوا الفراغ بما شئتم؟!
 
تابعو الأردن 24 على google news