روسيا والمحادثات "الإسرائيلية" والأمريكية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : شهدت الأيام السابقة محادثات روسية – أمريكية، ومحادثات روسية – "إسرائيلية"، كانت محل اهتمام المراقبين السياسيين على مستوى العالم، في ظل الأزمة السوريّة المتفاقمة، وكانت هناك توقعات أن تسفر هذه المحادثات عن اتفاق روسي أمريكي، يؤدي إلى انفراج ما على صعيد ما يجري في سوريا.
كانت المفاجأة أن روسيا أقدمت على تزويد سوريا بأسلحة متطورة تشمل على صواريخ روسية حديثة، وأعلن وزير الخارجية الروسي أن تزويد سوريا بهذه الأسلحة المتطورة لا تخل بالاتفاقيات الدولية، مما يؤشر بوضوح الى أن هذا التصريح يعتبر رسالة تطمين إلى "اسرائيل" ومن ورائها أمريكا.
الأحداث تتكشف مرة أخرى على أن المحادثات السابقة التي تمت لم تكن إلا تعبيرا عن تواصل الجهود الدولية من أجل ضمان أمن "إسرائيل"، وأن هناك ضمانات يعدم استخدامها ضد اسرائيل، وهي فقط موجهة إلى الشعب السوري وإلى صدور المقاتلين المعارضين للنظام فقط، مما يدلك بوضوح على معالم اتفاق دولي، تشترك فيه روسيا وأمريكا واسرائيل، إلى الاستمرار في مخطط الإنهاك والتدمير للدولة السورية والشعب السوري، وأصبح الخيار الواضح لدى هذه الأطراف الدولية أن بقاء نظام الأسد على هذا النحو يمثل مصلحة دولية ومصلحة إقليمية ومصلحة "اسرائيلية" بالدرجة الأولى.
بقاء النظام يمثل مصلحة اسرائيلية، لأنه يتبنى نظام الممانعة الناعم الذي ضمن أمن حدود الجولان لمدة تزيد على أربعين سنة بنجاح منقطع النظير، والنجاح بتحقيق الأمن على الحدود الأخرى بعشرات الأضعاف. وهو يتبنى نظاماً للممانعة يحول دون خروج السلاح الجوي السوري ضد "إسرائيل" ولو لمرة واحدة، ويحول دون اعتراض الطيران "الإسرائيلي" الذي يستبيح الأجواء السورية طولاً وعرضاً، ولا يطلق عليه طلقة واحدة، رغم أنه قام بالتحليق فوق قصور الأسد بطريقة تحمل أعلى مستويات الإذلال والإهانة.
لقد حوّل الطيران "الإسرائيلي" مركز الأبحاث السوري ومخزن الأسلحة السورية إلى جهنم، وحولها ركاماً، في عملية تدميرية قبيل الفجر، تذكرنا بعملية تدمير الطيران المصري بشكل كامل عام (67)، دون إلحاق الأذى بأية طائرة صهيونية، ودون محاولة إطلاق قذيفة واحدة ولو من باب بياض الوجه، ومثلت هذه الضربة رسالة صهيونية قوية لكل الأطراف وعلى رأسها إيران!!
هذا النظام الذي يستخدم الأسلحة الاستراتيجية ضد شعبه لم يفكر مرة واحدة بتوجيه ضربة واحدة ولو من باب الخطأ نحو اسرائيل، رغم أنه يحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين.
لقد اختار النظام الرد "الاستراتيجي" وليس الرد التكتيكي المنفعل ضد العدو الصهيوني، فهل الأمور تسير فعلاً نحو تهديد أمن اسرائيل المستقبلي، وهل يعدنا النظام بأنه يعد لضربة ماحقة ساحقة ضد الكيان الصهيوني الذي يحتل الجولان منذ (46) عاماً، وهل أصبحت الجولان على وشك التحرير.
لقد انسلخ نصف قرن من عمر الشعب السوري والشعوب العربية، وهم يستمعون للإعلام السوري الذي يتغنى بالممانعة، ورضيت بحياة الذل والهوان والمطاردة وكبت الأنفاس، ونهب المقدرات وافقار شرائح الشعب من أجل أن يكتشف المرة تلو المرة، أن الأسلحة الروسية المتطورة المستوردة، والطيران العسكري والمروحيات، والأسلحة الكيماوية ما هي إلا لقتل الشعب السوري وافنائه، وتحويل سوريا إلى ركام، وأن هناك قيودا وضوابط دولية على هذه الأسلحة الحديثة المستوردة أن لا يتم توجيهها إلى "اسرائيل"، وإلا فإنها تمتلك حق تدميرها في الأعماق السورية في أي وقت من ليل أو نهار مع توفير ضمانات سلامة الطائرات الصهيونية التي تقوم بالغارات، وعودتها دون أن تصاب بأي أذى!!!
