متى تخترع التربية غرفة صفية صالحة للاستخدام الشتوي؟!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - في هذه الظروف الجويّة، والبرد الذي ينخر داخل العظام، يرتجف أطفالنا على مقاعد الدراسة، طيلة النهار، في غرف صفيّة تتحدّى الشتاء بـ "صوبّة كاز" في أحسن الأحوال!
هل حقّا تعتقد وزارة التربية والتعليم أنّه بإمكان أيّ طفل على وجهة هذا الكوكب، التركيز في ما يقوله المعلم وهو يرتجف بردا، وينتظر انتهاء الدوام المدرسي يفارغ الصبر، كيّ ينعم بقليل من الدفء؟!
الحلول العبقرية التي لجأت إليها التربية لحماية أطفالنا من هذا البرد القارص، تتلخّص في "كوبونات" كاز، و"فتايل"، تمحها التربية لقاء ما تستوفيه من أرباح المقاصف المدرسيّة، وكان الله بالسرّ عليما!
أطفالنا يا سادة لا يساوون عند جهابذة الحلول الإبداعيّة أكثر من كوبون وفتيل، ومازالوا مضطرّين لتحمّل كلّ هذا البرد طيلة أوقات الدوام المدرسي، وفوق هذا نطالبهم بالتحصيل العلمي والتفوّق الدراسي.. كيف؟!
أن توفّر الدفء لطلبة المدارس يفترض أن لا يكون مطلبا على الإطلاق، في أيّة دولة على وجه البسيطة.. هذه مسألة بديهيّة نجد أنفسنا مضطرين لطرحها على طاولة وزارة التربية والتعليم، لإيجاد حلّ حقيقيّ لهذه المعضلة، التي لا يمكن السكوت عليها بأي شكل من الأشكال.. نحن نتكلّم هنا عن أطفالنا.
هنالك اختراع يدعى بالطاقة الشمسيّة.. أفقر دول العالم وأبعدها عن مراكز الحضارة وصلها هذا الإختراع، فما هو السرّ الدفين واللغز الخطير الذي يقف وراء عجز الحكومة الأردنيّة عن تزويد المدارس بألواح شمسيّة، تولّد الطاقة اللازمة للحصول على دفء تكييف مركزي؟
هذا حلّ أجدى بكثير من المحاولات البائسة لتدفئة 40 أو خمسين طالبا، يرتدعون بردا في كثير من الغرف الصفيّة، بـ "فتيل" وقليل من "الكاز".
مهما تخلّت الدولة عن مسؤوليّاتها، وانسحبت من كافّة أدوارها، فإن هناك قطاعين لا يحقّ لأيّة حكومة تجاهلهما على الإطلاق: الصحة والتعليم.. وعندما نتحدّث عن التعليم فالأمر لا يقتصر على المناهج وأساليب البحث العلمي، قبل أيّ شيء ينبغي توفير البيئة التعليميّة المناسبة، على الأقلّ من خلال غرف صفيّة صالحة للاستخدام الشتوي!