العدوان الصهيوني على سورية وخلط الأوراق
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : العدوان الصهيوني على سورية، فعل مستنكر ومسيء إلى كل عربي ومسلم سواء كان مع نظام بشار أو ضده، وسواء كان مع الثورة أو ضدها، ويستحق أعلى درجات الشجب والإدانة، مهما كانت درجة بطش النظام ودمويته وقمعيته لشعبه، بأن كل أنواع التدخل الأجنبي مرفوضة، سواء كانت مؤيدة للنظام أو معارضة ومعادية.
العدوان الصهيوني على سورية في هذا الوقت، يجب الوقوف على حقيقة مقاصده ودوافعه، حتى لا يتم الصيد في الماء العكر، ويجب أن لا يتم الاستثمار فيه في معترك الخصومة السياسية، وفي ضوء هذه القاعدة، ينبغي الوقوف على الحقائق التالية:
- الكيان الصهيوني أعرب عن قلقه البالغ من انهيار النظام، والذي سيؤدي إلى سيطرة المنظمات الجهادية والجماعات الإسلامية على مقاليد الحكم في سورية، مما يشكل تهديداً مستقبلياً على أمن الكيان الصهيوني، وقد أعلن رئيس الحكومة الصهيونية بكل وضوح أن من حق "اسرائيل" الدفاع عن أمنها ومن حقها منع وصول الأسلحة الاستيراتيجة إلى أيدي الثوار، ومنع وصول الصواريخ إلى حزب الله اللبناني، ولذلك كانت الضربة الصهيونية محتملة ومتوقعة في ضوء هذه التصريحات، التي رسمت خطوطاً حمرًا على صعيد الأوضاع الجارية في سورية في ضوء تجاربها السابقة في استباحة الأجواء العربية.
- عندما عزمت أمريكا على احتلال العراق وإسقاط النظام العراقي، شكلت تحالفاً دولياً من مختلف دول العالم، ولم تسمح (لإسرائيل) بأن تكون ضمن هذا التحالف لأغراض سياسية، وعندما أقدم الرئيس صدام على ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ بعيدة المدى، تم الطلب الأمريكي الحاسم من (إسرائيل) بعدم الرد، والتزمت اسرائيل بهذه السياسة وكان باستطاعتها الرد بكل تأكيد، من أجل عدم إفشال الخطة الموضوعة في مواجهة العراق.
إن إقدام الكيان الصهيوني على هذا العدوان والقيام بالغارات الجوية المدمرة على مواقع محددة منتقاة في سورية، يدلك بشكل واضح على عدم شعور الصهاينة بأي نوع من أنواع الحرج، وعدم الإحساس بالإقدام على إفشال مخطط معين محبوك بطريقة دولية.
إن ما يقوله إعلام النظام أن هذا العدوان يكشف الارتباط بين اسرائيل والمنظمات الجهادية "والإرهابية"! هو نقيض الحقيقة، لأن الحقيقة الثابتة تقول لو كان هناك ارتباط لما أقدمت اسرائيل على كشفه، ولن تقدم على هذه الخطوة التي تعد من الغباء السياسي في ظل هذا الافتراض، الذي يجافي المنطق فضلاً عن مجافاة الواقع الفعلي، بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع هذه الجماعات.
الكيان الصهيوني أقدم على تنفيذ غارات مدمّرة على أهداف في العمق السوري قبل الثورة الشعبية وبعدها وقبل مجيء الجماعات المقاتلة وبعدها، فقد دمرت محطات الصواريخ في البقاع قبل زمن طويل، وأقدمت على اغتيال القائد العسكري لحزب الله (مغنية) في إحدى ضواحي دمشق الراقية، ودمرت المفاعل النووي السوري قبل سنوات قليلة، وفي كل مرة لم تقم سورية بالرد ولو بطلقة واحدة، وكان التصريح المتكرر دائماً أن سورية تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، ومضى ما يقارب نصف قرن من الزمان على احتلال الجولان، ولمّا يأتي بعد الوقت المناسب والردّ المناسب.
ما يجب أن نقوله في هذا المقام، أن العدوان الصهيوني على سورية وعلى أي قطر عربي، يشعرنا بالمهانة ويشعرنا بالذل الممزوج بالألم المبّرح، نتيجة حقيقة عجز الأنظمة وضعفها وهوانها وعدم قدرتها على الدفاع عن أرضها وشعبها، وما يجب قوله أن النظام يمتلك فرصة لوقف حربه ضد شعبه وإعلان الوحدة الوطنية ضد العدوان الصهيوني، الذي يستهدف جميع العرب بلا استثناء.
ولكن للأسف لا نتوقع من النظام أن يقدم على هذه الخطوة السياسية، لأنه لا يمتلك الجرأة على الاعتراف بالخطأ، ولا يمتلك الجرأة السياسية على وقف الحرب الداخلية المجنونة ليتفرغ للحرب الخارجية لو كان جاداً، لأنه يفتقد إلى المصداقية الفعلية في مواجهة العدو الصهيوني سابقاً ولاحقاً.
