لجنة الإعلام.. والانسحاب التكتيكي
نادر خطاطبة
جو 24 :
الانسحاب التكتيكي يصنف أنه " مناورة اختيارية للتراجع ، وهو ناجح لغايات تنظيم الصفوف مجددا، لكن شريطة أن يكون سريعا جداً، إذ أن التباطؤ فيه مع غياب الآلية التنظيمية تربك المشهد ، وتجعل الاعداد للخطوة القادمة في المعركة أكثر صعوبة" ...
من وجهة نظر شخصية لايمكن اغفال أن لجنة تطوير استراتيجية للاعلام من اختارها له غاية وهدف ، وما محاولة التراجع والترقيع ، وأنها ضمن سياق طبيعي يصنف بباب العصف الذهني، الذي سيكون متاحا امام آخرين ، إلا انسحابا تكتيكيا، لكنه تاخر جراء الصمت المرتبك حيال موجة الانتقاد التي طالت اللجنة كإطار عام لا لشخوصها ، وبصراحة أن محاولة الباس شخوص اللجنة ثوب عدم فهم الرسالة، فهو دليل فشل الجهة القائمة على مشروع التطوير ، وهزيمة وخسارة من الجولة الأولى، ولاتصنف أنها انسحابا تكتيكيا بتاتاً.
أخطأ زملاء في المهنة، بمحاولة خلق حالة تصفية حساب مع مجلس النقابة، وعميت البصيرة عن هدف يراد تحقيقه بغض النظر عمن هم شخوص مجلس النقابة ، حتى لو كان عتاولة المهنة على رأسها ..
خطأ أن نخرج القصة من كونها محاولة بائسة لمواجهة مناخ عام، اوجد فضاء حرية، يصر البعض على لجمه، لاعتبارات ابعد ماتكون عن صالح عام، وأن غلف الهدف وجمل بهذه الغاية ...
اهل مكة ادرى بشعابها ، من هنا فنقابة الصحفيين شاء من شاء وأبى من أبى هي الناظم والضامن للمهنة من جهة والمفترض أن تكون الشريك الرئيسي لضبط ايقاعها، بما يتفق مع منهج أن المهنة مهنة حريات ، لكن ماجرى امس هو محاولة تغول سيدفع ثمنها كثر من الزملاء ، واولهم من تصدى للدفاع عن صاحب المبادرة أو الفكرة أو التوجه، دون أن يعي الفهم الدستوري والقانوني للديوان الملكي ودوره..
لم نمس في حالتنا الاعتراضية على اللجنة شخوصها، وهم قامات في مهنهم ، لكن كياننا المؤسسي لمهنتنا إعلاميين وصحفيين عنوانه معروف وقائم منذ العام ١٩٥٣، والظروف والاحوال وحالات المد والجزر ، والتعرجات والالتواءات التي حدثت أثبتت ضرورة وجود ودور هذا الكيان، بغض النظر عن أداء الشخوص المنتخبين للإدارة بمرحلة أو مراحل معينة ، والمطالبة بتجاوز هذه النقابة أو غيرها من النقابات في شؤون تخصها، مثلها مثل المطالبة بإنهاء الديمقراطية لضعف أداء البرلمان ، وربما تمهيدا للجنة تتولى العودة بنا لمربع تعيين مجلس استشاري " ملاة الايد " أن اقتضى الامر .
التحفظ على اللجنة والدور الذي أريد لها مرده إيماننا أننا مازلنا قادرين على التقدم خطوة وخطوات للامام ، لكن البعض لايريد للوطن المبتلى الا بقاء الوضع كما هو ، ولو عدنا لنقطة الصفر لايضيرهم ذلك، بل ربما هو غاية وهدف ..
بيان النقابة، وعجز الصحف عن نشره وحتى وكالة الأنباء الأردنية ، وقناتي التلفزيون الاردني والمملكة، هذا العجز يجب أن ينظر له من زاوية ما يريده صاحب فكرة اللجنة ، من فرض مزيد من الوصاية على الإعلام عموما، ومدعاة للتفكر، ولو كانت الغاية غير ذلك لكان التصرف نشر بيان نقابي يوازيه بيان رسمي من الديوان ، لا تغريدة مقتضبة على موقع تواصلي اجتماعي !!
بقي الإشارة إلى أن نهاية تشرين ثاني الماضي شهدت لقاء للجنة التوجيه الوطني والإعلام بمجلس النواب مع وزير الإعلام وتحدث فيه عن ملامح استراتيجية وطنية شاملة للاعلام تعكف الحكومة على إعدادها مع الشركاء وأبرزهم نقابة الصحفيين ، التي كانت حاضرة بسياق نقاش واقع الإعلام ومشكلات المؤسسات المعيشية ، بالتالي ما الداعي الان إلى محاولة أي جهة كانت الاستحواذ على الكرة ، حتى وإن كانت لاتجيد اللعب بها ؟