jo24_banner
jo24_banner

تصريحات الذنيبات.. عندما تكون معدلات الجنوح السادي معيارا لتقييم اداء الوزراء

تصريحات الذنيبات.. عندما تكون معدلات الجنوح السادي معيارا لتقييم اداء الوزراء
جو 24 :
وائل عكور - لا شكّ أن نتائج الثانوية العامة في دورتها الصيفية للعام 2019 جاءت مغايرة عمّا كانت عليه في السنوات الماضية، فقد كانت المعدلات مرتفعة بشكل ملحوظ إلى حدّ تمكن طالب من تحقيق علامة 100%، الأمر الذي بدا أنه استفزّ وزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمد ذنيبات ودفعه للقول إن "ما جرى ليس صحيحا ولا يمكن أن يكون انعكاسا للواقع، وإن هذه المعدلات تعني أننا في مجتمع عباقرة".

ذنيبات لم يتوقف عند ذلك الحدّ، بل واصل هجومه على وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور وليد المعاني قائلا إنه "لا يجوز كسب الشعبية باتهام الآخرين أنهم كانوا يستقدمون أشخاص من الخارج لوضع اسئلة الامتحان الوطني".

لا نعلم حقيقة السبب الذي يمكن أن يكون استفزّ الوزير الذنيبات، لكنّ الواقع يقول إن امتحان الثانوية العامة خلال فترة توليه موقع وزير التربية والتعليم كان بمثابة "كابوس" لمعظم الطلبة وأهليهم، وصارت مواقع عقد الامتحان الوطني أشبه ما تكون بالثكنات العسكرية نتيجة التواجد الأمني الكثيف، كما ارتفعت نسب الرسوب في عهده بشكل ملحوظ، وانخفضت معدلات الناجحين.

من غير المعقول أن يكون الجنوح الرسمي نحو السادية -سادية الحكومات والوزراء- هو المعيار في الحكم على أداء المسؤولين، وأن يبدأ البعض بمهاجمة الوزراء والمسؤولين الذين لا يمارسون السادية!

ربما غاب عن ذهن الذنيبات أن ارتفاع معدلات الناجحين لن يؤثر على فرصهم بالقبول في الجامعات، فنظام القبول الموحّد يعتمد أساسا على ترتيب المتقدمين للجامعات ويأخذ الأعلى فالأعلى، كما أن وزارة التربية لم تقم بزيادة طلبة علامات على حساب آخرين في هذا العام، بل أعطت لكلّ ذي حقّ حقه.

لا يمكن لأحد أن ينكر أن امتحان التوجيهي في بعض السنوات كان يتضمن اسئلة من كتب يدرسها طلبة الجامعات، وهذا دليل على دقة ما قاله الوزير والأكاديمي العريق الدكتور وليد المعاني من كون الاسئلة كانت في بعض الأحيان من الخارج، لكن يبدو أن الذنيبات لا يدرك تلك الحقيقة.

الحقيقة أن تصريح ذنيبات يؤشر على استخفاف كبير بقدرات الشباب الأردني، فهو لا يشعر أن شبابنا عبقري -وهذا حال كثير من المسؤولين الذين يعتقدون أن الشعب قاصر- وهو ما يفتح كثيرا من الاسئلة حول مدى استحقاقه ليتبوأ مواقع قيادية في الدولة الأردنية.

بالتأكيد لا يمكننا أن نحاكم مسيرة الذنيبات كاملة في مادة صحفية واحدة، فما قام به من اختلاق للأزمات مع المعلمين ونقابتهم، واحباط لكثير من الطلبة الذين قذفهم في الشارع نتيجة سوء سياساته التي حرمتهم الدراسة الجامعية، وتدمير ممنهج للجامعات الخاصة التي سرّحت مئات العاملين لديها جراء التنكيل بطلبة التوجيهي يحتاج إلى كثير من الوقفات.
تابعو الأردن 24 على google news