jo24_banner
jo24_banner

حملة التصفيق لتخليد الرزاز.. هل "فنجلها" حتّى بات الخيار الوحيد؟!

حملة التصفيق لتخليد الرزاز.. هل فنجلها حتّى بات الخيار الوحيد؟!
جو 24 :
تامر خورما - حملات التسويق، و"فزعات" التلميع والتصفيق، اشتعلت على بعض المنابر الإعلاميّة، وفي صالونات صنع الأنباء وتوجيه الرأي العام، أملا في تخليد رئيس الوزراء، د. عمر الرزاز، وحلفائه في البرلمان، عبر تجاوز استحقاق الإنتخابات النيابيّة، وبالتالي منح الرجل "فرصة" ولاية أخرى.

التصفيق للرزاز، طمعا في تمديد ولايته، اقترن بإبراز عناوين تظهر الرأي العام على أنّه مهووس بالمجلس النيابي، وراغبا في بقائه. الاستحقاق الإنتخابي بات يصوّر على أنّه محطّة ثانويّة ينبغي تجاوزها، وذلك في سياق الحملة المحمومة للإبقاء على ذات اللاعبين في موقع صنع القرار، وكأنّهم صنّاع معجزات لا يباح رحيلهم.

يفترض أن الأردن دولة تتمتّع بدرجة استقرار متقدّمة للغاية، رغم الفوضى التي تهيمن على محيطه الإقليمي. ولكن، ما يجري عند كلّ محطّة انتخابيّة لا ينطلق أبدا من هذا الواقع، فمنذ الإنفراج الديمقراطي عام 1989 لا يوجد موعد ثابت وحاسم يحتّم إجراء الإنتخابات النيابيّة في موعد محدّد راسخ التوقيت.. فلماذا؟

ألا تتمتّع الدولة الأردنيّة بحالة استقرار دستوريّ، تفترض وجود محطّة فاصلة عند كلّ دورة برلمانيّة اقتربت من خطّ النهاية؟ فلماذا يتمّ الحديث دوما عن احتمالات الحلّ أو التمديد أو التأجيل، وكأن الاستحقاق الإنتخابي مجرّد مجاز ضبابيّ الملامح زئبقيّ التوقيت؟!

المجلس النيابي اقترب من نهايته، ومنطق الأمور يستوجب إجراء انتخابات جديدة، تتيح للشعب، الذي يفترض أنّه مصدر السلطات، اختيار ممثليه، الذين سيقرّرون بدورهم مصير الحكومة المقبلة. هذا الخيار لا تنبغي مصادرته خاصّة في هذه المرحلة الحسّاسة، التي يُختزل عنوانها بـ "صفقة القرن".

رغم حساسيّة المرحلة، إلاّ أن هناك إصرارا لدى جلاوزة بعض النوادي المغلقة على اللاعبين الجدد، الذين نجحوا بالتسلّل إلى مواقع صنع القرار، على إبقاء ظلّ الرزاز مهيمنا على الدوّار الرابع، خوفا من خروجهم من اللعبة، فبدأت لعبة "التوجيه اللامعنوي"، والحديث عن تمديد، وولاية أخرى، وحكومة محلّلة، وما إلى ذلك من عناوين تصبّ كلّها في سياق تأبيد حكم الرجل.

ترى، ما هو المميّز في د. عمر الرزاز، الذي جاء تعبيرا عن وصول أولئك اللاعبين الجدد إلى مفاصل صنع القرار؟ هل جاء بما لم تأت به الأوائل؟ أو كما يقول الأردنيّون: هل "فنجلها" و"غنّمها"، ليكون بقاءه ضرورة تفرض نفسها على أجندة المنظومة الحاكمة؟

جردة حساب سريعة، تسلّط الضوء على أبرز "إنجازات" الرجل: عجز في ميزانيّة الدولة بلغ نحو مليار وربع المليار دينار، تكديس المزيد من الدسم بين أرقام المديونيّة المستعرة، طلاسم وأسرار تحيط بملف الطاقة وفاتورة الكهرباء، صفقة استيراد الغاز من العدو الصهيوني، وبالتالي إرغام دافعي الضرائب على تمويل إرهاب الإحتلال في ظلّ إعلان صفقة القرن، وبدء عمليّة ضمّ المستوطنات وغور الأردن للكيان الصهيوني!

العناوين واضحة هنا، وليس هنالك الكثير ممّا قد يحتمل التأويل أو يستوجب التحليل، إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد بدء عمليّة تصفية الوجود الأردني، وتكريس مركزيّة الإقتصاد الصهيوني كاحتلال سيدوم ظلّه على المنطقة، فلن يكون هنالك من هو أنسب من الرئيس لتحقيق هذا! في هذه الحالة، فقط إذا كان هذا هو ما تفرضه أجندة الطامحين، يمكننا القول أن الرزاز هو رجل المرحلة!
 
تابعو الأردن 24 على google news