jo24_banner
jo24_banner

الحقد الطبقي وبرجوازية التعليم المتوحشة

الحقد الطبقي وبرجوازية التعليم المتوحشة
جو 24 :
يسرقون رغيفك، ثم يعطونك منه كسرة، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم!

تامر خورما - هذه الكلمات التي صاغها الشهيد غسان كنفاني، اختزلت المنظومة الثقافية للطبقات البرجوازية الاستغلالية، التي قدمت للبشرية أقبح أنماط التوحش والاضطهاد.. حيث تقتات هذه الطبقات الطفيلية، بكافة أماكن تواجدها، على سرقة عرق العاملين، الذين يفنون حياتهم لإثراء المتخمين بالجشع، وكلما طالب صاحب ذي حق بحقه، يتم اتهامه "بالكلاشيه" المتعفن: الحقد الطبقي!

الحقد الطبقي باختصار هو الحقد الوحيد المشروع والأخلاقي، فعندما يسرقك أحد المتخمين بأموال كدسها من عرق جبينك، فإنه من غير المعقول ولا المقبول أن تبتسم في وجهه، وتدير له خدك الأيسر! الحقد الطبقي هو رد الفعل الطبيعي على الاستغلال الطبقي، والسرقة اللاأخلاقية.. هذا من جهة..

ومن جهة أخرى، ليس حقدا، بالمعنى الحرفي للكلمة، أن يطالب أحد المعلمين، مثلا، براتبه الشهري، الذي سلبته مدرسة خاصة، بذريعة حظر التجول، رغم أنها قامت باستيفاء كافة الرسوم الدراسية من أولياء أمور الطلبة! الحقد في مثل هذه الحالة هو سمة صاحب العمل الجشع، الذي لم يفكر في تحمل المسؤولية الوطنية، وتخفيض الرسوم الدراسية على الأهالي بسبب الظرف الاستثنائي الراهن، بل تمادى إلى ما وراء ذلك، ليسلب حق المعلمين، ويصادر رواتبهم بكل ما أوتي من بلطجة!

من حق المعلم في القطاع الخاص أن يلجأ إلى وزارتي العمل والتربية لتحصيل حقوقه التي سرقها أصحاب العمل، ومن يناهض هذا الحق فإنه قطعا ينتصر للحقد البرجوازي العفن! بعض نقابات أصحاب العمل تمادت في ظلمها واستغلالها، وعلى كافة الشرائح الاجتماعية أن تتكاتف لوضع حد لهذا الجشع.

بعض المدارس الخاصة لم تكتف باستغلال المعلم، بل تمادت إلى التحايل على مؤسسات الدولة، من خلال تقديم كشوفات رواتب وهمية، لا تعبر إطلاقا عن حقيقة ما يتقاضاه المعلمون، وينبغي هنا فرض المزيد من الرقابة الصارمة، لاستئصال هذا الوباء الذي يتفشى في كثير من مؤسسات القطاع الخاص.

تجار الكوارث والأوبئة لا يمكن حصرهم في نطاق قطاعي الغذاء والدواء، فحتى قطاع التعليم بات مرتعا للطفيليات التي تستغل الظرف الراهن، لسلب أموال المعلمين، بقوة التهديد بالفصل من العمل.. هؤلاء أشد خطورة على المجتمع من أي فيروس أو طفرة بيولوجية، ولا بد من استئصال هذه الأورام السرطانية، حفاظا على الأمن المجتمعي، الذي لا يقل أهمية عن الأمن الصحي!

أما من يردد "كلاشيه" الحقد الطبقي لتبرير سرقة المعلم، فهو بكل بساطة عبر عن الخلل البنيوي للمنظومة القيمية- الأخلاقية، التي تحكم نمط تفكير الشرائح البرجوازية، وتعكس طبيعتها البدائية!
 
تابعو الأردن 24 على google news