باكستان والدورة الجديدة
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : باكستان تعد من أكبر الدول الإسلامية التي تمتلك مقدرات هائلة وقدرة تصنيعية كبيرة، وهي دولة نووية، ولكنها تعرضت لانتكاسة شديدة خلال السنوات السابقة، عندما انقض قائد الجيش "برويز مشرّف" على السلطة، وقوض الديمقراطية، وأودع الرئيس المنتخب (نواز شريف) السجن، ثم عمل على ترحيله إلى المملكة السعودية، وسار بالبلاد القهقري عبر دهليز الاستبداد، ورهن بلاده للأمريكان الذين جاءوا لاحتلال افغانستان وإعلان الحرب على ما سمّوه: "الإرهاب الإسلامي" ودخلت باكستان في معركة خاسرة لا ناقة لها فيها ولا جمل، وضربها العنف الداخلي والانقسام المجتمعي الحاد، الذي أفقدها وزنها السياسي، وعطل دورها الإقليمي، وأصبحت تعاني من أوضاع سياسية قلقة، وأوضاع اقتصادية متدهورة.
باكستان تشهد اليوم انتخابات تشريعية عامة، أسفرت عن فوز (نواز شريف) مجدداً بأغلبية مريحة تجعله قادراً على تشكيل الحكومة الباكستانية القادمة وحده، دون حاجة إلى اجراء تحالفات سياسية مع آخرين، وللمفارقة تم إلقاء القبض على الرئيس العسكري السابق (برويز مشرّف) وتم إيداعه السجن، تمهيداً لمحاكمته على جرائمه التي ارتكبها أثناء فترة حكمه المنصرمة.
باكستان تعد دولة عظيمة من دول العالم الإسلامي، التي ينبغي أن تستعيد عافيتها ودورها الإقليمي المطلوب، وأن تشكل توازناً معقولاً في المنطقة، من خلال إعادة الاستقرار السياسي الداخلي أولاً، ومعالجة مسار العنف المدمر الذي ضرب المجتمع الباكستاني بقوة، كما تحتاج إلى تصحيح الأوضاع الاقتصادية لتستعيد مكانتها اللائقة بها على مستوى قارة آسيا الناهضة بتسارع كبير.
الحل يكمن باستعادة الشعب الباكستاني حريته المفقودة وإرادته المسلوبة، من خلال ترسيخ النهج الديمقراطي الصحيح الذي يمكن الشعب الباكستاني من اختيار الحكومات وأصحاب السلطة من خلال صناديق الاقتراع، التي تكرس التنافس بين الأحزاب والبرامج السياسية، والتخلص من منهج الاستبداد المدمر، الذي يكرس الحكم الفردي الفاسد، كما ينبغي التخلص من منهج الارتهان الذي يكرس التبعية إلى البرنامج الأمريكي الاستعماري الذي أورث المنطقة الخراب والدمار والتمزق والانقسام المجتمعي والضعف السياسي، والذي أدخل دول المنطقة في دوامة العنف الداخلي القاتل.
البلاد العربية سوف تبقى في مستنقع الضعف، وسوف تبقى تعاني من الضعف السياسي والترهل الاقتصادي، وسوف تبقى فريسة للعنف الداخلي والانقسام المجتمعي إذا لم تتحرر الشعوب العربية من قبضة الحكم الاستبدادي الفردي المطلق، الذي يكرس الفساد والتبعيّة والارتهان للأجنبي.
لا نهوض على الاطلاق من خلال مصادرة حرية الشعوب ومصادرة حقها في اختيار حكامها وتشكيل حكوماتها، وسوف تبقى تراوح في مربع التخلف والضعف والانقسام المصحوب بالخداع والتضليل القائم على خطاب "ديماغوجي" متخلف عبر سدنة فكر الاستبداد والقمع والكبت.
التجربة الباكستانية تستحق الدراسة والعبرة، حيث حولها الحكم الاستبدادي الفاسد من دولة نووية قوية، إلى دولة فاشلة منهارة، بلا وزن سياسي وبلا أثر إقليمي، في حين نشهد تصاعد الدور الهندي والإيراني والصيني والياباني والكوري على صعيد قارة آسيا، التي أصبحت تحتل مكانة عالميّة مشهودة. العرب اليوم
باكستان تشهد اليوم انتخابات تشريعية عامة، أسفرت عن فوز (نواز شريف) مجدداً بأغلبية مريحة تجعله قادراً على تشكيل الحكومة الباكستانية القادمة وحده، دون حاجة إلى اجراء تحالفات سياسية مع آخرين، وللمفارقة تم إلقاء القبض على الرئيس العسكري السابق (برويز مشرّف) وتم إيداعه السجن، تمهيداً لمحاكمته على جرائمه التي ارتكبها أثناء فترة حكمه المنصرمة.
باكستان تعد دولة عظيمة من دول العالم الإسلامي، التي ينبغي أن تستعيد عافيتها ودورها الإقليمي المطلوب، وأن تشكل توازناً معقولاً في المنطقة، من خلال إعادة الاستقرار السياسي الداخلي أولاً، ومعالجة مسار العنف المدمر الذي ضرب المجتمع الباكستاني بقوة، كما تحتاج إلى تصحيح الأوضاع الاقتصادية لتستعيد مكانتها اللائقة بها على مستوى قارة آسيا الناهضة بتسارع كبير.
الحل يكمن باستعادة الشعب الباكستاني حريته المفقودة وإرادته المسلوبة، من خلال ترسيخ النهج الديمقراطي الصحيح الذي يمكن الشعب الباكستاني من اختيار الحكومات وأصحاب السلطة من خلال صناديق الاقتراع، التي تكرس التنافس بين الأحزاب والبرامج السياسية، والتخلص من منهج الاستبداد المدمر، الذي يكرس الحكم الفردي الفاسد، كما ينبغي التخلص من منهج الارتهان الذي يكرس التبعية إلى البرنامج الأمريكي الاستعماري الذي أورث المنطقة الخراب والدمار والتمزق والانقسام المجتمعي والضعف السياسي، والذي أدخل دول المنطقة في دوامة العنف الداخلي القاتل.
البلاد العربية سوف تبقى في مستنقع الضعف، وسوف تبقى تعاني من الضعف السياسي والترهل الاقتصادي، وسوف تبقى فريسة للعنف الداخلي والانقسام المجتمعي إذا لم تتحرر الشعوب العربية من قبضة الحكم الاستبدادي الفردي المطلق، الذي يكرس الفساد والتبعيّة والارتهان للأجنبي.
لا نهوض على الاطلاق من خلال مصادرة حرية الشعوب ومصادرة حقها في اختيار حكامها وتشكيل حكوماتها، وسوف تبقى تراوح في مربع التخلف والضعف والانقسام المصحوب بالخداع والتضليل القائم على خطاب "ديماغوجي" متخلف عبر سدنة فكر الاستبداد والقمع والكبت.
التجربة الباكستانية تستحق الدراسة والعبرة، حيث حولها الحكم الاستبدادي الفاسد من دولة نووية قوية، إلى دولة فاشلة منهارة، بلا وزن سياسي وبلا أثر إقليمي، في حين نشهد تصاعد الدور الهندي والإيراني والصيني والياباني والكوري على صعيد قارة آسيا، التي أصبحت تحتل مكانة عالميّة مشهودة. العرب اليوم