حمى الموسم الانتخابي تنقل عدواها بين النواب
جو 24 :
محرر الشؤون البرلمانية - مع اقتراب موسم الانتخابات النيابية، تشتعل حماسة الطامحين بالبقاء تحت قبة البرلمان، ويتذكر أعضاء المجلس النيابي فجأة أن هنالك مطالب شعبية بتحقيق إصلاح شامل، لانتشال البلاد من أزمتها المركبة، فيطل علينا من يفترض أنهم ممثلون للشعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمنابر الإعلامية الدعائية، بخطب رنانة، وشعارات من العيار الثقيل!
فجأة يتذكر أعضاء المجلس النيابي أن هنالك تعثر في تحقيق الإصلاح، وأن الشباب يرزح تحت وطأة الفقر والبطالة في ظل عجز خانق ومديونية مستعرة.. وقد يتذكر بعضهم أن هنالك سجناء سياسيون يواجهون عتمات السجون بمعركة الأمعاء الخاوية.. وربما تنشط كهرباء الدماغ عند البعض، لتذكر وجود خطر صهيوني يتربص بالبلاد.. كل هذا فجأة، فتلك حمى الموسم الإنتخابي..
أين كان أعضاء مجلس النواب عندما فرضت الحكومة قانون الموازنة العامة، بعجز وصل إلى نحو مليار وربع من دنانير دافعي الضرائب؟ وأين كانوا جهابذة الحرية والإصلاح عند استمرار العمل بالقوانين المصادرة للحريات، بدء بقانون منع الجرائم، وليس انتهاء بقانون الجرائم الإلكترونية؟!
والأهم من هذا، ماذا فعل المجلس العتيد لمنع تمرير اتفاقية استيراد الغاز من العدو الصهيوني؟ هل صدر عنه تشريع يمنع استيراد غاز الإحتلال وتقويض الإقتصاد الوطني؟ هل قام مجلس الشعب بفعل أي شيء، عدا اللطم والشجب والخطابات الإستعراضية؟!
فجأة يتذكر النواب أن عليهم واجبات واستحقاقات يفترض تلبيتها، وتجتاحهم حمى الموسم الإنتخابي، متناسين أنهم السبب الأساسي في البلاء الذي حل بالشعب، نتيجة كل ما تم تمريره تحت القبة من قوانين وقرارات..
الحكومة ليست وحدها من ينبغي عليه تحمل اللوم، فما كان للرزاز أن يمضي بقوانينه وقراراته لولا شراكة البرلمان.. واليوم لايزال بين أعضاء المجلس من يعيد تمثيل المواقف الاستعراضية، وترديد الشعارات الرنانة، أملا في إعادة انتخابه، وكأن الشعب فاقد لذاكرة الأمس القريب!