القدرة على مواصلة عملية التضليل والخداع لمدة نصف قرن دون ملل أو كلل تستحق الحسد فعلاً، وإن القدرة الفائقة التي يملكها بعض الكتّاب على قلب الحقائق طوال هذه السنوات بهذا النفس الطويل أمر يستحق الحسد أيضاً، وقدرة بعض الفئات على ممارسة الانتظار سنة بعد سنة، وجيلاً بعد جيل، وعقداً بعد عقد، وهم يعيشون الهزيمة تلو الهزيمة، ويشهدون النزيف المستمر بالدم والمال والكرامة.. أمر مدهش، تستحق أن تدخل كتاب "جينس" في مستوى بلادة الحس والسبات الطويل الممتد.العرب اليوم
كانت المفاجأة أن روسيا أقدمت على تزويد سوريا بأسلحة متطورة تشمل على صواريخ روسية حديثة، وأعلن وزير الخارجية الروسي أن تزويد سوريا بهذه الأسلحة المتطورة لا تخل بالاتفاقيات الدولية، مما يؤشر بوضوح الى أن هذا التصريح يعتبر رسالة تطمين إلى "اسرائيل" ومن ورائها أمريكا.
الأحداث تتكشف مرة أخرى على أن المحادثات السابقة التي تمت لم تكن إلا تعبيرا عن تواصل الجهود الدولية من أجل ضمان أمن "إسرائيل"، وأن هناك ضمانات يعدم استخدامها ضد اسرائيل، وهي فقط موجهة إلى الشعب السوري وإلى صدور المقاتلين المعارضين للنظام فقط، مما يدلك بوضوح على معالم اتفاق دولي، تشترك فيه روسيا وأمريكا واسرائيل، إلى الاستمرار في مخطط الإنهاك والتدمير للدولة السورية والشعب السوري، وأصبح الخيار الواضح لدى هذه الأطراف الدولية أن بقاء نظام الأسد على هذا النحو يمثل مصلحة دولية ومصلحة إقليمية ومصلحة "اسرائيلية" بالدرجة الأولى.
بقاء النظام يمثل مصلحة اسرائيلية، لأنه يتبنى نظام الممانعة الناعم الذي ضمن أمن حدود الجولان لمدة تزيد على أربعين سنة بنجاح منقطع النظير، والنجاح بتحقيق الأمن على الحدود الأخرى بعشرات الأضعاف. وهو يتبنى نظاماً للممانعة يحول دون خروج السلاح الجوي السوري ضد "إسرائيل" ولو لمرة واحدة، ويحول دون اعتراض الطيران "الإسرائيلي" الذي يستبيح الأجواء السورية طولاً وعرضاً، ولا يطلق عليه طلقة واحدة، رغم أنه قام بالتحليق فوق قصور الأسد بطريقة تحمل أعلى مستويات الإذلال والإهانة.
لقد حوّل الطيران "الإسرائيلي" مركز الأبحاث السوري ومخزن الأسلحة السورية إلى جهنم، وحولها ركاماً، في عملية تدميرية قبيل الفجر، تذكرنا بعملية تدمير الطيران المصري بشكل كامل عام (67)، دون إلحاق الأذى بأية طائرة صهيونية، ودون محاولة إطلاق قذيفة واحدة ولو من باب بياض الوجه، ومثلت هذه الضربة رسالة صهيونية قوية لكل الأطراف وعلى رأسها إيران!!
هذا النظام الذي يستخدم الأسلحة الاستراتيجية ضد شعبه لم يفكر مرة واحدة بتوجيه ضربة واحدة ولو من باب الخطأ نحو اسرائيل، رغم أنه يحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين.
لقد اختار النظام الرد "الاستراتيجي" وليس الرد التكتيكي المنفعل ضد العدو الصهيوني، فهل الأمور تسير فعلاً نحو تهديد أمن اسرائيل المستقبلي، وهل يعدنا النظام بأنه يعد لضربة ماحقة ساحقة ضد الكيان الصهيوني الذي يحتل الجولان منذ (46) عاماً، وهل أصبحت الجولان على وشك التحرير.
لقد انسلخ نصف قرن من عمر الشعب السوري والشعوب العربية، وهم يستمعون للإعلام السوري الذي يتغنى بالممانعة، ورضيت بحياة الذل والهوان والمطاردة وكبت الأنفاس، ونهب المقدرات وافقار شرائح الشعب من أجل أن يكتشف المرة تلو المرة، أن الأسلحة الروسية المتطورة المستوردة، والطيران العسكري والمروحيات، والأسلحة الكيماوية ما هي إلا لقتل الشعب السوري وافنائه، وتحويل سوريا إلى ركام، وأن هناك قيودا وضوابط دولية على هذه الأسلحة الحديثة المستوردة أن لا يتم توجيهها إلى "اسرائيل"، وإلا فإنها تمتلك حق تدميرها في الأعماق السورية في أي وقت من ليل أو نهار مع توفير ضمانات سلامة الطائرات الصهيونية التي تقوم بالغارات، وعودتها دون أن تصاب بأي أذى!!!
القدرة على مواصلة عملية التضليل والخداع لمدة نصف قرن دون ملل أو كلل تستحق الحسد فعلاً، وإن القدرة الفائقة التي يملكها بعض الكتّاب على قلب الحقائق طوال هذه السنوات بهذا النفس الطويل أمر يستحق الحسد أيضاً، وقدرة بعض الفئات على ممارسة الانتظار سنة بعد سنة، وجيلاً بعد جيل، وعقداً بعد عقد، وهم يعيشون الهزيمة تلو الهزيمة، ويشهدون النزيف المستمر بالدم والمال والكرامة.. أمر مدهش، تستحق أن تدخل كتاب "جينس" في مستوى بلادة الحس والسبات الطويل الممتد.العرب اليوم