السؤال الكبير هل ثقافة الصمود والمقاومة والممانعة مرتبطة بالاستبداد والقمع والظلم والبطش والتعسف "والدعس" على رقاب الشعب!! أليس من الممكن مقاومة العدو وممانعة الاستسلام مع قليل من الحرية والديموقراطية وقليل من الاحترام لحقوق الإنسان!!
يقول الشاعر العربي: أسد عليّ وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر
العدوان الصهيوني على سورية في هذا الوقت، يجب الوقوف على حقيقة مقاصده ودوافعه، حتى لا يتم الصيد في الماء العكر، ويجب أن لا يتم الاستثمار فيه في معترك الخصومة السياسية، وفي ضوء هذه القاعدة، ينبغي الوقوف على الحقائق التالية:
- الكيان الصهيوني أعرب عن قلقه البالغ من انهيار النظام، والذي سيؤدي إلى سيطرة المنظمات الجهادية والجماعات الإسلامية على مقاليد الحكم في سورية، مما يشكل تهديداً مستقبلياً على أمن الكيان الصهيوني، وقد أعلن رئيس الحكومة الصهيونية بكل وضوح أن من حق "اسرائيل" الدفاع عن أمنها ومن حقها منع وصول الأسلحة الاستيراتيجة إلى أيدي الثوار، ومنع وصول الصواريخ إلى حزب الله اللبناني، ولذلك كانت الضربة الصهيونية محتملة ومتوقعة في ضوء هذه التصريحات، التي رسمت خطوطاً حمرًا على صعيد الأوضاع الجارية في سورية في ضوء تجاربها السابقة في استباحة الأجواء العربية.
- عندما عزمت أمريكا على احتلال العراق وإسقاط النظام العراقي، شكلت تحالفاً دولياً من مختلف دول العالم، ولم تسمح (لإسرائيل) بأن تكون ضمن هذا التحالف لأغراض سياسية، وعندما أقدم الرئيس صدام على ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ بعيدة المدى، تم الطلب الأمريكي الحاسم من (إسرائيل) بعدم الرد، والتزمت اسرائيل بهذه السياسة وكان باستطاعتها الرد بكل تأكيد، من أجل عدم إفشال الخطة الموضوعة في مواجهة العراق.
إن إقدام الكيان الصهيوني على هذا العدوان والقيام بالغارات الجوية المدمرة على مواقع محددة منتقاة في سورية، يدلك بشكل واضح على عدم شعور الصهاينة بأي نوع من أنواع الحرج، وعدم الإحساس بالإقدام على إفشال مخطط معين محبوك بطريقة دولية.
إن ما يقوله إعلام النظام أن هذا العدوان يكشف الارتباط بين اسرائيل والمنظمات الجهادية "والإرهابية"! هو نقيض الحقيقة، لأن الحقيقة الثابتة تقول لو كان هناك ارتباط لما أقدمت اسرائيل على كشفه، ولن تقدم على هذه الخطوة التي تعد من الغباء السياسي في ظل هذا الافتراض، الذي يجافي المنطق فضلاً عن مجافاة الواقع الفعلي، بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع هذه الجماعات.
الكيان الصهيوني أقدم على تنفيذ غارات مدمّرة على أهداف في العمق السوري قبل الثورة الشعبية وبعدها وقبل مجيء الجماعات المقاتلة وبعدها، فقد دمرت محطات الصواريخ في البقاع قبل زمن طويل، وأقدمت على اغتيال القائد العسكري لحزب الله (مغنية) في إحدى ضواحي دمشق الراقية، ودمرت المفاعل النووي السوري قبل سنوات قليلة، وفي كل مرة لم تقم سورية بالرد ولو بطلقة واحدة، وكان التصريح المتكرر دائماً أن سورية تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، ومضى ما يقارب نصف قرن من الزمان على احتلال الجولان، ولمّا يأتي بعد الوقت المناسب والردّ المناسب.
ما يجب أن نقوله في هذا المقام، أن العدوان الصهيوني على سورية وعلى أي قطر عربي، يشعرنا بالمهانة ويشعرنا بالذل الممزوج بالألم المبّرح، نتيجة حقيقة عجز الأنظمة وضعفها وهوانها وعدم قدرتها على الدفاع عن أرضها وشعبها، وما يجب قوله أن النظام يمتلك فرصة لوقف حربه ضد شعبه وإعلان الوحدة الوطنية ضد العدوان الصهيوني، الذي يستهدف جميع العرب بلا استثناء.
ولكن للأسف لا نتوقع من النظام أن يقدم على هذه الخطوة السياسية، لأنه لا يمتلك الجرأة على الاعتراف بالخطأ، ولا يمتلك الجرأة السياسية على وقف الحرب الداخلية المجنونة ليتفرغ للحرب الخارجية لو كان جاداً، لأنه يفتقد إلى المصداقية الفعلية في مواجهة العدو الصهيوني سابقاً ولاحقاً.
السؤال الكبير هل ثقافة الصمود والمقاومة والممانعة مرتبطة بالاستبداد والقمع والظلم والبطش والتعسف "والدعس" على رقاب الشعب!! أليس من الممكن مقاومة العدو وممانعة الاستسلام مع قليل من الحرية والديموقراطية وقليل من الاحترام لحقوق الإنسان!!
يقول الشاعر العربي: أسد عليّ وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر