حسن روحاني ومستقبل إيران
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : من المعلوم أن الرئيس الإيراني المنتخب، لا يملك الصلاحية العليا والسلطة الكاملة في إدراة شؤون الدولة، لأن السلطة العليا والصلاحية المطلقة بيد المرشد الأعلى "علي خامنئي" وصلاحية الرئيس لا تتجاوز 30% من صلاحيات المرشد الأعلى، ولذلك رغم فوز رجل الدين المعتدل المقرّب من التيار الإصلاحي "حسن روحاني" فإن قدراته محدودة على تغيير مسارات السياسة الإيرانية العليا، حتى لو أراد ذلك برغبة.
ولكن لا بد من تذكير الرئيس الإيراني الجديد، والذكرى تنفع المؤمنين وإبداء بعض الملاحظات حول بعض القضايا الرئيسية والمهمة التي تتعلق بشعوب المنطقة خاصة الشعوب العربية في ظل تطور الأوضاع العامة نحو دائرة الخطورة والقلق.
ينبغي تقرير حقيقة غائبة تتعلق بالشعوب العربية، التي وقفت مع الثورة الإيرانية الإسلامية على الطاووس، محمد رضا بهلوي، الذي كان حليفاً قوياً للكيان الصهيوني والأمريكان، وكانت الحركات الإسلامية وأغلبية الشعوب العربية والإسلامية ترى في هذه الثورة بداية التحول الحضاري الواسع في المنطقة، وكان من المؤمل أن تقود إيران الجديدة عملية بناء المشروع الحضاري الإسلامي الكبير بالتعاون مع قوى النهوض الإسلامي على اختلاف مذاهبها، من أجل العمل على حماية العالم الإسلامي، ورفع شأن الإسلام بوجه عام.
كانت الانتكاسة الأكثر خطورة للمشروع الإيراني تتمثل بتقزيم دورها ليقتصر على رفع شأن المذهب الشيعي الجعفري الإثنا عشري، وحماية الشيعة في العالم، ما جعل الدور الإيراني محدوداً ضمن سقف الطموحات الفارسية، وجعل تنامي القوة الإيرانية مرافقاً لزيادة حدة التعصب المذهبي، والانسياق خلف إثارة الأحقاد التاريخية، والتعبئة المذهبية وأسهم في زيادة الفرقة بين شعوب العالم العربي والإسلامي وزيادة حدة الخلاف وانتشار حوادث العنف ومسلسل الدم في البلدان التي يوجد فيها الشيعة.
المطلوب من إيران وقفة مراجعة استراتيجية لمجمل سياساتها الخارجية، وأن تنتقل من الإطار المذهبي الضيق إلى الإطار الإسلام الحضاري العالمي الواسع، وهذا يحتم عليها الإسهام الجاد في تخفيف حدة الصراع المذهبي ووقف التعبئة التي تمارسها الأطراف المختلفة في إذكاء الخلاف بين الشيعة والسنة.
إيران تمثل قوة إقليمية كبيرة ومتصاعدة، ولها مكانة محترمة بين جميع أتباع المذهب الشيعي، وتستطيع لو أرادت أن تقود المعسكر الشيعي نحو التهدئة وتخفيف الإحتقان تجاه إخوانهم المسلمين جميعاً، وأن تكون نصيرة لكل الشعوب المستضعفة التي تطلب الحرية والكرامة، وأن تبتعد عن سياسة المعايير المزدوجة على الطريقة الأمريكية.
وفي الوقت نفسه ينبغي توجيه النداء إلى العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي من أهل السنة كذلك أن لا يستجيبوا للحرب الطائفية المجنونة التي لا يمكن حسمها مهما كانت الدماء ومهما كانت درجة استعمال القوة والعنف في تصفية الخلافات المذهبية، ويجب أن نعلم جميعاً أن أعداء الأمة الخارجيين يعملون على إثارة جميع نوازع الفرقة والخلاف بين مكونات الأمة سواء كانت دينية أو مذهبية أو عرقية أو إقليمية، وهناك من يستجيب كما قال تعالى: ((وفيكم سماعون لهم))، ولذلك يجب الاستنفار الفكري والثقافي والأدبي والسياسي من أجل وأد الفتنة، ومحاصرة نيران التعصب، وينبغي وقف يد كل من يصب الزيت على النار المشتعلة ولو بالكلمة أو القلم.
العجب كل العجب من الذين يستمتعون بالتحريض، ويتلذذون في إثارة مكامن الفرقة وتهييج الغرائز عن طريق إشعال بذور التعصب في صفوف الأمة تحت شعارات براقة، ومقولات خادعة ومضللة، ونحن جميعاً مدعوون لرفع شعار: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها). (العرب اليوم)
a.gharaybeh@alarabalyawm.net
ولكن لا بد من تذكير الرئيس الإيراني الجديد، والذكرى تنفع المؤمنين وإبداء بعض الملاحظات حول بعض القضايا الرئيسية والمهمة التي تتعلق بشعوب المنطقة خاصة الشعوب العربية في ظل تطور الأوضاع العامة نحو دائرة الخطورة والقلق.
ينبغي تقرير حقيقة غائبة تتعلق بالشعوب العربية، التي وقفت مع الثورة الإيرانية الإسلامية على الطاووس، محمد رضا بهلوي، الذي كان حليفاً قوياً للكيان الصهيوني والأمريكان، وكانت الحركات الإسلامية وأغلبية الشعوب العربية والإسلامية ترى في هذه الثورة بداية التحول الحضاري الواسع في المنطقة، وكان من المؤمل أن تقود إيران الجديدة عملية بناء المشروع الحضاري الإسلامي الكبير بالتعاون مع قوى النهوض الإسلامي على اختلاف مذاهبها، من أجل العمل على حماية العالم الإسلامي، ورفع شأن الإسلام بوجه عام.
كانت الانتكاسة الأكثر خطورة للمشروع الإيراني تتمثل بتقزيم دورها ليقتصر على رفع شأن المذهب الشيعي الجعفري الإثنا عشري، وحماية الشيعة في العالم، ما جعل الدور الإيراني محدوداً ضمن سقف الطموحات الفارسية، وجعل تنامي القوة الإيرانية مرافقاً لزيادة حدة التعصب المذهبي، والانسياق خلف إثارة الأحقاد التاريخية، والتعبئة المذهبية وأسهم في زيادة الفرقة بين شعوب العالم العربي والإسلامي وزيادة حدة الخلاف وانتشار حوادث العنف ومسلسل الدم في البلدان التي يوجد فيها الشيعة.
المطلوب من إيران وقفة مراجعة استراتيجية لمجمل سياساتها الخارجية، وأن تنتقل من الإطار المذهبي الضيق إلى الإطار الإسلام الحضاري العالمي الواسع، وهذا يحتم عليها الإسهام الجاد في تخفيف حدة الصراع المذهبي ووقف التعبئة التي تمارسها الأطراف المختلفة في إذكاء الخلاف بين الشيعة والسنة.
إيران تمثل قوة إقليمية كبيرة ومتصاعدة، ولها مكانة محترمة بين جميع أتباع المذهب الشيعي، وتستطيع لو أرادت أن تقود المعسكر الشيعي نحو التهدئة وتخفيف الإحتقان تجاه إخوانهم المسلمين جميعاً، وأن تكون نصيرة لكل الشعوب المستضعفة التي تطلب الحرية والكرامة، وأن تبتعد عن سياسة المعايير المزدوجة على الطريقة الأمريكية.
وفي الوقت نفسه ينبغي توجيه النداء إلى العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي من أهل السنة كذلك أن لا يستجيبوا للحرب الطائفية المجنونة التي لا يمكن حسمها مهما كانت الدماء ومهما كانت درجة استعمال القوة والعنف في تصفية الخلافات المذهبية، ويجب أن نعلم جميعاً أن أعداء الأمة الخارجيين يعملون على إثارة جميع نوازع الفرقة والخلاف بين مكونات الأمة سواء كانت دينية أو مذهبية أو عرقية أو إقليمية، وهناك من يستجيب كما قال تعالى: ((وفيكم سماعون لهم))، ولذلك يجب الاستنفار الفكري والثقافي والأدبي والسياسي من أجل وأد الفتنة، ومحاصرة نيران التعصب، وينبغي وقف يد كل من يصب الزيت على النار المشتعلة ولو بالكلمة أو القلم.
العجب كل العجب من الذين يستمتعون بالتحريض، ويتلذذون في إثارة مكامن الفرقة وتهييج الغرائز عن طريق إشعال بذور التعصب في صفوف الأمة تحت شعارات براقة، ومقولات خادعة ومضللة، ونحن جميعاً مدعوون لرفع شعار: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها). (العرب اليوم)
a.gharaybeh@alarabalyawm.net